إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الأسس المعتمدة في التطبيق (( الرحمة لغة - الشعور لغة -الضمير لغة )) - دراسة (( حسن عباس ))

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الأسس المعتمدة في التطبيق (( الرحمة لغة - الشعور لغة -الضمير لغة )) - دراسة (( حسن عباس ))

    الأسس المعتمدة في التطبيق
    (( الرحمة لغة - الشعور لغة -الضمير لغة ))
    - دراسة (( حسن عباس ))
    -الرحمة لغة هي:
    رِقة القلب وانعطاف يقتضي التفضل والإحسان والمغفرة.
    من أسرتها: رحِمه (رقّ له وغفر وتعطف). الرِّحم، والرَّحِم (بيت منبت الولد ووعاؤه، والقرابة وأصلها وأسبابها)، الرحمن، الرحيم (من أسماء الله الحسنى).
    من مقاطعها: رم- من رمّ الشيء رما ومرمة (أصلحه وقد فسد بعضه). حم -من حمّ التنور (أوقده) الحميم بالحاجة (الكلف بها). رح- من رحَّ الفرسُ (اتسع حافره). الرَّحَح (الجِفان الواسعة). الجفنة هي القصعة العظيمة تشبع أكثر من عشرة.
    والمقطع الجذر هو (رح) بمعنى الاتساع والجفنة الواسعة للطعام. وألحقت به (الميم) للانجماع والانضمام. وهكذا فإن الجفنة الواسعة المفتوحة المعدّة للطعام في (رح) تنقلب (بميم) الأمومة المضافة إلى وعاء واسع مغلق معد لاستيعاب الجنين وما يحتاجه من الطعام في (الرَّحِم).
    أما المقطع الثانوي فهو (حم) للحرارة والإحاطة والتعلق وخاصية الأهل والولد.
    في حروفها: الراء (للتحرك والتأود) الحاء هنا (للإحاطة وعاطفة المحبة والحرارة). الميم (للانضمام والانجماع والحرارة).
    وهكذا تتوافق معاني هذه الحروف إلى أقصى الحدود مع معنى (الرحم)، ومع مفهوم (الرحمة) في كل ما يكتنفهما من مظاهر الحركة والتحرك والحرارة والإحاطة والانضمام، حسيها ومعنويها على حد سواء.
    ولما كان أصل المعاني في اللفظة العربية هو الحسي، فإن مفهوم (الرحمة) قد اشتق من (الرحِم) كوعاء للولد، وذلك لما تقتضيه هذه الصلة بين الأم وجنينها من دواعي العطف والحدب والرقة والحنان.
    وهكذا يتجاوز مفهوم الرحمة مفاهيم العدالة (تعادل واعتدال)، والحق (واجب) والكرم والصدقة (عطاء) إلى ما هو أمس بصميم الإنسانية، فكما أن عاطفة الأمومة تنبعث أصلاً من علاقة الأم بمعناها (الجنين)، فإن الرحمة تنبعث أيضاً من علاقة الإنسان بمعناه الملقى على الآخرين، في فيض ذاتي يلتزم به وجدانياً تجاههم عفو فطرته السوية، في وعاء من الرحمة، لا أوسع رحاباً ولا أضمّ آصرة، ولاأكثر دفئاً. وجاء في كتابه العزيز (ورحمتي وسعت كل شيء). فكان الرحمن الرحيم من أسماء الله الحسنى.
    -الشعور لغة:
    هو الإدراك بلا دليل. الإحساس. وفي علم النفس، يطلق الشعور على العلم بما في النفس أو بما في البيئة، وعلى ما يشتمل عليه العقل من إدراكات ووجدانيات ونزعات، ولذا قالوا أن للشعور ثلاثة مظاهر هي: الإدراك والوجدان، والنزوع. وهذا التعريف لا يخلو من غموض واضطراب.
    من أسرتها: شعر به شعوراً (أحسّ به وعلم). الشّعر (ما ينبت على الجسم مما ليس بصوف ولا وبر للإنسان وغيره). الشِّعْر (كلام موزون مقفى قصداً). الشعيرة (ما ندب الشرع إليه وأمر بالقيام به). وهكذا تتوزع هذه المعاني بين الشعور وشعر البدن، فأيهما هو الأصل؟
    من مقاطعها : شع- من شعّ الشيء شعّاً (تفرق وانتشر). أشعّت الشمس. شر- من شرّ فلان (مال إلى الشر). الشّرار والشرر (أجزاء صغيرة متوهجة تنفصل من جسم يحترق). عر- من عرّ الظليم عِراراً (صاح). العَرّة (الشدة والخلة القبيحة). العُرَّة (الجرب).
