Announcement

Collapse
No announcement yet.

الحلبي محمود الرفاعي المؤلف والمؤذن مؤسس الموسيقا والغناء في حلب

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • الحلبي محمود الرفاعي المؤلف والمؤذن مؤسس الموسيقا والغناء في حلب


    الفنان الحلبي (( محمود الرفاعي)) المؤلف والمؤذن
    مؤسس الموسيقا والغناء في حلب




    الموسيقا والغناء في حلب... قديماً

    إن البحوث التقليدية التي حللت ودرست النظريات الموسيقية لم يرافقها كتب حول الأعمال الموسيقية أو مجموعات من المقطوعات الموسيقية، وذلك بسبب غياب نظام التدوين، كان عازفو الآلات الموسيقية يأتون من طبقات المجتمع المتدنِّية، على الرغم من أن بعض الرجال ذوي المكانة العالية، وبعض الشيوخ الصوفيين كانوا يؤلفون الموسيقا، ويعزفون على الآلات لغاية الاستمتاع الشخصي والإلهام الروحاني.
    إنّ التقليد الموسيقي المحلي كان مشتركاً بين جميع فئات المجتمع، وكان الميسورون يقيمون حفلاتهم بالاستعانة بنفس الفرق الموسيقية ( النوبات) التي كانت تعزف أمام العامة، الفرق الموسيقية كانت تتألف من أعضاء ينتمون إلى جماعات دينية مختلفة، حتى الألحان المستعملة في الصلاة والأناشيد الدينية للطوائف الثلاث، كانت تعتمد على نفس النظام الموسيقي العربي الذي يُعرَف بالمقامات، والذي كان أيضاً أساس التأليف الموسيقي الدنيوي، ( عندما كان محمود الرفاعي، توفي عام 1760م، يرفع صوته بالموسيقا الجميلة بأذان الصلاة للمسلمين، كان بعض الناس حتى من غير المسلمين، يجتمعون في الشوارع المجاورة لسماع صوته والاستمتاع به).
    يرتاد المقاهي أشخاص من جميع الطبقات، وتوجد في بعض المقاهي الكبيرة غرف أنيقة لتسلية الزبائن، بالإضافة إلى فرق موسيقية، وعرض لخيال الظل، وراوٍ في ساعات مختلفة من اليوم.
    تواصل الفرقة الموسيقية التي تتألف من مطرب وعدد من العازفين عملها لمدّة تزيد على الساعة دون توقّف، وتنتقل من أغنية إلى أخرى دون فواصل، ويتمتع الحلبيون بشكل عام، بأذن موسيقية مرهفة، وهم مغرمون بالموسيقا، وتوجد لديهم تسمية فنية للنوطات والمفاتيح المختلفة، إلا أنه لا يوجد لديهم موسيقا مدونة، وهم يتعلمون الألحان والأغاني بالسّماع، ويحفظونها بالذاكرة، وينقلونها إلى الآخرين بنفس الطريقة التي تعلَّموها بها، ويختلف السلّم الموسيقي العربي في تقسيمات الفواصل كثيراً عن السلّم الأوروبي، ولا توجد عندهم موسيقا منفردة، بل أن العازفين في الفرقة يعزفون دائماً بشكل جماعي، إلا أنه تحصل الأصوات والآلات في بعض الأحيان على راحة فواصل موسيقية عديدة يحرصون على التمسك بها بدقة كبيرة.
    تنقسم الآلات الموسيقية إلى نوعين: عسكرية صاخبة، مخصَّصة للميدان، وأخرى أقل ضجيجاً، وموائمة للعزف، وتتألف آلات الفرقة العسكرية من المزمار، الذي يكون أقصر وصوته أكثر حدّة من المزمار الأوروبي، والبوق، والصنج، وطبل كبير الحجم، يُقرع الجزء الأعلى منه بعصا طبل ثقيلة، ويقرع الجزء السفلي في الوقت نفسه بلطف بعصا صغيرة جدّاً، كما تحتوي الفرقة على طبول أصغر بكثير يقرع عليها بنفس طريقة « النقارة »، وتوجد تسعة طبول كبيرة في فرقة