إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

حاورت : هند دلالي القاصة خالدة مختار بوريجي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حاورت : هند دلالي القاصة خالدة مختار بوريجي

    حوار مع القاصة خالدة مختار بوريجي
    حاورتها : هند دلالي

    هل من الممكن أن تمنحي القارئ نبذة عن مشوارك العلمي والمهني؟
    .. والكتابة فعل انساني والمرأة انسان.. و"الكتابة النسوية" تقسيم غريب
    هند دلالي
    هل من الممكن أن تمنحي القارئ نبذة عن مشوارك العلمي والمهني؟
    خالدة مختار بوريجي :
    تخرجت من معهد الآداب عام 2000، ودخلت عالم الصحافة، عن شغف مسبق بها، وقد عملت بالموازاة مع مؤسسات أخرى غير صحافية، فكنت عضوة خلية الاتصال بالاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين، ومدققة لغوية بالمعهد العربي العالي للترجمة خلال تظاهرة الجزائر عاصمة للثقافة العربية عام 2007، ومسؤولة نشر بدار ارتيستيك للنشر، لكني أعود دوما إلى الصحافة، لأني اعشقها كثيرا، على الرغم من ظروف العمل غير المواتية، والتي لا تليق بمقام مهنة نبيلة كهذه.
    هند دلالي
    ما هي نشاطاتك الإبداعية؟
    خالدة مختار بوريجي :
    كتبت العديد من الأشياء، لكني لم أراجعها ولم ادفع بها نحو النور، منها رواية حول فترة الإرهاب، ومعاناة الجزائريين خلالها، وهي رواية على وشك ان انتهي منها، كما اشتغلت على سيناريو مسلسل اجتماعي السنة الماضية، ولم أقدمه بعد إلى أي مخرج أو منتج.
    هند دلالي
    كونك كاتبة وروائية منذ مدة زمنية هل هذا يعني أنك نشأت في بيئة أدبية منذ طفولتك؟
    خالدة مختار بوريجي :
    لم تكن بيئتي أدبية تماما، وان كانت تتذوق الأدب، لقد رأيت أمي منذ صغري تقرا ما تصله يداها من الروايات، وتبدي شغفا خاصا بالقصص والمرويات، وكان أبي –رحمه الله- يحفظ الكثير من التراث الشعبي الجزائري، بحكم سفره إلى الكثير بين ولايات الوطن، وإتقانه لهجاتها كلها إلى حد كبير. كنت أيضا اطلع على محاولات أخي في كتابة المسرحيات والمقالات النقدية في الأدب السياسة، وكان سهلا علي ان أجد روايات عربية ومترجمة على رفوف مكتبة صغيرة في حجرة أختي الكبرى، وهكذا فقد قرأت وأنا في العاشرة أول رواية في حياتي، كانت "التوت المر" للكاتب التونسي محمد العمروسي، ثم قرأت أعمالا متفرقة لنجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس وديكنز وآخرين، واطلعت على أشعار مفدي زكريا والسياب، دون ان افهم من كل ذلك شيئا غير تخيلات أرسمها لنفسي بعد كل قراءة، وتصورت ان بإمكاني ان أقلد هؤلاء الكتاب الكبار، فبدأت محاولاتي وأنا في الحادية عشرة من عمري، وكانت محاولات ساذجة.
    هند دلالي
    بدايتك الإبداعية كانت في القصة القصيرة، فأين تجدين نفسك إبداعيا أكثر، في القصة أم الرواية؟
    خالدة مختار بوريجي :
    كتبت القصة القصيرة لكني لم أوفق فيها، لأني احتجت دوما إلى بوح أكثر، ولم يكن حجم القصة القصيرة كافيا، لذلك اتجهت إلى الرواية، التي رأيت إنها تعطيني حرية اكبر لقول الأشياء بتفاصيلها، ورسم الشخصيات وتصوير مشاعرها واضطراباتها وتناقضاتها الداخلية. من جهة أخرى، تحتاج القصة القصيرة إلى تكثيف عدة صور فنية وشعورية في صورة واحدة، واختزال عبارات كثيرة في كلمات قليلة، وهذا يتطلب من القارئ جهدا إضافيا لفهم ألغاز القصة القصيرة وأسرارها، وقد لا يستطيع الجميع فعل ذلك، في حين تلقى الرواية إقبالا أكثر، بسبب إرضائها فضول القراء في التطرق إلى التفاصيل وإعطاء أكثر من دفق شعوري وتقديم اكبر قدر من التناقضات والعقد.. وقد تلقيت ملاحظات عديدة في هذا الصدد من كتاب قرأوا لي، مثل صديقي الكاتب فرحات جلاب، الذي أكد لي مرارا على ان نفـَسي في الكتابة روائي وليس قصصيا، وقد أخذت بنصيحته.
