إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

نهر "الجغجغ" الذي شطّر "القامشلي" - عبد العظيم العبد الله

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • نهر "الجغجغ" الذي شطّر "القامشلي" - عبد العظيم العبد الله


    "الجغجغ"... النهر الذي شطّر "القامشلي"

    عبد العظيم العبد الله


    يُعتبر نهر "الجغجغ" من أقدم الرموز والأماكن التي تواجدت في مدينة "القامشلي" منذ مئات السنين، فقد شيّد على جانبيه أول دار سكنية في المدينة، وتُروى من خلاله الكثير من الحكايات والقصص.
    موقع eHasakeh وبتاريخ 5/4/2012 التقى أحد كبار السن في مدينة "القامشلي" السيّد "محمّد علي عبّاس" ليتحدّث عن وقائع تاريخية عن النهر حيث قال: «من أقدم ما هو موجود في المدينة، وهو يختلف عن الماضي من حيث كمية المياه التي تتواجد فيه، ففي الماضي كانت أكثر بكثير، ونقية بدرجة كبيرة، وكانت الاستفادة بشكل أكبر منه خاصة في سقاية الأراضي الزراعية، والأهم أن عدّة مطاحن كانت تطحن من خلاله، وبذلك كان يساهم في تقديم الفائدة الكبرى لأهالي المنطقة من خلال صنع الطحين».

    وتابع السيّد "محمّد علي عبّاس" حديثه عن نهر "الجغجغ" عندما بدأ بالقول التالي: «وبما أن جوانبه تتزين بالعشب الأخضر وخاصة في فصل الربيع، فهو يعني أن المرعى يكون مثالياً وهو ما نشاهده حتّى تاريخه، ويبقى له أهمية أخرى فهو يمر بوسط المدينة ومن قلب السوق المركزي، ويحتوي فوقه عدّة جسور بعضها كبير وحيويّ للغاية، ولكن في السنوات الماضية تغيرت

    إحدى أهم الجسور على النهر أحواله وتبدلت من حيث كمية المياه ونوعيته وجودته والسبب يعود "لتركيا" فهي تتحكم فيه لأن المنبع من هناك، ومع كل هذا وذاك يبقى له أهمية عند أهالي المنطقة لعدّة أسباب أولها وأهمها أن نشوء المدينة بدأت من خلاله».

    وكان للباحث "جوزيف أنطي" حديث عن تاريخ النهر وواقعه عندما تحدّث بالقول التالي: «قبل أن نبدأ لابدّ من الذكر بأن معلوماتنا هي من شاهد حقيقي على بدايات المدينة وهو كاتب ومدوّن عن مدينة "القامشلي" وهو السيد "أنيس حنا مديواية" أمّا بالنسبة للنهر فكان يمر بساحة جرداء كانت مسرحاً للذئاب وقطعان الغزلان وهي التي تحولت فيما بعد إلى مدينة "القامشلي" بكل ما فيها الآن، وقد شطّر النهر المدينة إلى قسمين، حتّى إنّ قصباً كثيفاً كان على جانبي النهر ولذلك هي سبب تسمية "القامشلي" بذلك الاسم المأخوذ من القصب، فالنهر ينحدر من جبل "طور عابدين" من "تركيا" وبالتحديد من جنوب شرقها، وهي الموازية
    الباحث جوزيف بشكل مباشر مع الحدود السورية، ونهر "الجغجغ" يستمر في جريانه ماراً بمدينة "نصيبين التركية"، ثمّ يجتاز مدينة "القامشلي"».

    ويتابع الباحث "جوزيف أنطي" حديثه عن نهر "الجغجغ" حيث أضاف بالقول التالي: «ويتابع النهر جريانه بعد مدينة "القامشلي" إلى أن يصل إلى نهر "الخابور" في مدينة "الحسكة" وهو ما يعني أنّ طول نهر "الجغجغ" من المنبع حتّى المصب في نهر الخابور 124 كيلو متراً، ومسافته ضمن الأراضي السورية تبلغ 100 كيلو متر، والفائدة الكبرى من نهر "الجغجغ" أنّ مياهه تسقي أكثر من 50 ألفاً من الدونمات، وفي الفترة الأولى في جريانه بمدينة "القامشلي" كانت على جانبيه ثلاث نواعير: ناعورة لري البساتين، وأخرى للسقي تابعة "لميشيل دوم" أمّا الناعورة الثالثة والأخيرة فكانت مخصصة لحمام بالقرب من النهر يزوره الأهالي من أجل الاستحمام والنظافة، وكانت هناك عدّة مطاحن لطحن المياه ولاتزال إحداها حاضرة بالشكل في قلب المدينة وعلى مجرى النهر تماماً».

    ويضيف الباحث "جوزيف أنطي" بقوله حول النهر عندما تابع بالقول التالي: «بالنسبة لاسم النهر فكان يسمّى قديماً وتحديداً في العهد الروماني "ميكدونيوس" أمّا العرب فأطلقوا عليه اسم "الهرماس"، وتداول الأهالي اسمه الدارج "الجغجغ" دون أن يعرف السبب المؤكد والحقيقي، ولكن يُقال إنه جاء من "جاغ جاغ" وهذا المصطلح هو "تركي" ومعناه "الشبك"».

يعمل...
X