تويت
ورشة حول استخدام الحوسبة
عالية الأداء بحسابات المسائل العلمية
دمشق - سانا عالية الأداء بحسابات المسائل العلمية
بدأت أمس فعاليات ورشة عمل استخدام الحوسبة عالية الأداء في حسابات المسائل العلمية التي يقيمها المعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا التابع لمركز الدراسات والبحوث العلمية بدمشق بمشاركة نحو 200 باحث وخبير محلي وأجنبي.
وبين الدكتور وايل خنسة مدير المعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا أهمية الورشة في تعريف الباحثين العاملين في مختلف المؤسسات البحثية السورية بتقانات الحوسبة العالية الأداء وتحفيزهم على استخدامها بما يعزز العمل البحثي العلمي النظري والتطبيقي لافتا إلى أن الورشة تمثل ملتقى لتبادل الأفكار والآراء والخبرات وتشكل امتدادا لدور المعهد في متابعة أحدث التطورات العالمية في مجال العلوم والتقانة والحرص على نقلها إلى الوسط العلمي في سورية وتوطين المعرفة.
وقال إن الحوسبة عالية الأداء تقوم على بعدين أحدهما البنية الصلبة للحاسبات وهو ما تركزعليه الورشة و الآخر البنية البرمجية من حيث تطوير خوارزميات وأدوات ومنهجيات والكثير من المسائل المعاصرة معقدة من حيث عدد الحالات وعمليات الحل وبعض الباحثين لا يدرك تعقيدها بهذا المعنى وبالتالي عندما يتم زيادة عدد الحاسبات وقدراتها و توزيع العمليات عليها سيسهم باختصار الجهد وزمن حل المسائل مشبها ذلك كمن يوزع عمل ما على عدد من العاملين لإنجازه بأقصر وقت .
وأعرب خنسة عن أمله بان تكون الورشة محرضاً للباحثين المحليين في المعهد العالي والجامعات السورية الحكومية والخاصة وكذلك الشركات والمؤسسات المحلية من أجل التعامل مع البنية التحتية للحسابات عالية الأداء المتوفرة في المعهد العالي الذي يشارك في شبكة الحوسبة الأوروبية المتوسطية كنقطة اتصال في سورية وتحفيز شركات الأعمال للاستفادة من هذه التقانات في تحسين أداء ومردود مراكز المعطيات الخاصة بها و تقليص تكاليف نشر خدماتها.
بدوره قال الدكتور احمد المالح رئيس اللجنة العلمية للورشة إن الحوسبة عالية الأداء غدت أداة أساسية في البحث العلمي لأن الحسابات العلمية اصبحت يوماً بعد آخر بحاجة لقدرة حسابية لم تعد الحواسب الشخصية قادرة على تأمينها ولهذا جرى تطوير هذه التقنيات لافتا إلى أن هناك أشكالا مختلفة منها تعتمد بشكل أساسي على البرمجة الموزعة والمتوازية .
واضاف ان اللجنة العلمية حرصت على أن تكون المادة العلمية والعملية المقدمة في الورشة ذات سوية عالية للوصول إلى النتائج المتوقعة منها لافتا إلى أنه سيتم التركيزعلى عدد من المسائل المنتقاة لعرض مشاكلها وتقديم حلول لها من قبل مختصين محليين وخبراء متميزين عالمياً .
من جهته أشار المغترب السوري الدكتور إحسان البستاني أستاذ الكيمياء الحاسوبية والنظرية في جامعة فوبرتال الألمانية إلى ضرورة العمل على تطوير مركز للحوسبة عالية الأداء في المعهد ليتمكن الخبراء والباحثون من مختلف المؤسسات المحلية الاستفادة من امكانياته والوصول من خلاله للتعاون مع مراكز أبحاث عالمية من أجل بناء المقدرات والمساعدة على حل المسائل العلمية والتقنية المتوافقة مع طبيعة هذه الحوسبة .
وتتوجه الورشة للمختصين والباحثين الذين يعملون في الحسابات العلمية عالية الأداء كمسائل النمذجة والمحاكاة التي يتطلب حلها أو تنفيذها مدة زمنية كبيرة أو التي تتعامل مع قواعد معطيات وتتطلب أحجام تخزين هائلة للمعطيات والحاجة للحصول على المعلومات بشكل سريع وكذلك لمؤسسات الأعمال وذلك للاطلاع على المفاهيم والأدوات والتقانات الحديثة المتاحة في مجال الحسابات العالية الأداء .
وتتناول الورشة مجالات بحثية متعددة تشمل الميكانيك والإلكترونيات والطاقة والكهرباء والحراريات والبصريات والفيزياء والجيولوجيا والزلازل والاستشعار عن بعد ومعالجة الصور والتقانة الحيوية والدراسات البيئية والمؤسسات المالية والاتصالات والحواسيب والحسابات الإحصائية والإحصاء السكاني والزراعي وغيرها .
وتناقش الورشة على مدى ثلاثة ايام محاور أساسية ترتبط بالحسابات عالية الأداء وبنيتها الصلبة و البرمجية الخاصة بها وتطبيقاتها ولاسيما طريقة العناصرالمنتهية والتقانة النانوية وتطبيقات الزمن الحقيقي والتشفير و تطبيقات التنقيب في المعطيات ومعالجة الصورة إلى جانب عرض قصص نجاح لمسائل حسابية عالية الأداء منجزة في ميادين علمية متنوعة .
كما تتضمن الورشة محاضرات عملية تدريبية لاستخدام تقانات البرمجة الموزعة ضمن بيئة الحسابات عالية الأداء وجلسات حوار تشمل مواضيع تتعلق بالتحديات والفرص في استخدام هذه الحوسبة وإدخالها في مناهج عمل الفرق البحثية و إمكانية إنشاء ماجستير دراسات عليا في هذا المجال وتوطين تقاناته على أن يقام في ختام الورشة يوم تدريبي للعمل على تقانات وأدوات الحوسبة عالية الأداء .
يشارك في الورشة باحثون وخبراء من مؤسسات علمية وبحثية محلية إلى جانب 20 باحثا وخبيرا معظمهم مديرو مخابر و مراكز بحوث متقدمة من المانيا واسبانيا وايطاليا وتركيا وهنغاريا والولايات المتحدة الامريكية .