آلة الناي الحزينة على عازفها الفنان الراحل ((عبد السلام سفر ))
مدخل :ألف رحمة على فناننا الراحل المبدع ورائد آلة الناي في سوريا مع بدر الدين حلبة
ونود أن نذكر أن الفنان الحمصي الراحل : غسان الكوسا كان قد تتلمذ على يدي الراحل عبد السلام سفر والذي أهداه طقم من النايات من صناعته وأبدع غسان من بعد أستاذه على آلة الناي وكثيرة هي الشخصيات الفنية الحمصية التي تتذكر غسان كوسا فألف رحمة للمعلم وللتلميذ من بعده
عبد السلام سفر - شرفات -مدخل :ألف رحمة على فناننا الراحل المبدع ورائد آلة الناي في سوريا مع بدر الدين حلبة
ونود أن نذكر أن الفنان الحمصي الراحل : غسان الكوسا كان قد تتلمذ على يدي الراحل عبد السلام سفر والذي أهداه طقم من النايات من صناعته وأبدع غسان من بعد أستاذه على آلة الناي وكثيرة هي الشخصيات الفنية الحمصية التي تتذكر غسان كوسا فألف رحمة للمعلم وللتلميذ من بعده
أحمد بوبس
تدين آلة الناي بالمكانة التي احتلتها في سورية منذ اربعينات القرن العشرين إلى عازفي الناي الكبيرين عبد السلام سفر وبدر الدين حلبة اللذين يعتبران أفضل عازفين على هذه الآلة في سورية ، ومن أفضل العازفين في الوطن العربي.
وعبد السلام سفرصنع تاريخاً مجيداً لآلة الناي .من خلال المستوى العالي في العزف الذي توصل إليه ، سواء في العزف الافرادي أو في العزف مع الفرق الموسيقية . وهو إضافة إلأى كونه عزفاً بارعاً على الناي ملحن ، له العشرات من الموشحات والأوبريتات والأناشيد الدينية .
بدايات الفنان عبد السلام سفر كانت منذ طفولته الأولى.وأول استاذله هو أمين البورزي الذي تتلمذ الفنان سفر عليه دون أن يلتقيه . وكان ذلك من خلال سماعه لاسطوانات البورزي التي تضمنت عزفاً منفرداً على الناي .بعد ذلك درس سفر الموسيقاعلى يد الموسيقي عمر البطش . فتعلم منه النظريات الموسيقية والمقامات . كما تتلمذ على يد فيليكس خوري .
أما البداية الفعلية التي جعلت من عبد السلام سفر عازفاً مرموقاً فكانت عام 1947 عندما عين مدرساً لآلة الناي في المعهد الموسيقي الشرقي الذي اسسه فخري البارودي .كما انضم إلى الفرقة الموسيقية لإذاعة دمشق التي كان يرأسها في ذاك الوقت فايز اسطواني ، إضافة إلى ممارسته لنشاطاته الموسيقية من خلال الأندية الموسيقية التس كانت مزدهرة في دمشق كنادي الفارابي والنادي الفني . وشكل عدداً من الفرق الموسيقية الصغيرة ( ثنائي وثلاثي ) مع بعض العازفين ، مثل عازف القانون عثمان قطرية ونصوح ومطيع الكيلاني . وأهم هذه الفرق الصغيرة الرباعي الذي ضم كلاً من عبد السلام سفر وعازف العود عمر النقشبندي وعازفي الكمان ياسين العاشق وعبود عبد العال .
بهذه النشاطات التي قام بها عبدالسلام سفر رسخ أقدامه كعازف ناب متمكن ، ليبدأ مسيرته الموسيقية بخطاً واثقة فيها الكثير من التجديد والابداع والابنكار
وتمكن عبد السلام سفر من آلة الناي دفعه إلى اجراء تطوير مهم على الناي المعدني ، فجعل له مقاساً واحداً ومواصفات موحدة . وقام بتأسيس فرقة موسيقية لآلة الناي فقط ، بدعم وتشجيع من فخري البارودي ضمن المسرح العسكري ، وضمت سبعين عازفاً ، لكنها لم تعمر طويلاً .
وإضافة إلى الناي عزف عبد السلام سفر على آلة الفلوت ، لكنه لم ينسجم معها ، لكونها غربية الطباع . أما آلة الناي فهي قريبة من صوت الطبيعة ، واهتزازاتها تدخل بسرعة إلى القلوب
وخاض عبد السلام سفر غمار التلحين ، ولكن بشكل محدود . فعندما تأسست فرقة أمية للفنون الشعبية في أوائل السنتينات ، كان عبد السلام سفر عازفاً للناي فيها . وكان مدير الفرقة آنذاك نجاة قصاب حسن . ولما كانت الفرقة بحاجة إلى اغنيات خاصة بها ، لتقدم على ألحانها رقصاتها الشعبية ، فقد تعاون الفنان سفر مع نجاة قصاب حسن على ايجاد مثل هذه الأغنيات . فكان قصاب حسن يكتب كلمات الأغنيات والاسكتشات ، وعبد السلام سفر يلحنها . ومن ألحانه للفرقة اوبريت ( وردة ) ( ولوحة البيدر) ، إضافة إلى العديد من الموشحات التي قدمت الفرقة على ألحانها رقص السماح .
ومن موشحاته للفرقة( أدر لنا الأكواب ) . وبعيداً عن الفرقة ، لحن العديد من الموشحات والقصائدالدينية . ومن أعماله الغنائية موشح ( يامرقص الوتر ) الذي غناه عدة مطربين آخرهم موفق بهجت في مهرجان الأغنية السورية عام1995 . ولحن العديد من التواشيح والقصائد الدينية ، منها 0مولاي ضاقت) لتوفيق المنجد ز ولحن لسليمان داوود عدة ومشحات دينية منه (يامن له الأمر) و(إلا ببابك) ولحمزة شكور (إلهي قد أتينا) و(إليك إله الخلق) ، ومن الموشحات الدينية التي لحنها (بذكرك ربي يطمئن فؤادي ). كما لحن عدداً من الأغنيات الطربية .
وعن المواصفات التي يجب أن تتوفر في عازف الناي يقول عبد السلام سفر( ينبغي أن يجيد العازف أداء اليالي والعتابا والميجانا . وإذالم يستطع ذلك ، فهو غير جدير أن يكون موسيقياً مهماً حصل على العلوم الموسيقيية . كما ينبغي أن يتحلى بالاحساس المرهف ، ليكون قادراً في عزفه على التعبير عن المشاعر الانسانية كالفرح والحزن والغضب والشجاعة . ويجب على العازف أن يكون دارساً لعلم النغم وعلم الايقاع ) .
استطاع الفنان عبد السلام سفر تحقيق سمعة عربية وعالمية طيبة . فقد زار العديد من البلدان العربية ، وأحيا فيها الكثير من الحفلات . وعمل مدرساً لآلة الناي في معهد الفنون الجميلة ببغداد . كما أحيا الكثير من الحفلات في هولندا وسويسرة والنمسا والصين وتركيا وفرنسا . ومن أهم حفلاته تلك التي أحياها عام 1992 في معهد العالم العربي بباريس ، ولاقت نجاحاً كبيراً أمام الجمهور العربي والفرنسي .
توفي عبد السلام سفر يوم السبت الثالث من تموز عام 1999..
Comment