الباشا، الصدر الأعظم، وثمانية في فرقة الباشا ذي الذيلين، وعدد الآلات الأخرى غير محدّد بدقة، وتعزف الفرقة الموسيقية التابعة للقصر، التي تكون أصغر بكثير من فرقة الباشا بانتظام مرتين في اليوم في داخل السور، كما تعزف فرقة الباشا مرتين في اليوم في باحة السراي، وتُقسِّم المعزوفة التي تعزف لمدّة تزيد على نصف الساعة، إلى ثلاثة أقسام دون تمييز فواصل التوقف، ويكون إيقاع المعزوفة بطيئاً في البداية، إلا أنه يتغير بالتدريج ليصبح سريعاً، وفي هذه الحركات يكون من المعتاد إدخال بعض الألحان الغنائية الدراجة. أمّا موسيقا الحجرة، فتتألف من أصوات يرافقها القانون والطنبور والكمنجة وطبلات صغيرة « دربكة «، والناي والدفّ أو الدائرة، ويصدر عن هذه الآلات عزف جميل، عندما تعتاد الأذن على هذه الموسيقا، وتعزف الآلات ألحاناً جميلة.
    يوجد بشكل خاص نوع من الغناء، يقع بين اللحن والتكرار، يُدعى « الموّال «، ويكنّ لـه عامة الناس تقديراً خاصاً، ويؤديه صوت واحد دون صحبة الآلات، ويمدّد المطرب صوته، بعد أن يضع يده خلف أذنه، ويكون موضوع الموال حزيناً ؛ يحكي عن شخص متعثر الحظ يندب غياب محبوبته، ويتذكّر الأوقات السعيدة، ويدعو البدر أو الليلة المضيئة ليشهدا على إخلاصه ووفائه، ويتوقف المطرب وقفات طويلة متكررة، وينتهز الفرصة لاستعادة أنفاسه، ويبدأ من جديد، وبقدر ما يغرم الحلبيون بهذا الموال، ثمة أجانب لا يقوون على سماعه، أو دون أن يندبوا نشاز الأصوات التي تكون غالباً قوية وواضحة وجميلة بشكل رائع.
    على الرغم من وجود عدد كبير من الألحان العربية، فإنه لا يوجد تنوّع كبير فيها، بل ثمة تشابه كبير في معظمها، موضوعها عن الحبّ، وأحياناً تكون مرحة، يؤديها صوت واحد أو عدّة أصوات، ترافقها عدّة آلات موسيقية، ويكون القانون عوضاً عن القيثارة. ويضبط الدف أو النقارة الزمن، وبعض الأغاني ممتع جدّاً، إلا أن الأصوات مرتفعة جداً خاصة الكورس.
    يبذل عدد قليل من النساء جهوداً لتحسين أصواتهن، وتنضمُّ بعض الشابات إلى الكورس، لكنهن سرعان ما يتسربن منه، لأنهن لا يعتبرن من اللياقة الاستمرار فيه، وينضم إلى الكورس أحياناً عدد من الأشخاص ممن يظنون أنهم مؤهَّلون لذلك.
    توجد آلات موسيقية لا يمكن قبولها في الفرق، منها المزامير الشائعة السيئة، بالإضافة إلى القربة، ويعزف عليهما أشخاص يدعون للعزف في الأعراس، وفي القرى يعزفون بطريقة سيئة للغاية، وكذلك على أطراف المدينة.
    تعزف فرقة موسيقية دون توقف تقريباً، في باحة المنزل، والماء يتدفق من النوافير، ويضع الخدم أزهاراً على عمائمهم، ويكون الضيوف في أبهى ثيابهم، وتغمرهم المتعة والبهجة، وينطبق ذلك على أصحاب الديانات الأخرى، أما المسلمون من الطبقة الراقية، فهم نادراً ما يتخلُّون عن مهابتهم في وجود أشخاص آخرين.
    تُحدِث النساء في احتفالاتهن ضجيجاً أكبر بكثير ممّا يحدثه الرجال، ويتألف كورسهن من عدد كبير من الأصوات، وغالباً ما تقاطعهن الزغاريد، وتنضمُّ إليهن الفتيات بمرح وحبور، ولديهن عازفات ومهرِّجات من جنسهن، بعضهن من القيّمات اللاتي يقمن بالعناية بهنَّ في الحمَّام.
Working...
X