إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

عدنان بركات القبضاي ابن البلد ابن دمشق البار - مظهر الحكيم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عدنان بركات القبضاي ابن البلد ابن دمشق البار - مظهر الحكيم


    مظهر الحكيم - الوطن
    القبضاي. ليست كلمة في مسلسل بطلها قبضاي الحارة.. والجميع يحترمه لأنه قبضاي أو يخافون منه لأنه قبضاي.. والذي سموه العقيد في المسلسلات. فعلاً عدنان بركات قبضاي.

    ابن البلد ابن دمشق البار. ابن البيئة الشعبية. ابن الكرم والجود والأصول.
    عدنان بركات توءم الروح لي.. مواقفه معي احترامه لصداقتنا. مساعداته التي لن أنساها حتى أموت.. احترامه لزوجتي إنعام. احتضانه لأماني ونسرين..
    منذ بدأت أحب التمثيل كنت أحب عدنان. وتمنيت أن أكون محبوباً مثله وممثلاً ناجحاً أجيد ما كان يقدمه.
    واستمرت الصداقة حتى رحل إلى لبنان.. وقبل رحيله ودّعني. وقال: سنلتقي مظهر ولم أجد نفسي بعد فترة إلا أنني أشد الرحال إلى لبنان هي قريبة ولكنها بعيدة عن الأهل والأحباب. وفي لبنان عدنا للعيش وللعمل معاً. ولمواقفه الطيبة مني.
    حتى سافر إلى بغداد.. وعادت الوحدة. وعوضني في هذه الفترة سعد الدين بقدونس الأب والأخ كان أيضاً وفياً معي.. وتعاونا إلى أن عدت إلى دمشق... وعاد عدنان من سفرته الطويلة.. وجمعتنا النقابة مرة أخرى.. وبدأت رحلة جديدة في المسرح والتلفزيون والإذاعة وأيضاً السينما..
    وكان العمل شاقاً. عدد الفنانين في ازدياد وكثرة المنافسة وكثرت الشللية وتمكن عدد من المخرجين امتلاك شاشة التلفزيون وأبعد من أبعد وقرب من قرب وبقيت الفتات لعدد من المنتظرين المترقبين فرصة. ومن هنا انطلقنا إلى المسرح وكان عدنان أول المشجعين وقدمنا أول مسرحية (دبر راسك) على مسرح القباني والحمد لله نجحت.
    ويوماً طالت السهرة بنا. واستضفت عدنان للنوم عندي. كان لي خصوصية في بيت أهلي. إذا كان عندي ضيوف ودخلنا غرفتنا. وفجأة التفت إلى عدنان الذي بدأ يشمشم. خير عدنان ما بك؟ رائحة طبخ طازج، لأن أمي كما هي عادتها تطبخ في الليل.. طيب أنا جوعان.. وانطلقنا إلى المطبخ وكانت الطنجرة الكبيرة على الطاولة.. أمي طابخة يالنجي بورق العنب.. طنجرة لم تمد يد إليها...
    وبدأنا نأكل بشراهة.. وتركته ودخلت الحمام.. ثم عدت وقد انتهى من طعامه وغسلنا وعدنا إلى النوم.. وصباحاً نهض وارتدى ملابسه وودّعني وذهب..
    كما هي العادة أمي لا تزعجني حتى أصحو وأخرج وحدي.. وخرجت وفوجئت بأمي واقفة في الصالة كمارد.. وصرخت (ولا مظهر مين أكل الطبخة.. كم ضيف كان عندك؟)
    دهشت واحترت. ماذا أقول. مين أكل الطبخة؟ أمي كان عندي عدنان فقط.. عدنان أكل طنجرة اليالنجي...؟؟ وأنت؟ أنا أكلت معو.. بس مو معقول ياكل الطنجرة.. الطبخة مو الطنجرة.. شو بدي أعمل هلأ لأبوك وأخواتك. كيف بدي لحق أطبخ؟
    الحكاية لم تنته.. في الليل اجتمعت مع عدنان.. وشكرني لضيافتي وكرمي.. وقال لي سنعيدها.. كررت فعلاً سنعيدها ولكن من دون ما نأكل طنجرة اليالنجي.. دهش عدنان واستغرب. وقال يالنجي. مين جاب سيرة اليالنجي. لكن شو تعشيت مبارح عدنان..؟ صرخ عدنان شيخ المحشي.. شبك مظهر شو سكران.؟ يا عدنان يالنجي.. يا مظهر شيخ المحشي.. وإلى أن رحل وتركني وهو يؤكد شيخ المحشي.
    كان عدنان طيباً. بلمساته الرائعة.. عندما تعرضت لحالة الشلل النصفي وبقيت في المنزل سنة قبل أن أجري عمليتي وأعود للوقوف على قدمي والحمد لله..
    والشلل كان بسبب تصوير رجل شجاع في معلولا.. بطولة عدنان. إخراج صبحي سيف الدين. قفزت من فوق الصخور فوقعت على ظهري.. تحملت الألم. وكملت التصوير.. وازداد الألم وحاولت الصبر وتناولت أدوية كثيرة. وفجأة أنا في شارع بغداد مع إنعام سقطت على الأرض دون حراك.
    المهم أقولها والألم يعصرني.. إنني بقيت أشهراً في المنزل لم يزرني أحد. إلا عدنان بركات ولم أنس يده وهي تندس تحت مخدتي وتضع مبلغاً من المال..
    عدنان توءم الروح.. والصديق. رحل الطيب. رحل القبضاي..
    رحمه الله. وجعل مثواه الجنة..
    ورحم كل من رحل..
    وأطال الله عمر من بقي يتابع المشوار

يعمل...
X