إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الشاعر ( شاكر مطـلق ) الطبيب الحمصي - يغرد خارج السرب

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الشاعر ( شاكر مطـلق ) الطبيب الحمصي - يغرد خارج السرب

    الشاعر ( شاكر مطـلق ) الطبيب الحمصي - يغرد خارج السرب
    شاكر مطلق.. لغة خاصة للشعر تغرد خارج السرب!




    هناك أسماءُ لامعةٌ في سورية نبغت في الأدب إلى جانب ممارسة مهنة الطب، وصارت لهم بصمتهم المميزة كأدباء لامعين لهم كتبهم وترجماتهم ودواوينهم الشعرية ورواياتهم، ولهم حضورهم الثقافي المستمر،

    ومنهم طبيب العيون والشاعر شاكر مطـلق الذي سطّر اسمه الإبداعي بما امتلكه من موهبة وخلق وانتماء وأدب وتواضع، وكانت مهنته الطبيّة منهلاً للكثير من إبداعاته التي أغنى المكتبات بأشعاره وترجماته في الدوريات المحلية والعربية. ولد شاكر مطلق عام 1938، نال الشهادة الثانوية بتفوق من قسم «الآداب و اللغات» عام 1958 ، أصدر أول مجموعة شعرية له في عام 1958 بعنوان «نبـأ جديـد»، سافر إلى ألمانيا الغربية لدراسة الفلسفة وعلم النفس، وهناك قرر دراسة الطـب البشري في جامعة «هامبورغ» التي تخرج منها بأعلى مراتب الشرف، وتخصص في طـب العين وجراحتها، وفي أواخر العام 1972 عاد إلى حمص ليمارس مهنته الطبية، وأصدر عدداً من المجموعات الشعرية والكتب المترجمة – حاز عضوية اتحاد الكتاب العرب (جمعية الشعر) منذ عام 1990 . أسس «دار الذاكـرة للـنـشر» التي أصدرت أكثر من ستين كتاباً في كل مجالات المعرفة، وهو عضو في المجمع العيني الألماني، وكان رئيساً للجمعية السورية لأطباء العين في سورية سابقاً. وفي الحديث عن البدايات وما تزخر به من خبرات مبكرة.. فقد أتاحت له طبيعة عمل والده فرصة التنقل والعيش في عدة مدن وبلدان عربية.. فتنهل تجربته الشعرية من مشارب ثقافية متنوعة، ومن هنا تكونت ثقافته في هذا المناخ، كما يقول الشاعر مطلق: (تكونت ثقافتي الشعرية الأولى على نحو كلاسيكي، فوالدي كان يكتب الشعر، لكنه كان نظّاماً أكثر من كونه شاعراً، شأنه شأن الكثيرين في ذلك الوقت.. وكان لديه مكتبة ضخمة، نهلت منها الكثير، ومازلت حتى الآن أحفظ معظم ديوان عمر بن أبي ربيعة مثلاً. وفي ذلك الزمن كنت ألتقي مع عدد كبير من زملائي خريجي ثانوية (التجهيز الأولى) بحمص، في مقهى (البرازيل)، لنتحدث عما كتبنا وقرأنا من الشعر العربي أو المترجم عن لغات أخرى، وكنا نشعر بسعادة كبيرة عندما نقع على ترجمة جديدة لإحدى المؤلفات الأدبية).
    ولم يكتف شاعرنا المبدع بلغة الضاد، فحرضت لديه خبرته واطلاعه على ثقافات العالم هاجس الاكتشاف والبحث عما هو جديد ومختلف، فولع بالأساطير والحكايات القديمة وتبحر فيها مثل «جلجامش وعشتار»، ليكتب بها أسطورته الخاصة واستشرف من خلالها الأفق الإنساني والوجودي لدرجة وصفه أحد النقاد بأنه (أنكيدو) معاصر.. (عندما أستخدم رموز الأسطورة، فأنا لا أبتعد عن الواقع، وإنما أحلله بعمق، وأعبر عنه بصورة أرقى من خلال الإسقاط، وأصعد به إلى المثل العليا، وخصوصاً أنه واقع أليم، فالمسألة ليست انصرافاً إلى الأسطورة بعيداً عن الواقع، وليست مجرد حشد لرموز وأسماء من دون دلالة. والمهم هنا أن يخلق الشاعر أسطورته الخاصة).
    كما اتجه «مطلق» نحو آداب الحضارة الألمانية، ومن ثم إلى حضارات «الين» و«اليانج» الصينية، والساموراي الياباني، وكانت له تجربة فريدة في ترجمته للأدب الياباني وكتابة قصيدتي «الهايكو» و «التنكا» وهو أول من عرف الناس بهما: (الهايكو فن صعب وهو عبارة عن سبع عشرة حركة صوتية تتألف كل منها من ثلاثة مقاطع، وطبعاً ذلك لا ينطبق مع لغتنا.. وقد ألفتُ عدة كتب عن الهايكو، كما ترجمت كتباً عديدة عنها منذ ثلاثين عاماً، وكنت أول من عرّف الناس إلى هذه القصيدة، إضافة إلى قصيدة (التنكا)، وهي أطول من الهايكو بقليل، وتتألف من خمسة مقاطع).
    وفي قراءة نقدية للشاعر الفلسطيني أحمد دحبور حول مجموعات «مطلق» الشعرية يقول: (للذهاب إلى شعر د. شاكر مطلق يلزمك أن تتخفف من تركة الشعر الشائعة.. فهو لم يكتف بتقويض القصيدة التقليدية وشروطها القائمة على العاطفة والغرض وما إلى ذلك وحسب، لكنه نحّى الوصفة الجاهزة للشعر الجديد جانباً، فلم يختر القصيدة الرمزية أو الدرامية أو العمل المركب.. ولم يلجأ إلى الصيغ التي جلبها الشعر الحديث معه منذ الخمسينيات، بل رضي بالتعاطي مع العالم شعرياً من خلال ثقافة انتقائية، تجمع الميثولوجيا السومرية الفينيقية، إلى الجاز الأفريقي، إلى الغنائية العربية، عبر لغة خاصة لا تجامل مرحلة شعرية بعينها، فقد تراه رومانسياً تارة، وواقعياً تارة، وانطباعياً تارة. بل إنه كثيراً ما يكون ذلك جميعه في وقت واحد، يدعمه صوت يسمح له بالتغريد خارج السرب). واليوم لدى الشاعر مطلق عشر مجموعات شعرية، منها: (نبأٌ جديد، معلقةُ جلجامش على أبوابِ أوروك، تجلياتُ عشتار، زمنُ الحلمِ الأول، ذاكرةُ القصب، تجلياتُ الثورِ البري، يا أبانا! يا أبانا!، مكاشفات العارف)، إضافة إلى مؤلفات في الأدبِ ومنها: (لا تبح بسرك للريح-شعر وحكم من اليابان1991- فصول السنة اليابانية- شعر هايكو وتانكا1990، على شاطئ الأيام البعيدة (شعر ياباني) 1995، هاينريش هاينه (شعر ألماني) /دراسة/ 1997، شعر/ زن/ من الصين واليابان 1998) كما ألف عدداً من الكتب الطبية: (معالجة جروح العين الثاقبة 1991 - تمارين البصر 1991 - فحص البصر التطبيقي 1994- ألوان تشريحية 1997) فضلاً عن مجموعاته الشعرية قيد الطبع: (تجليات للعالم السفلي- تجليات الظلال- من أجل ذاكرة الندى- ذاكرة البحر).
يعمل...
X