إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

بقلم : آسيا رحاحلية - موضوع السعادة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بقلم : آسيا رحاحلية - موضوع السعادة

    السعادة
    بقلم : آسيا رحاحلية



    خضنا يوما في موضوع السعادة , و راح كلّ منا يشرح رؤيته و فلسفته و يحاول إقناع الآخر بوجهة نظره . وختم احد الزملاء حوارنا بقوله " السعادة أن تجلس في بيتك تشاهد التلفزيون ! " .ضحكنا منه يومها, استغربنا بساطة الفكرة و سذاجتها..لكني اليوم أتساءل ماذا لو كان مُحقًا ؟ ماذا لو أن السعادة بهذه البساطة و السهولة و ماذا لو أننا ضيّعنا من أعمارنا سنوات نلهث وراءها بينما هي هنا , قابعة عند أقدامنا في سكون مثل قطة ..تنتظر فقط أن ننتبه منها ؟
    قد تكون حياتنا الحالية بكل تفاصيلها اليومية العادية الصغيرة هي السعادة فعلا و لكن يفوتنا إدراك ذلك .
    مشكلتنا مع السعادة اننا نقرنها دوما بما يدور في احلامنا و ما نتتطلّع إليه و نسعى له و ننسى تماما ما هو بين أيدينا الآن ..لو استطعنا تحويل وجهة تفكيرنا من " لو حصلت على ذلك لكنت سعيدا " إلى " أنا اليوم سعيد لأني أملك كل هذا " ..
    لو استطعنا ذلك لشعر كل منّا بأنّه أسعد الناس .
    ثم ..مفهوم السعادة نسبي .فالفقير يراها في المال و صاحب المال يراها في راحة البال , و السعادة هي الصحة للمريض و الوطن للغريب و هي الحبيب للعاشق ..
    و لكن.. اعتقد اننا لن نعرف السعادة الحقيقية إلا بالعطاء .العطاء اللامشروط و اللامحدود و الذي لا ننتظر من وراءه جزاءً و لا شكورا . لن نتذوّق طعم السعادة فعلا إلا حين ندخل السعادة على من حولنا . ذلك البريق الذي نلمحه في عيون شخص وقفنا إلى جانبه , أو محتاج ساعدناه , أو ملهوف أغثناه أو صاحب حاجة قضيناها له..ذلك البريق يتّجه مباشرة إلى القلب فينير زواياه و يغمرنا بحالة من الرضا لن نشعر بها في أي موقف آخر.
    لا تجعل قضيتك من يستحق العطاء و من لا .. و لكن اسع لأن تجعل من ذاتك نبعا من الخير يغرف منه الجميع و سوف تسكنك السعادة .
يعمل...
X