إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

في متحف التراث الدائم في اللاذقية أزياء العروس واللباس التقليدي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • في متحف التراث الدائم في اللاذقية أزياء العروس واللباس التقليدي



    أزياء العروس واللباس التقليدي و ألعاب الأطفال
    أجنحة جديدة في متحف التراث الدائم في اللاذقية

    اللاذقية - سانا
    يشكل المتحف الدائم للتراث الشعبي في منطقة عين البيضا في اللاذقية قبلة لعشاق التراث الساحلي والمهتمين بمختلف جوانب الحياة التقليدية في الساحل السوري عموما وقد شهد المتحف مؤخرا افتتاح ثلاثة أقسام جديدة دأب على جمع مقتنياتها كاملا الباحث التراثي برهان حيدر في إطار مبادرة فردية من قبله لتوثيق كل الأنساق الحياتية في القرية الساحلية أيام زمان.
    ويقدم أحد الأجنحة الجديدة و الذي يجمع بين جوانبه مجموعة واسعة من ألعاب الأطفال نموذجا فريدا من نوعه لمختلف الأدوات والمواد الأولية التي استخدمت آنذاك يدويا لإعداد الألعاب الخاصة بالإناث والذكور على حد سواء مع مراعاة المرحلة العمرية لكل طفل و ابتكار ما يناسبه من وسائل التسلية والمتعة.
    وأبرز ألعاب البنات التي تضمها مقتنيات المتحف تسمى العيابة وهي عبارة عن مجموعة من الأعواد الصغيرة ملفوفة بقماش ملون زاه يتم جمعها لتأخذ لاحقا هيئة الدمى المحببة للفتيات إلى جانب ما يسمى لعبة المصطبة وأخرى تحمل اسم ستي فضة وهي ألعاب تشاركية تتألف من عدد من الحصى يمكن للبنات اللهو بها في منازلهن وفق مجموعة من الشروط و القواعد الخاصة بكل منها.
    وتتنوع ألعاب الصبية في المعرض بين ما هو مادي و ما يعتمد على الذكاء و الخفة لتحتل مجتمعة حيزا أوسع من سابقتها تتقدمها لعبة الكريجة و تصنع من الخشب أو القصب قبل أن تضاف إليها دواليب بلاستيكية ليقودها الطفل بواسطة سيخ من الحديد بالإضافة إلى لعبة المشتك المؤلفة من عدة عصوات وتتطلب وجود فريقين من الأطفال.
    وتتسع قائمة الألعاب الموجودة في المتحف لتبرهن على ارتفاع مستوى الذكاء الفطري لدى الإنسان التقليدي ما أهله لاجتراح العديد من الأفكار التي دعت إليها الحاجة و ضيق ذات اليد في مرحلة لم يصل تطورها آنذاك إلى أبعد من ألعاب حاضر قاشر والعمورة و التكرعة و الطنزة و العمار و المطاقشة و الدحل والبلبل و الشويرة و البو رياح و الزنزوقة و المشاية و الصيادة و سواها.
    أما القسم الخاص بالأزياء الشعبية فيضم طيفا واسعا من ألبسة الرجال والنساء على حد سواء حيث يبرز ثوب العروس كواحد من أهم مفردات الزي التقليدي في بداية القرن العشرين بلونه الأقرب إلى الدفلى والشرائط الحريرية المرافقة له والتي تلف على الشعر على شكل ضفائر إلى جانب غطاء الوجه الأبيض الشفاف .
    كذلك يعرض الجناح لمجموعة من الألبسة التقليدية للمرأة الساحلية بينها المنتيان وهو جاكيت قصير ينتهي أعلى الخصر ويكون ضيقا يلتقي طرفاه في الأمام بواسطة أزرار صغيرة متقاربة لا تصل إلى الأعلى وأيضا الزنار الذي يصنع غالبا من الحرير الخالص وهو زاهي الألوان عريض ومتطاول ينتهي بشراشيب مبرومة رقيقة تترك متدلية بعد لفه على الخصر و هناك المحزم وأغطية الرأس كالطريبوشة والمنديل.
