إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

المفكر فرح أنطون (1874 ـ 1922) من مدينة طرابلس اللبنانية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المفكر فرح أنطون (1874 ـ 1922) من مدينة طرابلس اللبنانية

    فرح أنطون
    عرف النصف الثاني من القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين أكثر من مفكر وصحفي وأديب وشاعر وكاتب
    فرح أنطون (1874 ـ 1922)


    عرف النصف الثاني من القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين أكثر من مفكر وصحفي وأديب وشاعر وكاتب..كلهم حاولوا وبطريقتهم المناسبة والخاصة أن يضعوا مقدمات وتفاصيل ويرسموا ملامح نهضة عربية شاملة تجلت في ابداعاتهم الفكرية ووصلت الى الجماهير العربية بمختلف شرائحهم وانتماءاتهم ...هذه النهضة التي كانت هاجسهم الكبير من أجل أن تجد الأمة العربية مكانتها بين الأمم..ومن هؤلاء المفكرين الذين عرفهم الوطن العربي والعالم الغربي كان الصحفي والكاتب اللبناني «فرح أنطون» الذي كان صوتاً قوياً وقلماً حراً وفكراً متنوراً في صفحات صحافتنا العربية.

    . فرح أنطون المولود في مدينة طرابلس اللبنانية، تخرج من مدرسة «كفتين» التي كانت تعتبر في مقدمة وطليعة المعاهد الوطنية آنذاك..وإذا ماعمل لفترة قصيرة في تجارة الخشب مع والده الذي امتهن هذه المهنة..الا أنه لم يستطع الاستمرار في هذا العمل لعدم اقتناعه بأنه يمثل طموحاته وآماله..بل كانت الكلمة والصحافة والكتابة هي كل ماكان يصبو إليه من أجل أن يقدم شيئاً مهماً لوطنه وأمته فهجر التجارة واتجه كلياً الى العمل الفكري وفي وقت مبكر أيضاً من حياته. ‏

    . كان فرح أنطون نهماً الى القراءة خاصة أنه يتقن الفرنسية الى جانب العربية فقرأ معظم كتابات مفكري الغرب والشرق وكانت ميوله نحو المجتمعات ذات التوجه مايمكن تسميته حتى الآن «بالاشتراكية» فقد كان مؤمناً بالحق والعدل والمساواة وليس غريباً أن يبدأ حياته الصحفية حين كان في الثالثة والعشرين من عمره بأن بدأ ينشر في صحيفة «الأهرام» القاهرية حين سافر الى مصر من جور السلطان العثماني عبد الحميد..بدأ يكتب وينشر زاوية بعنوان «دائرة الحق» وقد لفت قلمه الأوساط الثقافية والشعبية في مصر وعرف النجاح منذ بداياته الصحفية. ‏

    . ماأن بدأ فرح أنطون كتاباته الأولى حتى بدأت السلطات العثمانية تضايقه خاصة في بلده لبنان..فهاجر الى مصر عام 1897 ووصل الاسكندرية وبدأ المشاركة في الكتابة بالصحافة المصرية مثل الأهرام وصحيفة «اللواء» التي كان يصدرها الزعيم الوطني «مصطفى كامل» ولكنه وفي عام «1899» أصدر مجلته الخاصة وحملت عنوان «الجامعة» وظل يخرجها لثلاث سنوات وتحت الضغط المالي هاجر الى أميركا ولكنه عاد بعد فترة قصيرة..وقد تعرف القراء العرب من خلال مجلته الى روائع الأدب المترجم والفلسفة الغربية والشرقية وتعرف أيضاً على فلسفة «ابن رشد» مجدداً واطلع القراء على مختلف الابداعات الأدبية والشعرية. ‏

    . واذا ماهاجر الى أميركا مع زوج شقيقته «نقولا حداد» تحت الضائقة المالية فانه يصدر مجلته «الجامعة» أيضاً هناك لكنه لم يستمر الا فترة عاد بعدها الى القاهرة ليتابع اصدار مجلته وليحرر في صحيفة «اللواء» مجدداً ويكتب المسرحيات ويترجم بعضها الى العربية. ‏

    . من اللافت في مسيرة هذا الكاتب أنه كان في طليعة الكتاب الذين طالبوا بحرية الكاتب والشعوب العربية بعيداً عن أي ارتباطات طائفية أو عرقية أو أي مؤثرات خارجية فكانت الحرية هي هدفه الأسمى مع العلم نصل الى التقدم والتحرر والعيش الكريم وهذا ماجلب إليه المضايقات إبان الاحتلال العثماني وقد كانت له مناظرات فكرية كبيرة مع كبار مفكري وكتاب عصره في مصر ولبنان حين كان يطرح أفكاره الجريئة التي وضعته في طليعة رجالات عصر النهضة العربية وكان يعول كثيراً على طليعة المجتمع الذين يستطيعون التغيير والتقدم للمجتمع العربي.. يرى أن أسباب تخلف أمتنا هي شراسة المستعمر ونهمه وأطماعه الكبرى التي دفعته في كل مرة الى أن يستعمرها ولكنه لن يستطع القضاء عليها فهي أمة حية بتاريخها ولغتها وثقافتها وصاح ذات مرة «هل يرضى الأقوياء بالتنازل عن قرتهم ويترك الطامعون أطماعهم حتى تتم لنا أمنية السلم». ‏

    . وصف «فرح أنطون» من عدد من مفكري عصره بأنه «رسول الديمقراطية» وكتاباته خير دليل على وعيه وتفتحه الحر وحضه على العلم والمعرفة وتثقيف الشعب وتوعيته الى ماضيه وحاضره ومستقبله ولن تستطيع هذه المساحة الإحاطة بفكره مع أنه رحل مبكراً الا أنه ترك كتابات إبداعية وترجمات متعددة تدل على أنه كان صحفياً ناضجاً ومفكراً متنوراً فترك «الجامعة» وهي مجلة شهرية صدرت مدة سبع سنوات وترك أيضاً ابن رشد وفلسفته و« العلم والدين والمال» و«المدن الثلاث» وترك أكثر من قصة ورواية بين مترجم ومؤلف مثل روايته التاريخية أو رشليم الجديدة وفتح العرب بيت المقدس »وغيرها..وقد كتب العقاد حين رحل أنطون «إنك يافرح طليعة مبكرة من طلائع هذه النهضة العامة وسيعرف لك المستقبل من عملك مالم يعرفه الحاضر..» ووصفه المفكر اللبناني مارون عبود بأنه «أحد رواد النهضة العربية». ‏
يعمل...
X