إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

جمع التراث بالجزيرة السورية و التطبيش على الشاطئ - حميد النجم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • جمع التراث بالجزيرة السورية و التطبيش على الشاطئ - حميد النجم



    اطلالة .. جمع التراث و التطبيش على الشاطئ


    حميد النجم

    ربّما يكون شمال شرق قطرنا في آخر السلم الترتيبيّ الذي ينظم قضيّة التراث غير المادّيّ.أقول ربّما من باب التفاؤل ليس إلا.
    وإننا لو رحنا نتلمس الأسباب التي أوصلتنا إلى تلك المنزلة,لوجدنا أنها ضمن مرمى القائل:(( نعيب زماننا والعيب فينا)) فالمؤسسات الرسميّة والأهلية من مثل لجان التراث والمجلات الثقافية والتراثية والصحف المحليّة وجمعيّة العاديات والنوادي المتنوّعة والمواقع الإلكترونية المهتمّة بالتراث تفتح ذراعيها للعازفين على هذا الوتر.‏
    ومن باب تذكير المعنيّين في المؤسّسات الرسمية والأهلية أقول: إنَّ قضية جمع التراث غير المادّيّ لا تحتاج منكم سوى جدولة عناوين التراث المراد جمعه ثم توزيع العمل على الراغبين في إنجازه من أهل الخبرة والاختصاص والاهتمام.ويمكن لتلك المؤسسات أن تشترط على الباحث أن يأتي بعمله مرقوناً على أقراص ليزريّة ومشفوعاً بالصور والأدلة والوثائق,حتى يتسنّى لها أن تتبنّاه بيسر وسهولة على مبدأ ((قوم تعاونوا ما غلبوا)).‏
    وحتى لا نبقى نطبّش على الشاطئ لا بدّ أن نتذكر أنّ تراثنا يحتاج إلى تكاتف الجميع ليتم نقله من فضاءات الصدور إلى أوعية السطور لأنّ ((كلّ ما جاوز القرطاس ضاع )),ولجان جمع التراث يجب أن يتفرّع منها لجان في كلّ مركز ثقافيّ فأهل مكة أدرى بشعابها.أمّا أولئك الذين خدمتهم الظروف في امتلاك وثائق تخدم تراث مدنهم,فحجبوها عن المهتمّين كانوا مفتئتين على التراث,فإذا أجازت لهم أعراف البحث الاحتفاظ بأصول الوثائق فالمنطق لا يجيز لهم حجب صورها لأنّ إطلاق سراح صورها لا يقلل من قيمتها الأصليّة.‏
    وحتى لا يظنّ أحد أننا خرجنا صفر اليدين من بيدر التراث أقول:لقد خطا الباحثون في مدينة دير الزور خطوات مقبولة تمثلت بجهود المرحوم عبد القادر عياش والمرحوم أحمد شوحان وعباس طبال ومازن شاهين وآخرين وتمثلت في الميادين بجهود عبد الرزاق الحمد والمرحوم عبدالله الخاطر وعبد العزيز الحاج حسين والدكتور شاهر امرير وعبود سلمان وجاسم الهويدي.. وعذراً ممَّن جهلتهم معرفتي أو نسيتهم ذاكرتي وعذراً من باحثي الريف والبوكمال الذين لم يصل إلى علمي شيء من أعمالهم تقصيراً منّي لا منهم.‏
    وختاماً لا بدّ أن نتذكر أنّه كلما رحل أحد كبار السنّ فهذا يعني أنّ ورقة جديدة قد سقطت من ديوان تراثنا وإن استمرّت الحال على هذا المنوال سنصل إلى ديوان ليس بين دفتيه سوى وريقات لا تسمن ولا تغني من جوع.‏
يعمل...
X