إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الأسس المعتمدة في التطبيق (( السعادة لغة - التعاسة لغة -الفرح لغة )) - دراسة (( حسن عباس ))

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الأسس المعتمدة في التطبيق (( السعادة لغة - التعاسة لغة -الفرح لغة )) - دراسة (( حسن عباس ))

    الأسس المعتمدة في التطبيق
    (( السعادة لغة - التعاسة لغة -الفرح لغة ))
    - دراسة (( حسن عباس ))
    -السعادة لغة:
    هي معاونة الله للإنسان على نيل الخير.
    من أسرتها: سعد (نقيض شقي، أي كان في راحة نفسية). ساعده في الأمر (عاونه). ومعاني هذه اللفظة وأسرتها تتردد بين نيل الخير والراحة النفسية، وبين المساعدة.
    من مقاطعها : سع- من سعّ لا معنى له. سد من سدّ الشيء سداداً وسدوداً (استقام). السدّ (الحاجز بين الشيئين). عد - من عدّ الدراهم (حسبها وأحصاها). أعدّ الشيء (هيأه وجهزه). والمقطع الجذر هو (سد) للاستقامة، والعين الملحقة به للصفاء والعيانية والوضوح والفعالية.
    في حروفها: السين (للحركة والطلب) العين (للصفاء والوضوح والفعالية). الدال (للشدّة والقوة). وهكذا فإن مفهوم السعادة، يتردد بين نيل الخير والراحة النفسية والمساعدة والاستقامة بوعي وفعالية. وإذن فالسعادة كراحة نفسية تتحقق، إما في (مساعدة الآخرين بعزيمة واعية)، وإما في (السعي باستقامة ووعي وفعالية).
    ومنه نرى أن مفهوم السعادة قد انقلب من (معاونة الله للإنسان على نيل الخير) إلى (معاونة الإنسان للآخرين على نيل الخير). كما انقلب أيضاً من مجرد (راحة واستمتاع بخيرات الحياة) وفقاً لما يراه أصحاب نظرية اللذة، إلى (السعي الجاد والمجهد باستقامة ووعي)، وهو الأصح والأصدق.
    -التعاسة لغة:
    هي سوء الحظ والحال والهلاك والنحس.
    من أسرتها: تعس تعسا (عثر فسقط وأكبّ على وجهه، وهلك) والتُّعس (الشرّ).
    من مقاطعها: تع- من تعّ الرجل تعّا وتعّة (استرخى وتقيأ). تس - من الّتسَسُ (الأحوال الرديئة) عس -من عسّ فلان (طاف ليلاً). والمقطع الجذر هو (تع) للتقيؤ والاسترخاء. والسين الملحقة في آخر اللفظة للاستقرار والاستكانة.
    في حروفها: التاء ( للضعف والتفاهة). العين (للوضوح والعيانية). السين (للاستقرار والخفاء). وهكذا فإن مفهوم التعاسة ينطوي على النكسة من (تعس)، وعلى الاسترخاء من (تع) وعلى الرداءة من (تس) وعلى الاستقرار والاستكانة من حرف (السين) في آخر اللفظة، وبذلك تكون التعاسة ضرباً من النكسة والاستكانة، على النقيض من السعادة، كسعي باستقامة ووعي وفعالية.
    كما أن التناقض بين التعاسة والسعادة يمكن استخلاصه من حروفهما:
    فالسين في أول السعادة (للحركة والطلب). والسين في آخر التعاسة (للاستكانة والخفاء). والتاء في أول التعاسة (للضعف وتوافه الأمور)، والدال في آخر السعادة (للشدّة والقوة). أما العين في الوسط، فهي حيادية بينهما لمجرد العيانية والظهور.
    -الفرح لغة:
    هو السرور والابتهاج.
    من أسرتها: فِرح فرحاً (رضي) فرِح بكذا (سُرّ وابتهج).
    من مقاطعها: فر- من فرّ فرّا وفراراً (هرب). فرّ الأمر وعنه (بحث ليكشفه). افتر البرق (تلألأ). الفّراء من النساء (الحسناء الثغر). فرّ الدابة (كشف عن أسنانها لينظر ما سنها). فح- من فحّت الأفعى (صوتت من فيها). فُحّة الفلفل (حرارته). رح- من رحّ الفرس (اتسع حافره). الرحراح (الواسع المنبسط).
    وهذه المقاطع تضفي على مفهوم الفرح معاني الانفتاح والانكشاف (فر) والحرارة (فح) والسعة والانبساط (رح)، بما يتوافق مع المعنى اللغوي للفرح.
    في حروفها : الفاء (للانفتاح) والراء (للتحرك)، والحاء هنا (للعواطف الإيجابية والإحاطة).
    والفرح بحسب معاني هذه الحروف، هو حالة نفسية منفتحة (للفاء)، متحركة (للراء). تكتنفها حرارة العواطف الإيجابية (للحاء)، مما يتوافق مع المعنى النفسي للفرح.
    وهكذا، ما من لفظة في الدنيا تضاهيها في التعبير عن حالة الضياع النفسي التي يحياها الإنسان الفَرِحُ: انفتاح مشاعر بلا حدود (للفاء) وحركة في النفس بلا قيود (للراء)، وحرارة تؤجج العواطف بلا ضوابط (للحاء). ولذلك غالباً ما يختم الذين يقعون فيها بالدعاء: (اللهم أعطنا خير هذه الساعة..)
    وكما أدانت اللغة العربية حالة الفرح، فقد أدانها القرآن في (32) أية بكل ما يتعلق بأمور الدنيا، كما في قوله تعالى (إن الله لا يحب الفرحين) القصص (76) لتقتصر براءتها على ما يتعلق منها بالإيمان في (3) آيات فقط: "فرحين بما أتاهم الله". آل عمران (170).

يعمل...
X