    والمقطع الجذر هو (شع) للانتشار والاشعاع و(الراء) الملحقة به، للتحرك والترجيع. أما المقطع الثانوي، فهو (شر)، للبسط وتناثر الشرار والشرر و(العين) الملحقة به للعيانية والوضوح.
    أن مقطع (عر) لا علاقة له. ولذلك إذا اعتمدنا مقطع (شع) للانتشار والتفرق كانت (الراء) الملحقة به للتحرك والتأود، وكان المعنى أقرب إلى شعر البدن. أما إذا اعتمدنا مقطع (شر) لبسط الأشياء وتناثر الشرار والشرر من الأجسام المتوهجة كانت (العين) الملحقة به للسمو والعيانية والوضوح كان المعنى الصق بالشعور الإنساني.
    في حروفها: الشين (للتفشي والانتشار). والعين (للعلو والعيانية والوضوح)، والراء (للتحرك والترجيع والتأود والتكرار). وهذه المعاني تتوافق مع الصورة البصرية لشعر رأس الإنسان عندما تتلاعب الأنسام بذوائبه ذات اليمين وذات الشمال. كما أنها تتوافق مع المفهوم الفلسفي للشعور (فالشعور هو تيار نفسي مستمر معبأ بالمعاني والتصورات الذهنية).
    وهذا التعريف يتضمن خصائص الشعور الأربع التي قال بها الفيلسوف الفرنسي (هانري برغسون) وهي: (الديمومة، والتغير، والتكامل، والاصطفاء).
    فالشين (للتفشي والانتشار)، مما يحاكي الانفعال النفسي مع بداية كل حالة شعورية. والعين (للعيانية والوضوح والصفاء والفعالية)، مما يحاكي انتقال الشعور من الانفعال إلى حالة نفسية واضحة (حب. كره. عطف. حزن. حقد) والراء (للتحرك والترجيع والتكرار)، مما يحاكي حركة الشعور ضمن الحالة النفسية الواحدة، من تصور إلى تصور، في حركة واصطفاء. وذلك سعياً من الشعور لتحقيق المثل الأعلى في تحفة فنية (تمثال، لوحة، قصيدة، معزوفة...) أو في قيمة أخلاقية (بطولة، كرم، نجدة..).
    فهل يُعقل أن يكون العربي قد عنى بالشعور هذا المفهوم الفلسفي البرغسوني الحديث؟.
    أعتقد أن نعم، إن لم يكن فلسفياً فعلى واقع نظرته الفنية إلى الحياة المعاشة، فما الشعر العربي إلا حصيلة معاناة الشاعر مع مشاعره الإنسانية على وجه ما سبق بيانه، في موقف حب، أو بطولة، أو نخوة أو فخار. وكان مَثل العربي الأعلى، أن يصبح بطلاً أو شاعراً.
    -الضمير لغة:
    هو: استعداد نفسي لإدراك الخبيث من الطيب من الأعمال والأقوال والأفعال
    من أسرتها: ضمُر ضموراً (هزل وقلّ لحمه). أضمرت المرأة (حملت، والشيء أخفاه). رجل ضمر (ضامر البطن).
    من مقاطعها: ضم- من ضمّ الشيء (قبضه إليه وجمعه). ضر- من ضّره (الحق به مكروهاً أو أذى) الضّراء (الشدة). مر- من مرّ الرجل مروراً (جاء وذهب). مرّ الشيء مرارة (صار ذا طعم مرّ). ولا علاقة له.
    فالمقطع الجذر هو (ضم) للانضمام، مما يتوافق مع دخيلة الخاطر في النفس و(الراء) الملحقة به للحركة تعطي دخيلة الخاطر التي تضمها النفس قدرة على التحرك للتحقق خارج الذات في فعل أو قول. وخاصية الحركة في الضمير هي التي تضفي عليه معناه الأخلاقي، مما هو ألصق بالمفهوم الفلسفي للضمير الإنساني، فالضمير الذي لا يتحرك إنما هو مجرد سِرّ متحجر لا حياة فيه.
    أما المقطع الثانوي فهو (ضر) للضرر، والميم الملحقة في وسطه تتوافق مع ألحاق الضرر بالجوف وهو الهزال الذي يصيب البطن أصلاً، فعمم العربي هذه الحالة على كل ضمور يصيب الإنسان أو الحيوان أو الأشياء.
    في حروفها: الضاد (للفخامة والنضارة)، والميم (للانضمام والانجماع)، والراء (للحركة والترجيع). معاني هذه الحروف هي أكثر توافقاً مع مفهوم الضمير الفلسفي، من الضمور الحسي.

يعمل...
X