Announcement

Collapse
No announcement yet.

التشيكي دفورجاك (1841-1904) الأم الحزينة على مسرح الأوبرا في دمشق

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • التشيكي دفورجاك (1841-1904) الأم الحزينة على مسرح الأوبرا في دمشق

    التشيكي دفورجاك (1841-1904) الأم الحزينة على مسرح الأوبرا في دمشق


    الأم الحزينة لدفورجاك على مسرح الأوبرا في دمشق


    د. صادق فرعون


    قدمت كل من أوركسترا وكورال طلاب المعهد العالي للموسيقا تحفة دفورجاك «الأم الحزينة» بقيادة ميساك باغبوداريان على مسرح الأوبرا مؤخراً،

    يعتبر دفورجاك (1841-1904) مع زميله بيدريخ سميتانا من أعظم المؤلفين الموسيقيين التشيك
    في القرن التاسع عشر. اختطف الموت ثلاثة من أولاده على التوالي وهم في ريعان الطفولة, فدفعه حزنه إلى تأليف هذا العمل الكورالي الروحاني وهو في أشد حالات الحزن، تروي كلمات هذا العمل الكورالي أحزان السيدة مريم العذراء وهي تسهر بقرب المسيح المصلوب وتعبر الموسيقا والكلمات عن حزنها العميق وأساها لمرأى ابنها الذي يعاني آلام الموت، وقد درج المؤلفون الموسيقيون ومنذ القرن الثالث عشر على تلحين الأعمال الموسيقية الدينية لقصائد باللغة اللاتينية كما أدخل دفورجاك الكثير من الأنغام الشعبية التشيكية في عمله مما زاد في دفء تعابيره وقوة مشاعر الحزن والألم وجعله يأخذ سمات العمل المسرحي أكثر منه الديني الكنسي، وعلى مسرح دار الأوبرا قام بأداء هذا العمل والمؤثر كل من أوركسترا طلاب المعهد العالي للموسيقا بمرافقة جوقة المعهد (تأسست عام 2003) والتي تتألف من قرابة خمسة وستين طالباً وطالبة وقد قام بتدريبها ذو الشعبية الأكبر في المعهد العالي للموسيقا «فيكتوربابينكو» كما قام بدور الغناء الإفرادي كل من «غادة حرب» سوبرانو، و «ميرنا قسيس» آلتو، و«جوزيف طرطريان» تينور، و«بيير الخوري» باص.
    يتألف العمل من عشر ترنيمات أو مقاطع، يبدأ المقطع الأول إذ تعزف الفرقة والجوقة العلامة المسيطرة (دومينانت) بهدوء واستمرارية لكأنها آتية من الآفاق البعيدة و تتتالى النوطات هبوطاً بمسافات نصف صوت (سلم ملوّن أو كروماتي)، ثم تتناوب الجوقة مع الرباعي الإفرادي الغناء معبرة عن حزن مريم العذراء وهي إلى جانب ابنها المصلوب.. في الموسيقا ألحان بسيطة وعاطفية ومتكررة دون إملال لكأنها ترسم وتؤكد تلك المعاناة والآلام التي تدوم وكأن لانهاية لها. كما تتتالى المقاطع وتتدفق العواطف والأحزان بشكل مؤثر في المقطع الرابع يهدر صوت الباص العميق (بيير الخوري) بقوة وألم، وأما في المقطع الخامس فتبرز الجوقة في غناء فيه الكثير من الحركة والحيوية والانفتاح لتليها ذروة صارخة تتبعها نهاية هادئة وقانعة، وفي المقطع السادس ملامح جميلة وحماسية يغنيها التينور جوزيف. كما يأتي المقطع السابع وهو أكثر اشراقاً وحماساً وأقل حزناً! هو الأمل ربما، وفي المقطع الثامن يخيّم الحزن العميق وتصدح السوبرانو (غادة حرب) بصوتها القوي ويتبعها غناء التينور، أما المقطع التاسع فانفرد فيه وتألق التينور (جوزيف) في غناء مؤثر ومعبّر. يأتي المقطع العاشر والأخير ليبدأ كما بدأ العمل بترنيمة كأنها آتية من أعماق السماوات العُلى ثم تصدح الجوقة بتمجيد المسيح الذي ارتفع إلى السماء وتبلغ الجوقة مع المغنين الافراديين والأوركسترا والأرغن إلى ذروة سامقة مرددة بقوة «آمين . آمين».
    إنها صيحات النصر التي تتردد من كل صوبٍ وجانب حينما تنتصر الحياة على الموت والفضيلة على الرذيلة والقوة على الضعف، كانت الخاتمة في منتهى التعبير والتألق والسمو.
Working...
X