Announcement

Collapse
No announcement yet.

تدافع عن حرية المرأة مسرحية(( الآلية)) لمانويل جيجي

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • تدافع عن حرية المرأة مسرحية(( الآلية)) لمانويل جيجي

    مسرحية الآلية لمانويل جيجي تدافع عن حرية المرأة


    دمشق - سانا
    استطاعت مسرحية الآلية إعداد وإخراج مانويل جيجي التي افتتحت عروضها اليوم على خشبة مسرح القباني أن تحقق معالجة متماسكة لموضوعة المرأة وضرورة امتلاكها الحرية في الخيار لاسيما فيما يتعلق بالحب ككيمياء من الصعب تحقيقها بالإرغام والإجبار.
    وجسد العرض المأخوذ عن نص بالعنوان ذاته للمؤلفة الأمريكية صوفي ترود ويل العديد من المواقف التي تتعرض لها امرأة في مواجهة ظروف الحياة القاسية ابتداءً من المنزل وواجب إعالة الوالد العجوز مروراً بمكان العمل الذي يجعل من الإنسان بمثابة آلة لا ينبغي لها أن تتعب وانتهاءً بمنزل الزوج الذي يأتي بمثابة ملاذ أخير لا يحقق الرضا ولا الراحة المرجوة.
    وتتميز مسرحية الآلية بقدرة عالية للمخرج جيجي في رسم ميزانسينات دقيقة لدخولات وخروجات الممثلين مستفيداً من تقنية خيال الظل التي مكنته من الإحالة إلى أماكن متعددة وأزمنة متباعدة فيما بينها فضلاً عن الضبط الدقيق لانفعالات الممثلين ضمن مسار العمل ككل مع المحافظة على وحدات الفعل رغم تأدية الممثل الواحد أكثر من شخصية في العمل.
    وحول إعداد هذا العرض عن نص مكتوب في ثلاثينيات القرن الماضي قال صاحب "غني وثلاث فقراء" لوكالة سانا: إن نص صوفي ترود ويل مكتوب بصيغته الواقعية وإعدادي له ارتكز على تخليصه من واقعيته تماما وتحويله إلى تعبيرية عالية تطلبت مني اختصار الـ 32 شخصية التي يحويها النص الأساسي إلى شخصيتين اثنتين فالرجل في عرضي قام بجميع أدوار الرجال في النص الأصلي.

    وأضاف جيجي: ان هذا الإعداد تواشج مع بعض الخيارات الفنية للعرض حيث ان تقنية خيال الظل أفادت في الإحالة إلى أماكن مسرحية كثيرة كالمنزل والمستشفى والمشرب.. إضافة إلى دوره في تكوين خلفيات للمشاهد لتوضيح بعض الأفكار المطروحة في النص أو لعرض ماضي الشخصيات هذا إضافة إلى ما قام به من المحافظة على العناصر المسرحية دون إدخال أي داخل من خارج الجسم المسرحي كما يقوم بعض المخرجين بتصوير مقاطع مسرحية ووضعها ضمن العرض.
    وأوضح مخرج الآلية أن قضايا المرأة ما زالت تشده لتجسيدها على المسرح وأن سبعين بالمئة من عروضه مرتبطة بتلك القضايا فبعد "قصة موت معلن" التي قدمها سنة 1985وصوت ماريا التي قدمها ضمن فعاليات دمشق عاصمة الثقافة العربية يأتي هذا العرض تعبيراً عن أن المرأة بحاجة أن تحب كما تريد وأن تتزوج بالرجل الذي تريده دون أي قصر من الأهل أو المجتمع وأن تكون كما الرجل في حريته بالاختيار.
    وتمكنت الممثلة رنا كرم من تجسيد شخصية المرأة المتهالكة أمام مطالب الآخرين منها بحساسية عالية وبتمكن جعلها قادرة على تلمس انفعالاتها بشفافية جعلتها سهلة التصديق من قبل الجمهور فضلاً عن قدرتها على الموازنة بين أفعالها المضمرة وردات فعلها الظاهرة والتي انفجرت في آخر العرض عبر ضرب الزوج بحوض زجاجي على رأسه بعد محاولته إجبارها على ما لا تريد.
    وعن تعاملها مع هذا النص قالت الفنانة كرم: ليس هناك شخصية واضحة المعالم في نص ترود ويل حيث جسد دور "المرأة الشابة" الذي كان يعبر عن معاناة كل امرأة عبر تعاطيها مع الشخصيات الذكورية المختلفة من الأب إلى الزوج إلى الكاهن إلى الحبيب الوحيد ومن هنا كانت صعوبة تأدية هذا الدور الذي يتضمن من ست إلى سبع حالات نفسية عميقة في كل مشهد لذلك حاولت أن يكون إحساسي عالياً بمعاناة تلك الشخصية التي تجسد المرأة في كل زمان ومكان.
    وأضافت الفنانة كرم أنه رغم عدم وجود إشارات واضحة عن الشخصية إلا أن هناك بعض التفاصيل التي استفدت منها كاهتمام هذه المرأة باليدين الناعمتين وبنيت على أساسها خصوصية لتلك الشخصية من خلال طريقة تعبيرها وطريقة مشيتها مع التركيز على إحساسها.
    كما استطاع الممثل أويس مخلاتي أن يجسد عددا كبيرا من الشخصيات فمن الأب إلى الزوج إلى العشيق إلى الطبيب وذلك عبر تبديل في ملامح الشخصية وصوتها وانفعالاتها وطريقة كلامها... وغير ذلك مما وضعه أمام تمارين متكررة في التمثيل أثبت من خلالها قدرته على تحقيق أداء جميل للشخصيات المؤداة دون تكلف مع مراعاة الأبعاد الدرامية لكل منها.
    يذكر أن عرض الآلية مستمر على خشبة القباني يومياً عند الساعة الثامنة مساء ويمثل فيه أيضاً "روبين عيسى.. نانسي خوري.. أنس طيارة" وتصميم الديكور نعمان جود وتصميم الإضاءة نصر الله سفر وتصميم الأزياء ريم الشمالي وإعداد الموسيقا مانويل جيجي مع آري سرحان ومخرج مساعد عبد الناصر حسو ومساعد المخرج منصور نصر.

Working...
X