إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

حول الأسس المعتمدة في التطبيق (( الغرام لغة )) - دراسة (( حسن عباس ))

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حول الأسس المعتمدة في التطبيق (( الغرام لغة )) - دراسة (( حسن عباس ))

    حول الأسس المعتمدة في التطبيق (( الغرام لغة )) - دراسة (( حسن عباس ))
    الحب لغة:
    حبّ الأمرُ (صار محبوباً). وحبّ فلانا (أحبّه).
    من أسرتها :حبّب الزرع (بدا حبّه)- تحبب إليه (تردد). الحُباب (طرائق تظهر على وجه الماء تصنعها الريح).
    في حروفها : الحاء هنا (للعاطفة الإنسانية الجيدة والإحاطة والحرارة). الباء (للشق والبقر والحفر).
    وهكذا فالحب بحسب هذه المعاني، هو شُحنة عاطفية جميلة تغزو قلب الإنسان، فتشق شغافه وتحفر فيه عميقاً إلى سويدائه. بمعنى أن الحب يأتي من العالم الخارجي غازياً على جناح صورة جميلة أو في سهام من نظرات آثرة. وذلك (سوقاً للحروف على سمت المعنى المقصود والغرض المراد)، لتلتقي بذلك وجهة نظر العربي في الحب بوجهة نظر اليونان، عندما مثلوا الحب بسهام يطلقها طفل جميل فيشك بها قلوب الناس.
    على أن العربي قد اكتفى بإعطاء مفهوم الحب معاني الود والوداد، ليضفي عليه بحرف (الحاء) ما يلزمه من العاطفة والحرارة والجمال، وليمنحه بحرف (الباء) معاني العمق والتغلغل في الأحشاء دونما أي تصور جنسي، خلافاً لما يرى بعض مفكرينا.
    ولكن، أين هذا المفهوم مما يكابده المحب من قلق وأرق وشوق وتعلق وولع ووله، مما يقرِّح الجفون ويضني الجسم ويذهب بالعقل؟
    لقد أحال العربي هذه الحالات العاطفية إلى ألفاظ أخرى، قد اختص كل منها بالكشف عن لون ما من ألوان الحب وعن درجة ما من درجاته.
    وهكذا احتفظ العربي لمفهوم الحب بصفائه ونقائه وبراءته وحرارته وعمقه وعفته وكياسته وجماله، مما يجعل هذه العاطفة صالحة للتداول بين الأصدقاء أيضاً، وبين الآباء والأبناء، وبين الناس والطبيعة، وبين الله والناس. ولقد تردد ذكر الحب ومشتقاته في خمسٍ وسبعين آية من القرآن الكريم، ولم يرد الحب بمعنى العشق إلا في آية واحدة ولكن مقترناً بالشغف: (وقال نسوة في المدينة، امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه، قد شغفها حباً...) (سورة يوسف- 30). مما يثبت ابتعاد مفهوم (الحب) الصّرف عن التصور الجنسي.

يعمل...
X