إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الأمور الأربعة بالأخلاق الإبيقورية الفلسفية (عدم الخوف من الموت والمغيّبات - الحصول على الخير والألم بسهولة )

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الأمور الأربعة بالأخلاق الإبيقورية الفلسفية (عدم الخوف من الموت والمغيّبات - الحصول على الخير والألم بسهولة )

    الأخلاق الإبيقورية الفلسفية


    فالأخلاق الإبيقورية طائفة من التوجيهات التي تلجم الفكر عن الشرود وتردعه عن تجاوز الحدود التي عينتها الطبيعة، والتقيّد بهذا المفهوم يوضح العلاقة بين الفكرتين المحوريتين، اللذة والطمأنينة. فطلب اللذة يستتبع وجوباً كل تلك التمارين العقلية: من تأمل في الحد الطبيعي للرغبات، ومن حساب اللذات، ومن تصور اللذات الماضية أو المستقبلة التي يكوّن جانبها السلبي طمأنينة النفس.
    وهكذا يتوصل الحكيم بالعلم القانوني والطبيعيات والأخلاق، إِلى أمور أربعة هي التالية: عدم الخوف من المغيّبات، وعدم الخوف من الموت، والحصول على الخير بسهولة، واحتمال الألم بسهولة. فالحكيم إِذن موجود حرّ، تحرّر من فكرة الضرورة ومن الآخرين، أي إِنّه من دون سيّد، ويكفي ذاته بذاته. وصفوة القول إِنّ إبيقور إِنسان فكَّر بتعمق حول تفسّخ الأخلاق وحول الصيغ المختلفة للهستيريات الجماعية، وأراد، من خلال رسالته إِلى معاصريه، أن يبيّن لهم أن على الإِنسان أن يكون سيد قدره.
    يدل تقارب العديد من الإتجاهات الفلسفية المعاصرة مع تعليمات إبيقور علي أن أسس المذهب الإبيقوري لا تزال سليمة وعلي أن أهميتها لمستقبل الفلسفة ل تقل عما كانت لماضيها/ هذا بصرف النظر عن سوء الفهم البالغ التي تعرضت له أفكار إبيقور من كثير من معاصريه. في مقدمته لقراء أبقراط، قام د/س. هاتشنسن بشرح التعريفات المختلفة للإبيقورية علي مر العصور وجائت كالآتي:
    "أنشأ إبيقور نظامياً فلسفيا وأسلوباً للحياة يستحقا احترامنا بل وولاءنا. ذلك النظام الحياتي الإبيقوري أغري الآلاف لاتباعه والالتزام به في المجتمعات البحرمتوسطية القديمة التي ظلت متماسكة لمئات السنين. ولكن، منذ بداية مسيرته التعليمية لم تسلم رسالة إبيقور من الاعتراضات ومحاولات التشويه من فلاسفة أكاديميين وسلطات سياسية ثم دينية مسيحية. لم يحدث رغم كل ذلك أن هجر الإبيقوريون فكرهم أو أبدلوه بفكر فلسفي آخر بل علي العكس كانت المدارس الفلسفية الأخري تفقد طلابها لصالح المدرسة الإبيقورية، لماذا؟ لأنهم ببساطة وجدوا أن لهذا الفكر معني حقيقي ومنطق متماسك. فسر أركيسلوس -فيلسوف من ألد خصوم إبيقور- إقبال الفلاسفة علي الفكر الإبيقوري بطريقة حادة لا تخلو من الازدراء فقال: "يمكنك أن تحول رجلاً سليماً إلي رجل مخصي ولكنك لا يمكنك أن تفعل العكس". بينما في العصور الحديثة، حاول منتقدو إبيقور تقديمه كإنسان كسول، سطحي، عاشق للملذات، غير أخلاقي وفلسفته كتقليد سيء وملحد للفلسفة الحقيقية. في أيامنا هذه، كلمة إبيقورية أصبحت تعني عكسها فصارت حماسة مدعية لكل ما هو باهظ الثمن من طعام وشراب. لذا، أرجو منكم أن تحظوا بالشجاعة الكافية لتجاهل ألفي عام من الأفكار المسبقة الخاطئة وإعطاء هذا الفيلسوف القدر الذي يستحقه"
يعمل...
X