إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

حول الأسس المعتمدة في التطبيق (( القبح لغة - الحُسن -الجمال لغة )) - دراسة (( حسن عباس ))

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حول الأسس المعتمدة في التطبيق (( القبح لغة - الحُسن -الجمال لغة )) - دراسة (( حسن عباس ))

    حول الأسس المعتمدة في التطبيق
    (( القبح لغة - الحُسن -الجمال لغة ))
    - دراسة (( حسن عباس ))
    القبح لغة:
    هو ضد الحسن، ويكون في القول والفعل والصورة.
    من أسرتها: قبح البيضة (كسرها والبثرة، فضخها حتى يخرج قيحها). القبيح (ذو القبح، وقيل هو ما يكون متعلق الذم في العاجل والعقاب في الآجل).
    من مقاطعها: قب -من قّب يد فلان (قطعها) قّب الشيء عن موضعه (ارتفع) ومنها القبّة. قح- من قح (صار قُحا). القُحّ (الخالص من اللؤم أو الكرم وكل شيء. ويقال لئيم قُحّ، وعبد قُحّ) بح- من بحّ الرجل (أخذته خشونة وغلظة في صوته).
    والمقطع الجذر في هذه اللفظة هو (قب) لما في معانيه من التشويه النظري (القطب، ارتفاع الشيء عن موضعه، أي عن أصله). والمقطع الثانوي هو(بح)، لما في معانيه من التشويه في الصوت.
    في حروفها: القاف (للقوة والمقاومة، والأصوات الانفجارية). الباء (للقطع والبقر والبعج). الحاء هنا للعواطف السلبية.
    وهكذا ينطوي مفهوم القبح على التشويه البصري والسمعي. كما ينطوي أيضاً على التنافر الذوقي، لما في صوتي (القاف والباء) من عنف وغلظة، وما في صوت (الحاء) من رقة وجمال، فكان هذا التنافر الذوقي في أصوات الحروف هو الرابطة بين القبح المحسوس في البصريات والسمعيات، وبين مفهوم القبح فيما هو غير محسوس من الأفعال والأفكار والمعاني.
    الحُسن:
    هو الجمال، وكل مبهج مرغوب فيه.
    من أسرتها : أحسن (فعل ما هو خير). أحسن الشيء (أجاد صنعه). حاسنه (عامله بالحسنى).
    من مقاطعها: حس- من حسّ الشيء وبه حسيساً (أدركه بإحدى حواسه). أحسّ الشيء وبه (علم به). حن من حنّ حنيناً (صوت) حنّ إليه (اشتاق). سن -من سنّ الحجر ونحوه (صقله). سنّ الشيء (صوّره وملسه، والطريق مهده)، سنّن كلامه (حسّنه وهذّبه).
    وظاهر أن كلاً من هذه المقاطع الثلاثة يصلح أن يكون جذراً لمفهوم (الحُسن). ليكون هو نفسه محصلة معانيها: فمقطع (حس) للإحساس بالشيء والعلم به، يُدخل الحسن في نطاق المحسوسات ومقطع (حن) يكشف عما يثيره الحسن في النفس من عواطف الشوق والحنين، ليتجاوز الحسن بذلك نطاق المحسوسات إلى ما هو غير محسوس من العواطف والمشاعر والمعاني، أما مقطع (سن) فيضفي على الحسن شيئاً من الصقل والملاسة، تخليصاً له من كل ما هو ناب أو متنافر.
    في حروفها: الحاء هنا (للعاطفة الجميلة والحرارة). والسين (للحركة والرشاقة والملاسة). والنون (للرقة والأناقة).
    وهكذا، جمع الحسن إلى نفسه أجمل الأصوات وأعذبها جرساً، وأوحاها بمشاعر الحب والحنين، وأكثرها دفئاً ورشاقة ورقة وأناقة، في تناغم صوتي وتوافق معنوي، مما لم يتوافر في أي لفظة أخرى، ليشع الحسن بذلك إشعاعاً من هذه اللفظة دونما حاجة إلى أي تفسير أو تأويل، وقد وردت هذه اللفظة ومشتقاتها في مئة وثمانية وثمانين آية في القرآن الكريم قد اختصت المرأة بواحدة منها فقط في صورة (الأحزاب)/52). (لا يحل لك النساء من بعد... ولو أعجبك حسنهن.....).
    الجمال لغة:
    هو: الحسن في الخَلْقٍ والخُلق.
    من أسرتها: جمل الشيء (جمعه). جامله (أحسن عشرته). الجمل (واحد من الإبل). الجملاء (الجميلة). تجمّل الرجل (تكلف الجمال وتحسن وتزين وتلطف في الكلام).
    من مقاطعها: جم- من جمّ الماء (كثر واجتمع)، الجِمام (الراحة). الجميم (الكثير من كل شيء) جل- من جلّ الرجل جلالة (تمّ)، جلّ جلالا (عظم قدراً وشأناً)، مل- من ملّ الشيء في الجمر (أدخله فيه)، ولا علاقة له.
    والمقطع الجذر هو (جل)، للتمام والكمال ورفعة المقام، والميم الملحقة في وسطه للانجماع والانضمام مما يفيد التناسق والانسجام.
    في حروفها: الجيم (للضخامة والامتلاء)، والميم (للانجماع) واللام (للتعلق والتماسك، وهذه المعاني هي أكثر توافقاً مع معنى الجمل، كواحد من الإبل.
    ومن المعاني المستخلصة من أسرة هذه اللفظة ومقاطعها وحروفها يتبين أن مفهوم الجمال في الذهن العربي ينطوي على التكامل والتناسق، على العكس مما في القبح من نشاز وتشويه وتنافر واضطراب، ليكون القبح بذلك هو نقيض الجمال، وبفارق أيضاً بين الحسن والجمال: إن طابع الإشراق والصقل والملاسة يغلب على مفهوم الحسن، أما مفهوم الجمال فيغلب عليه طابع الجلال والعظم، ولذلك قيل (الله جميل ويحب الجمال). ولم يسند الجمال للمرأة في أي من آيات القرآن الكريم.
يعمل...
X