تويت
خارج الإطار
جريمة بحق خديجة وشيماء!
كتب حنان الهاجري :
ناشط سياسي، ناشط ديني، واخيرا الشيخ الفاضل مبارك البذالي! هكذا قُدم لنا هذا الشخص عبر لقاء تلفزيوني هدف الى سبر اغوار شخصيته التي عرفناها منذ زمن، عبر الانجازات الجهادية «للشيخ الفاضل» المعجب بأسامة بن لادن والظواهري، وبعمليات التجنيد التي أودت بحياة مجموعة من المراهقين السذج ومن ضمنهم ولده في العراق، ومؤسس هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر في الصليبخات الكويتية، لذا لم نكن بحاجة الى التعرف الى المزيد في ما يخص شأن هذا الرجل. ثم ان كل هذا قد سبق ان تم تداوله من قبل، ولكن ان يأتي هذا الشخص اليوم ويعترف امام الأمة بأنه قد رفض ان تلتحق ابنتاه خديجة وشيماء ـــ اللتان بلغتا سن الشباب الآن ـــ بالمدارس نظرا لأنه غير مقتنع بالتعليم لأنه «لا شرعي، ولا علمي، وهو ضياع في ضياع»، على حد وصفه، فهو النكبة الكبرى.
من الجنون ونحن نعيش في القرن الواحد والعشرين أن نسمع هكذا خطاب، وأن يتوقع منّا أن نسكت عن هكذا جرائم ترتكب بحق الطفولة والانسانية.
كيف مر هذا الأمر تحت أنوف المسؤولين عن التربية والتعليم؟ وكيف تسربت هاتان الطفلتان من «السستم» واختفتا دون أن يسأل أو يبلغ عنهما أحد؟ القانون رقم 11 لسنة 1965 في شأن التعليم الالزامي في مادته الاولى من الباب الاول يفرض أن «يكون التعليم الزاميا مجانيا لجميع الاطفال الكويتيين من ذكور واناث منذ بداية المرحلة الابتدائية حتى المرحلة المتوسطة»، بينما تلقي المادة الثالثة منه بمسؤولية الالزام بالتعليم على عاتق والد الطفل، فكيف مر ذلك تحت مسمع ومرأى التربويين والقانونيين وأهل وأقارب وجيران هاتين الفتاتين اللتين ارتكب جرم في حقهما حرمهما من ابسط حقوقهما الانسانية؟ البذالي هو الوالد والوصي، ولكنه لا يملكهما ولا تمنحه ابوته لهما تخويلا رسميا بالتصرف بشؤون حياتهما بالتعسف والظلم والحرمان. وان كانت مسؤولية الدولة قد غابت وغفت المؤسسات فلماذا تراجعت المسؤولية الاجتماعية الى اسفل الدرجات، ونفض المواطنون أياديهم من أداء ادوارهم المتوقعة منهم في نسق الحراك المجتمعي لحماية ظهور الآخرين والدفاع عن حقوقهم الجمعية؟
ان كان البذالي قد تسبب في قتل ولده في العراق عبر عملية ارهابية كما اعترف بذلك، فإن الارهاب الذي مارسه على خديجة وشيماء بحرمانهما من التعليم لا يقل شأنا أو خطرا. القانون موجود، ولكن مَنْ يطبقه لينقذ هاتين الفتاتين؟
د. حنان الهاجري
[email protected]
جريمة بحق خديجة وشيماء!
كتب حنان الهاجري :
ناشط سياسي، ناشط ديني، واخيرا الشيخ الفاضل مبارك البذالي! هكذا قُدم لنا هذا الشخص عبر لقاء تلفزيوني هدف الى سبر اغوار شخصيته التي عرفناها منذ زمن، عبر الانجازات الجهادية «للشيخ الفاضل» المعجب بأسامة بن لادن والظواهري، وبعمليات التجنيد التي أودت بحياة مجموعة من المراهقين السذج ومن ضمنهم ولده في العراق، ومؤسس هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر في الصليبخات الكويتية، لذا لم نكن بحاجة الى التعرف الى المزيد في ما يخص شأن هذا الرجل. ثم ان كل هذا قد سبق ان تم تداوله من قبل، ولكن ان يأتي هذا الشخص اليوم ويعترف امام الأمة بأنه قد رفض ان تلتحق ابنتاه خديجة وشيماء ـــ اللتان بلغتا سن الشباب الآن ـــ بالمدارس نظرا لأنه غير مقتنع بالتعليم لأنه «لا شرعي، ولا علمي، وهو ضياع في ضياع»، على حد وصفه، فهو النكبة الكبرى.
من الجنون ونحن نعيش في القرن الواحد والعشرين أن نسمع هكذا خطاب، وأن يتوقع منّا أن نسكت عن هكذا جرائم ترتكب بحق الطفولة والانسانية.
كيف مر هذا الأمر تحت أنوف المسؤولين عن التربية والتعليم؟ وكيف تسربت هاتان الطفلتان من «السستم» واختفتا دون أن يسأل أو يبلغ عنهما أحد؟ القانون رقم 11 لسنة 1965 في شأن التعليم الالزامي في مادته الاولى من الباب الاول يفرض أن «يكون التعليم الزاميا مجانيا لجميع الاطفال الكويتيين من ذكور واناث منذ بداية المرحلة الابتدائية حتى المرحلة المتوسطة»، بينما تلقي المادة الثالثة منه بمسؤولية الالزام بالتعليم على عاتق والد الطفل، فكيف مر ذلك تحت مسمع ومرأى التربويين والقانونيين وأهل وأقارب وجيران هاتين الفتاتين اللتين ارتكب جرم في حقهما حرمهما من ابسط حقوقهما الانسانية؟ البذالي هو الوالد والوصي، ولكنه لا يملكهما ولا تمنحه ابوته لهما تخويلا رسميا بالتصرف بشؤون حياتهما بالتعسف والظلم والحرمان. وان كانت مسؤولية الدولة قد غابت وغفت المؤسسات فلماذا تراجعت المسؤولية الاجتماعية الى اسفل الدرجات، ونفض المواطنون أياديهم من أداء ادوارهم المتوقعة منهم في نسق الحراك المجتمعي لحماية ظهور الآخرين والدفاع عن حقوقهم الجمعية؟
ان كان البذالي قد تسبب في قتل ولده في العراق عبر عملية ارهابية كما اعترف بذلك، فإن الارهاب الذي مارسه على خديجة وشيماء بحرمانهما من التعليم لا يقل شأنا أو خطرا. القانون موجود، ولكن مَنْ يطبقه لينقذ هاتين الفتاتين؟
د. حنان الهاجري
[email protected]