Announcement

Collapse
No announcement yet.

الناقد طارق الشناوي يطالب بصورة سينما بحواره عن فيلم (خارج عن القانون)

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • الناقد طارق الشناوي يطالب بصورة سينما بحواره عن فيلم (خارج عن القانون)

    الناقد طارق الشناوي يطالب بصورة سينما بحواره عن فيلم (خارج عن القانون)
    منقول

    (خارج عن القانون) يفتتح الدوحة ترايبيكا الثاني
    • أبطال الفيلم الثلاثة مناضلون يسيرون في عباءات رجال المافيا!!!

    بقلم - باسم توفيق:
    (اذا أردت أن تقدم سينما فعليك أن تقدمها في صورة سينما ) هذا الرأي الذي أدلى به الناقد الكبير طارق الشناوي حينما كنا نحاوره بخصوص فيلم الافتتاح (خارج عن القانون) للمخرج الرائع رشيد بوشارب والذي كان له قصب السبق في ان يكون صاحب فيلم الانطلاقة الأولى في افتتاح ذلك الحدث السينمائي العالمي وهو مهرجان ترايبيكا والذي يعتبر هذا العام بحق عرس الدوحة السينمائي الشديد التميز .
    ربما علينا قبل أن ندخل للفيلم من الناحية النقدية أن نؤكد على ألمعية المخرج الجزائري الكبير رشيد بوشارب والذي فاجأ الجميع العام الماضي بترشيحه للجائزة الكبرى في مهرجان كان بل الأكثر من ذلك أن الفيلم ذاته أثار جدلا سياسيا كبيرا وانقسامات بين جبهة اليمن المحافظة وبين جبهة الوسط في الشارع الفرنسي والذي كان يرفض أساسا مشاركة الفيلم في المسابقة الرسمية وهذا ما جعل المشاهدين يتحمسون أكثر لمشاهدة الفيلم ويقول الناقد الإيطالي كارليتو ملبيجي (علينا أولا أن نحي رشيد بوشارب لأنه اصر على تقديم فيلمه الذي بغض النظر عن محتواه السياسي والفكري يعتبر تحولا في عالم كان حيث اعتبر اليمين الفرنسي أن رشيد بوشارب والذي ولد وعاش في فرنسا مخرجا جزائريا ويمثل فكرا ثوريا)
    الحقيقة أن ملبيجي يعتبر هذا الفيلم رسالة للمشاهد الفرنسي والعالمي على حد سواء وهو ما نستطيع ان نطلق عليه كما يقول الأستاذ طارق الشناوي (سينما في صورة سينما)
    في البداية يعتبر فيلم (خارج عن القانون) لرشيد بوشارب فيلم يتبع نوعية أفلام الأكشن رجال السياسة تحت قبعات رجال العصابات وهذا لب القضية السينمائية في الفيلم لأن بوشارب أراد أن يقدم للمشاهد فكرة سياسيه وتاريخية برؤية جديدة قد تفسح له المجال أن يقوم بتفريغ شحنته السينمائية الشديدة المتأثرة بوشائج كلاسيكية في السينما العالمية وبتيمات بعينها مثل السينما الأوربية بل والأمريكية بشكل كبير مثل ( رجل العصابات – المافيا ) وبل ببعض التيمات في دراما الشخصية مثل شخصية الرجل الذي يقتل ببرود على الرغم من انه يتمزق من فعل القتل نفسه (مثل شخصية مسعود) إذن هذا اول الخيوط التي قد نمسك بها للدخول لعالم فيلم (خارج عن القانون)
    نستطيع أن نقول ان هناك أفكارا كثيرة كانت تتصارع في عقل رشيد بوشارب حينما كان يقوم بمعالجة قضية الفيلم وفيها بعض رواسب من ملاحم سينمائية عالمية وهذا لا ينفي عن رشيد نقطة الإبداع الكبيرة والتي قام بها ليخرج لنا بالثورة الجزائرية بهذه الرؤية الجديدة والتي بدت اكثر جذبا من المعالجات السابقة وخاصة أن الفيلم مستوى الأكشن فيه يقرب من 60% من تقنية الفيلم وكما قلنا بداية فان الفيلم نستطيع تصنيفه على انه فيلم أكشن أكثر منه فيلم وطني او فيلم يقدم تأريخا جديا لبعض جوانب ملحمة الثورة الجزائرية.
