Announcement

Collapse
No announcement yet.

للألمانية دوريس دوري فيلم (( مصففة الشعر )) الكوميديا كتراجيديا مقلوبة

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • للألمانية دوريس دوري فيلم (( مصففة الشعر )) الكوميديا كتراجيديا مقلوبة

    فيلم مصففة الشعر للألمانية دوريس دوري
    الكوميديا بصفتها تراجيديا مقلوبة


    دمشق - سانا
    تعود المخرجة الألمانية دوريس دوري بفيلمها "مصففة الشعر" إلى مهرجان دمشق السينمائي 18 بعد أن نال فيلمها "براعم الكرز" الجائزة الفضية ضمن المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة في الدورة الماضية من المهرجان ويشترك الفيلمان بعمقهما في تناول الجانب الإنساني للحكاية إضافة إلى الكوادر الأخاذة في التقاط التبدلات العاطفية للشخصيات واقترابهما من الصيغة التسجيلية في عرض الأبعاد الدرامية.
    ويتسم فيلم "مصففة الشعر" إنتاج 2010 بمجموعة من المفارقات الاجتماعية التي تصادفها كاثي كوينغ جسدتها سينمائيا غابرييللا ماريا شميد وهي سيدة بلغت خريف العمر في رحلة بحثها عن عمل تعيل به نفسها وابنتها المراهقة جوليا نتاشا لويسزوس بعد انفصالها عن زوجها وسكنها في إحدى ضواحي برلين ولاسيما أنها امرأة من الوزن الثقيل رغم خفة دمها واحترافها لتصفيف الشعر.
    وتبدأ تلك المرأة البدينة بمطاردة الوظائف الشاغرة في صالونات الحلاقة لكن بدانتها دائماً كانت تقف عائقا أمام قبولها فتصفيف الشعر حسب إحدى مديري الصالون مهنة جمالية وبحاجة إلى مصففة شعر جميلة ونحيلة وبالتالي فإن حجمها الضخم لن يساعد على استقطاب الزبائن.
    وفي مرات أخرى تفشل في الحصول على قرض يساعدها في إنشاء عملها الخاص فتعمل مصففة لدى إحد دور العجزة لكنها تتسبب دون قصد بوفاة إحدى العجائز وهذا لا يثنيها عن تحقيق رغبتها في افتتاح صالون خاص بها فتضطر إلى إتباع بعض الطرق الملتوية بما فيها تهريب الوافدين الفيليبينيين غير النظاميين إلى داخل البلاد.
    والملاحظ أن سيناريو فيلم "مصففة الشعر" الذي كتبته ليلى ستايلر تشكل عبر مجموعة من متواليات سردية تتوالد الواحدة من رحم الأزمات التي تحيط بتلك المرأة واستطاعت المخرجة دوري أن تنتجها بصرياً عبر مشاهد أخاذة فضلاً عن دقتها في رسم المناخات النفسية للشخصيات عبر خيارات مميزة للممثلين بحيث اقترب الفيلم من صيغته الواقعية جداً وهذا ما يبرز ميل المخرجة التي بدأت حياتها السينمائية بمجموعة من الأفلام التسجيلية منها فيلمها بولا في البرتغال 1979 الذي حاز جماهيرية كبيرة في ألمانيا.
    كما يتميز فيلمها الأحدث "مصففة الشعر" الذي عرض في المسابقة الرسمية بمهرجان برلين السينمائي 2010 بقدرته العالية على استنباط الكوميديا من قلب الألم بحيث أنها عبر شخصية كاثي المستميتة في إيجاد عمل يحقق لها ولابنتها حياة كريمة تمكنت من خلق صيغة خاصة تحقق مقولة "الكوميديا كصيغة مقلوبة للتراجيديا" بحيث وقفت إرادة الحرية في مواجهة حرية الإرادة وكان سبباً في تحقيق سياقات إنسانية مميزة جداً لأفعال وردود أفعال تلك المرأة البدينة.
    لم يكتف الفيلم بتسليط الضوء على الصراعات التي تعيشها تلك المرأة بل تمكن من خلاله أن يعرض لشريحة واسعة من المجتمع الألماني تعاني من البطالة وتجد الكثير من الصعوبات في إيجاد عمل يسد رمقها رغم الكفاءات العالية لمعظم أولئك العاطلين عن العمل من خلال استعراض العديد من وكالات العمل التي لجأت إليها كاثي ووقفت في طوابير طويلة من أجل تقديم طلبها.
    كما أشار فيلم "مصففة الشعر" إلى نواح أخرى من المجتمع الألماني الذي يبيح انفصال الزوجين دون أي ضمانات لحق الزوجة التي أمضت العديد من سنوات حياتها في خدمة زوجها دون أن يكلف نفسه بعد الانفصال تحمل أي نفقات تجاه ابنته والاكتفاء بتسميم أفكارها بأن وضعها السيىء ناتج عن كون أمها سمينة.
    يذكر أن دوريس دوري مخرجة معروفة بغزارة إنتاجها الفني وكان حلمها أن تصبح ممثلة لكن بعد سفرها إلى الولايات المتحدة لدراسة الدراما والسينما اكتشفت ولعها الشديد بالإخراج ثم بدأت دراسة السينما في أحد معاهد ميونيخ.
    عرضت باكورة أعمالها الإخراجية على التلفزيون في عام 1978 ثم توجهت إلى الأفلام التسجيلية أما أشهر أفلامها كان فيلماً كوميدياً حمل عنوان "رجال" الذي فاز بجائزة أفضل فيلم ألماني عام 1985 ثم صورت فيلماً كوميدياً آخر بعنوان "لا أحد يحبني" حصد أكبر العائدات على شباك التذاكر في ألمانيا في عام 1995 وإضافة إلى الإخراج فإن دوري كاتبة معروفة بإنتاجها الغزير من الكتب والمؤلفات حيث نشرت منذ عام 1987 سبعة مجلدات من القصص القصيرة والروايات وفي عام 1996 صورت فيلم "هل أنا جميلة" وفي كانون الثاني 2003 تسلمت دوري الجائزة الثقافية الفخرية لمدينة ميونيخ تقديراً لأعمالها الإبداعية في السينما كما جرى عرض فيلمها "العاري" في مهرجان البندقية السينمائي الدولي ونال قبولاً كبيراً من النقاد.

Working...
X