    هند دلالي
    "أب للمحبة كلها".. هل هي مجموعة قصصية ..؟ كتابات وجدانية ..؟ نوع من أنواع الكتابة الحديثة ... ؟
    خالدة مختار بوريجي :
    "أب للمحبة كلها" قد يكون لها عندي تصنيف آخر.. ربما كان تصنيفا ذاتيا يتصف ببعض الوجدانية، لم أرَاعِ فيها أيا من طقوس الحداثة أو تعاليم الحكي: فقد كتبتها من اجل أغلى رجل في حياتي، كان يتمنى بقوة ان يراني كاتبة، انه أبي رحمه الله، الذي عبر لي ذات مساء عن أمنيته الكبيرة في ان تعرف مسوداتي النور، وكان على فراش المرض، فجمعت بعضا من مسوداتي، وأضفت إليها بعض القصص التي كتبتها بسرعة، وبادرت إلى نشرها، والحمد لله فقد رآها تخرج إلى النور قبل أن يرحل مزهوا إلى عالم الآخرة.
    ما كان شعور خالدة وهي تقرأ أول عمل لها؟
    خالدة مختار بوريجي :
    في الحقيقة، لم استطع حتى الآن ان انظر إلى كتاباتي بأي قدر من الرضا، على الرغم من التشجيع الذي ألاقيه من أصدقاء كتاب كثر، منهم رابح بلطرش، جميلة طلباوي، وشاعر الأوراس عزوز نواصري وآخرون، ولذلك فاني غالبا ما أحجم عن نشر محاولاتي، واتركها تتكدس بين صفحات الدفاتر، ولا أعود لقراءتها، بل اترك ذلك لبعض المقربين.
    هند دلالي
    أولى أعمالك المنشورة كانت المجموعة القصصية "أب للمحبة كلها" في سنة 2007، يُلاحظ أنك متأنية في النشر، إلامَ يدل هذا التأني؟
    خالدة مختار بوريجي :
    شعرت دائما ان واجب الكاتب هو ان يقدم عملا جيدا، وليس فقط ان يراكم، إذ لا معنى للمراكمة ان كانت الأعمال غير جيدة، وأنا اعتقد ان عملا جيدا واحد يقوم به كاتب خلال حياته كلها أفضل بكثير من عدة أعمال قليلة المستوى، لقد رأيت الكثير من الكتاب الجدد الذين ينشرون بسرعة، ويسعون بكل جهد إلى اعتلاء منصات الإلقاء، مزهوين بما يكتبون، دون ان ينتبهوا حقا إلى ما ينشرون ويلقون، المشكلة أيضا ان النقد الأدبي كسول جدا في الجزائر في السنوات الأخيرة، ولعل ذلك يعود إلى ان كبار الكتاب يرفضون الاعتراف بأدب الشباب وبالتالي نقده، كما ان الشباب منهم يميلون إلى المجاملات ومحاباة بعضهم، على حساب النقد الحقيقي، وما أخشاه حقا ان أقدم عملا تصوره لي نفسي جيدا وهو غير ذلك، فاقع في هذا المطب من دون ان اشعر.
    هند دلالي
    في بطاقة تعريفك تمارسين الصحافة منذ سنة 2005، إلى أي حد تفيد الصحافة الكاتب، وإلى أي حد قد تأخذ منه، أو تسرق جهده الإبداعي؟
    خالدة مختار بوريجي :
    هذا صحيح، الصحافة تطلع الكاتب على الواقع الحقيقي الذي يتخبط فيه المجتمع، وتريه خبايا ما كان لينتبه إليها لو لم يكن صحفيا، واغلب الكتاب الناجحين مروا عن طريق الصحافة، لكنها تأخذ –من جهة أخرى- كل وقت الكاتب، كما ان وتيرة التغطيات اليومية تجعل الكاتب يدخل بيته تعبا، باحثا عن قليل من الراحة، فلا يجد وقتا كافيا لاستحضار جو الكتابة وممارستها.. واعترف ان الصحافة التي قدمت لي الكثير، وضاعفت من تجربتي الاجتماعية، قد حرمتني من اغلب الوقت بالتواطؤ مع ظروف أخرى، وانشغالات أخرى أيضا.