    ولعل بوشارب يبدأ الفيلم بمذبحة سطيف الشهيرة التي حدثت في أوئل القرن العشرين ليضع مبررا أوليا لما قد يرتكبه أبطال الفيلم من مقاومة تبدو دموية أحيانا وتتسم أحيانا بصفة المؤامرة ولقد نجح في هذا التبرير حيث جعل المشاهد يستعجل اللحظات ليرى هذا الانتقام الذي سوف يقوم به أفراد هذه العائلة الذين كانوا ضحايا نفسية لمذبحة سطيف .
    وعلى الرغم من ان القصة وشخصياتها خيالية إلا أنه ليست مستحيله التصديق بل أحيانا ينجح بوشارب أن يقنع المشاهد بحرفية عالية أنه يقدم سيرة ذاتية لمجموعة من المناضلين كانت موجودة بالفعل لكن في معظم جو الفيلم المحاط بالاثارة والأكشن تكتشف ان التيمات الساكنة داخل عقل بوشارب السينمائي هي التي تقود أحداث الفيلم
    أولا مسألة الأسرة والأرض والعودة والانتقام هي كلها تيمات سايرت ملاحم سينمائية كبيرة مثل ملحمة الأب الروحي لكوبولا الذي يبدو رشيد بوشارب متأثرا به بشكل كبير فنج ان الأبطال الثلاثة مناضلون يسرون داخل عباءات رجال المافيا فهذه القبعات والملابس والانشقاقات الاخوية والأم التي تمثل رمزا مهما في ملحمة بوشارب تذكرنا أيضا بمارلون براندو الأب في أسرة كورليوني الشهيرة بل تتحول شخصية الأخ الأكبر المناضل عبد القادر والذي اختار اسمه تيمنا بسيدي عبد القادر الشيخ المناضل الشهير لكن عبد القادر في خارج عن القانون يتحول بشكل كبير إلى عراب مثل عراب المافيا لكن بفكر آخر وهو أن عبد القادر يجمع التبرعات ( التي تقابل الأتاوات في شخصية رجال المافيا ) ويقوم بإرسالها لجبهة التحرير لتستخدمه للتسلح والتموين.
    لكن الحقيقة أن رشيد بوشارب لم يستطع إخفاء افتتانه برجل العصابات ورجل المال الذي يدخل لعالم المال من الشوارع الخلفية وهذا ما استطاع أن يجسده ببراعة وفن بل وعبقرية في شخصية سعيد الأخ الصغير الذي يستطيع أن يعمل بالرهونات في حلبات الملاكمة (لاحظ ان هذه التيمة أيضا مستلهمة من شخصيات السينما الأمريكية الكلاسيكية) بل ويعمل قوادا وصاحب كباريه ولا يستثنيه هذا من كونه أيضا يمد جبهة التحرير بنصف ما يكسب ليشارك في سباق الثورة ولا نستطيع أن نخفي اعجابنا بالممثل المبدع صاحب الأداء الرائع جميل دبوز الذي جسد هذه الشخصية باقتدار وحنكة ودون تكلف ايضا على الرغم من الشخصية بحذافيرها تيمة كلاسيكية ويصعب اضفاء الجديد عليه لكن هذا ما نجح فيه جميل دبوز.
    ايضا لن يفوتنا ان نقول انه على الرغم من رشيد بوشارب قد تجاهل معظم المعلاجات التي سبقته لتصوير دراما ثورة الجزائر المجيدة إلا انه بدا معجبا ببعض تقنيات المخرج الايطالي جيللو بونتيكورفو والذي قدم للسينما العالمية ملحمته الخالدة ( معركة الجزائر ) عام 1966 وكان هناك شبه تطابق في مشهد السجين المناضل الذي يقوده جنود السجن الفرنسيين ليتم اعدامه بالمقصلة وهو نفس آليات المشهد الذي قدمه بونيكورفو في بداية فيلمه.
    استخدم رشيد بوشارب تقنية تصاعدية في عرض الأحداث ووصل إلى الذروة في مطاردة البوليس الفرنسي للاخوة الثلاثة ومقتل مسعود والذي يقوم بدوره ايضا فنان حساس ومتمكن وهو رشدي زم.
    لكن نعود للقضية الرئيسية وهي نجاح رشيد بوشارب في جعل المشاهد يحبس انفاسه طول العرض ولا يتسلل اليه الملل ولو جزء من الثانية ولعل من أهم مقومات نجاح الفيلم هو انه قدم في بعض محتواه الوجه الجميل لحضارة الصحراء متمثلة في شخصيات أبطالها المناضلون والشجعان
    على اية حال يظل الفيلم عملا راقيا ويتمتع بحرفية عالية من الناحية السينمائية حيث قدم لنا معادلا ملحميا لبعض جوانب نضال ثوار الجزائر ضد المستعمر ولن ننسى أن نقدم لرشيد بوشارب باقة زهور كبيرة لنرحب به وبفكره السينمائي في الدوحة.
Working...
X