    أما ألبسة الرجال الشعبية فتتألف من القمباز وهو رداء خارجي طويل يصل حتى الكاحلين مع فتحتين جانبيتين لتسهيل حركة المشي له أكمام تتسع قليلا عند النهايتين وتزين رقبته وصدره وأطراف أكمامه بنوع من البريم الحريري بالإضافة إلى الشروال الذي يمكن وصفه بأنه رداء كثير الثنيات عند الخصر ويلتف بضيق حول القدمين إلى جانب الجاكيت التي درج على ارتدائها اواخر العهد العثماني و معها الطربوش المغربي الذي استبدل لاحقا بالطربوش الأحمر.
    ويصف الباحث برهان حيدر هذه التجربة بأنها خطوة جادة ليس لتوثيق الريف الساحلي و حسب و إنما بقية الأرياف السورية أيضا حيث ان الأدوات التي دأب على جمعها لعقود من الزمن تتقاطع إلى حد كبير مع مثيلاتها في الأرياف الأخرى فأسلوب الحياة وأدواتها المتنوعة تتشابه جميعها في ما بين القرى السورية مع وجود بعض الاختلافات الطفيفة بطبيعة الحال .
    وأضاف ان هوايته في جمع المقتنيات التراثية والتي بدأت قبل ما يزيد على أربعين عاما ما لبثت أن تحولت إلى هاجس حقيقي منذ عشرين عاما عندما أدرك أن الجيل الجديد من الشباب يكاد لا يعرف شيئا عن العناصر الدقيقة التي ألفت حياة آبائه وأجداده مؤكدا أن المعروضات المتوفرة في المتحف كانت على وشك الضياع والاندثار الأمر الذي دفعه إلى العمل الجاد والدؤوب لجمع كل ما يتصل بالحياة التقليدية حتى لا يحدث ذلك الانقطاع الخطير عن الجذور والهوية والثقافة الأصيلة.
    واختتم بأن استضافة المركز الثقافي في عين البيضا لمقتنياته وجمعها في متحف تراثي دائم هو تأكيد على اهتمام القائمين على العمل الثقافي بالجانب التراثي و الذين تبنوا الفكرة دون تردد مشاركة منهم في هذا العمل التوثيقي و حرصا على تعزيز التواصل بين الأجيال المتلاحقة.
    وتتنوع أقسام المعرض لتشمل كل الأدوات المخصصة قديما للزراعة والدرس وحرث الأرض وحصادها كالصمد والنورج والمرج والمزراة والمناجل بالإضافة إلى بعض الأثاث المنزلي وأدوات الرعي والصيد كقنديل الدبق وجرس الباشق والأقفاص القصبية.
    وهناك أيضا الأدوات الخاصة بالخبز على التنور كالكارة والمئزر وأطباق القش وعدد من الأدوات الموسيقية شائعة الاستخدام آنذاك كالشبابة والكحوالا والمجوز والربابة وسواها بالإضافة إلى تلك الخاصة بصناعة حرير القز وأهمها المسلكة ودولاب الحرير إلى جانب مجموعة كبيرة من المغازل والمناديل الحريرية.
    كما يفرد المتحف جناحا خاصا للصناعات القشية و الأعمال الخشبية والنباتات الطبية وأدوات النجارين والأحذية المستخدمة قديما إلى جانب معروضات تراثية أخرى كالرحى الخاصة بطحن الحبوب والباطوس الذي درج على استعماله لعصر الزيتون والعنب..وأيضا نتاج واسع من الفنون اليدوية الشعبية التي استلهمت موادها الأولية من البيئة المحلية.
    وفي قسم خاص بالفخاريات يتوفر كل ما قد يتصل بالأوعية المستخدمة في المطبخ الريفي القديم والأواني المخصصة لحفظ الطعام أو لنقله وبينها الخابية التي يحفظ فيها الزيت والماء والقدر المخصص للطبخ والغضارات الفخارية والبرش الذي ينقل فيه الطعام إلى الحقل والمحلاية الخاصة بحفظ المكابيس والزيتون والمربيات والكرازة التي ينقل فيها الماء من العيون والآبار وغيرها.
    وتتعدد النماذج النحاسية في المتحف لتشمل الدلو المستخدم لتخثير اللبن فالقدور والصحون المزخرفة والطاسات المخصصة لشرب الماء ويمكن للزائر أن يتعرف في هذا القسم على منقل تسخين الطعام وطاحونة القهوة اليدوية ومحمص البن إلى جانب أدوات الإنارة المختلفة من السراج إلى ضؤ الكاز فالقنديل والفانوس.
    رنا رفعت
يعمل...
X