    هند دلالي
    ككاتبة امرأة، ما هو موقفك من" الكتابة النسوية"؟
    خالدة مختار بوريجي :
    انه تقسيم غير منطقي، ما معنى عبارة "كتابة نسوية"؟ الكتابة فعل إنساني والمرأة إنسان، ولقد سمعت نقاشات كثيرة حول هذا الموضوع واستغربت كثيرا من آراء بعض الكتاب الذين اعتبروا ان المرأة "تقلد" الرجل في طرقها موضوعات رأوها حكرا على الرجل، مثل السياسة، والمسائل الأخلاقية، بل ان البعض رآها "مسترجلة"، إذ ليس عليها إلا ان تكتب في مواضيع أنثوية بحتة، مثل الولادة والوحم وتربية الأطفال، والأغرب ان ذلك يتم أحيانا تلفزيونيا على المباشر، واذكر مرة انه تم عقد لقاء أدبي متلفز بين عدة كتاب وكاتبات بمناسبة عيد المرأة، وقد رأى اغلب المتدخلين الحاضرين والمتدخلين عبر التسجيل المسبق أو عبر الهاتف ان النساء الجزائريات الكاتبات "غير صادقات"، و"مقلدات" و"مسترجلات"، "باحثات عن الرقي إلى درجة الرجل"، ولم ينقذ الموقف إلا سليم بوفنداسة وعدد قليل جدا من الكتاب الرجال، في حين روت فضيلة الفاروق، المتدخلة عبر الهاتف، معاناتها مع الإنكار الرجالي لكتاباتها الأدبية الجميلة في الجزائر، وانتشال بيروت إنسانية إبداعاتها من جب التأنيث البحت، وهو الأمر نفسه الذي حدث مع أحلام مستغانمي، ويحدث مع الكثير من المبدعات الجزائريات، مثل "فاطمة العقون"، التي لم تلق روايتها الرائعة "عزيزة" التقدير اللازم، في حين فازت روايات اقل مستوى إبداعي وأسلوبي بجوائز وتنويهات لا تحصى.
    هند دلالي
    ما هي أحب لحظاتك إليك ؟
    خالدة مختار بوريجي :
    هي حين اكتب.. وحين ارسم.. وحين لا أجامل الحياة..
    هند دلالي
    هل لديك هوايات غير الكتابة؟
    خالدة مختار بوريجي :
    نعم، انه الرسم، الذي أتعلمه وأمارسه بعصامية تامة.
    هند دلالي
    الكتابة هواية من أعذب الهوايات وأرقها، إلى أي حد تحلم خالدة أن تمضى في عالم الكتابة؟ وما هي طموحاتها المستقبلية ؟
    خالدة مختار بوريجي :
    الكتابة هي طفولتي الدائمة، وياسميني الذي ينسيني شوك الأيام، وهي ليست هواية، إنها قدري المحتوم، وسجني الجميل، وقيدي الناعم، لا شيء يجبرني عليها ولا مطمع لي فيها، إني أهبها نفسي خالصة ولها ان تفعل بي ما شاءت.. ما ارجوه منها ان أكون عند حسن ظن من اكتب لهم، وان تكون أعمالي جيدة لا أكثر.
    هند دلالي
    بودّك أن تضيفي شيئا ؟
    نعم.. الجزائر تزخر بالكتاب الجيدين، ولكن النسيان يطويهم، كما ان هناك من يعمل على تكريس أسماء معينة دون غيرها، لماذا يحدث كل ذلك في الجزائر الجميلة؟ ولماذا يغيب هؤلاء الجيدين ولماذا يعطون فرصتهم؟ اشكر "دزيزيات" على هذا الحوار الجميل وتحياتي إلى الجميع.
يعمل...
X