إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

في ندوة (كاتب وموقف) فنانون تشكيليون يؤكدون توفر قيم ومعايير للعمل الفني

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • في ندوة (كاتب وموقف) فنانون تشكيليون يؤكدون توفر قيم ومعايير للعمل الفني

    فنانون تشكيليون يؤكدون في ندوة (كاتب وموقف)
    ضرورة
    فنانون تشكيليون يؤكدون للحكم على العمل الفني


    دمشق-سانا
    ناقشت ندوة "كاتب وموقف" التي عقدت في ثقافي أبو رمانة بدمشق تحت عنوان "قيمة العمل الفني التشكيلي إبداعا وتجارة" أهم القيم الفنية الواجب توفرها في العمل التشكيلي وموضوع تجارة الفن وذلك بمشاركة الفنانين التشكيليين عز الدين شموط ..ممدوح قشلان وغسان السباعي الذين تحدثوا أيضا خلال الندوة عن محطات هامة من تجاربهم الشخصية في هذا المجال .
    وفيما يتعلق بتحديد قيمة العمل التشكيلي أوضح الفنان عز الدين شموط أن العلاقة بين ما هو فني وما هو تجاري مشوشة في ثقافتنا المحلية مشيرا إلى ضرورة توفر عدة قيم ومعايير للحكم على العمل الفني كالقيمة الروحية والتاريخية والجغرافية والشخصية والمالية الثابتة والمتحركة والتعبيرية وقيمة المزاد العلني التي تتداخل مع بعضها أحيانا في لوحة واحدة.
    ولفت شموط إلى أن اللوحة التشكيلية تحولت إلى سلعة ثقافية منذ انسلاخها عن الجدار موضحا أن تجارة الفن بأوروبا مثلا مرت بفترات انتعاش تعكس درجة التأثير المادي والتجاري بالقضايا الثقافية والروحية والارتباط بين الانتعاش الاقتصادي والفني وأن الفنانين العظام كانوا عبارة عن حرفيين لهم ورش فنية خاصة ويهتمون بتسويق أعمالهم .
    في حين أكد الفنان ممدوح قشلان أن الفن تعبير عن الإنسان بوجوده ومطامحه وآماله وأن كل مجتمع له قيم يتداولها بالفن فضلا عن أن الفنان يعبر عن الفترة الزمنية التي يعيش فيها وبالتالي فإن القيمة التجارية للعمل الفني تتبع العصر الذي نفذت فيه.
    وفي هذا السياق رأى الفنان غسان السباعي أن العلاقة بين الفن والتجارة علاقة حديثة مؤكدا أن الفن سابقا لم يكن تجاريا وإنما تعبير عن الانسان وقيمه الروحية السامية كرسومات الكنيسة مثلا التي لم تكن تباع وارتبطت بالدين وأفكار المجتمع .
    وقال إن الخلاف هو حول المبلغ الذي يدفع للعمل الفني وما إذا كان يساوي قيمته الفعلية مؤكدا أن هناك قوانين بأوروبا وأمريكا تشجع على شراء اللوحات وازدهار الحركة التشكيلية لافتا في هذا الإطار إلى انتعاش سوق الفن في سورية خلال السنوات الماضية من خلال وجود شريحة تحاول تشغيل أموالها سواء عن طريق بيع اللوحات أو غيرها.
    وختم الفنان عز الدين شموط في هذا الجانب من الندوة بالإشارة إلى أهمية توقيع الفنان وقدمه وشهرته في ارتفاع قيمة اللوحة التشكيلية مشيرا إلى أن الخلل بتجارة الفن بدأ منذ نهاية القرن التاسع عشر حتى نهاية القرن العشرين عندما أصبحت لعبة تجارة الفن تعتمد على معايير لاأخلاقية .
    واشار شموط إلى أن سورية أرض خام بالنسبة لتجارة الفن وتسويقه نتيجة انبثاق حركة فنية نشطة إلى جانب تكاثر صالات العرض والمقتنين والمهتمين بالفن التشكيلي .
    ثم تحدث الفنانون المشاركون عن تجاربهم الشخصية والصعوبات التي واجهتهم كفنانين في مجتمع كانت تقاليده تعارض الرسم والتشخيص حيث قدم الفنان قشلان بعض المقتطفات الهامة والمؤثرة في مسيرته الفنية كمعارضة عائلته المحافظة ممارسته الرسم في صغره وإصراره على المتابعة رغم استمرارهم بتمزيق أعماله الفنية فترة ثلاث سنوات فضلا عن ظروف دراسته للفن التشكيلي بإيطاليا.
    بينما عاد الفنان عز الدين شموط إلى بداية علاقته المادية بالفن في باريس عبر اشتغاله بعدة أعمال كبائع لجريدة اللومند ورسام بورتريه والعمل بمطبعة حجرية وأخيرا احتكاكه المباشر مع عالم الفن والمال وإطلاعه على العلاقات التجارية الإيجابية والسلبية أثناء عمله في غاليري فرنسي بأواخر السبعينيات.
    من جهته تحدث الفنان السباعي عن فترة دراسته الإعدادية وممارسته للفن بمدرسة التجهيز بإشراف أستاذين هامين هما صبحي شعيب و عبد الظاهر الباري لافتا إلى أهمية المناخ الثقافي المتوفر بمدينة حمص فترة الخمسينيات والتيارات الفكرية والاجتماعية والسياسية التي انتشرت بالعالم كمسرح اللامعقول واللاواقعية الاشتراكية وغيرها فضلا عن مرحلة التحرر والنهوض الوطني ودورها جميعا في صقل تجربته وإغناء ثقافته الفكرية والفنية.
    وأوضح السباعي أن فكرة بيع اللوحة لم تكن موجودة في فترة الخمسينيات حيث كانت اللوحات تقدم كهدية ولم يكن هناك سوق فني بالمعنى الحقيقي للكلمة.
    وكان الاعلامي عبد الرحمن الحلبي الذي أدار الندوة قد بدأ الجلسة بسرد لمقتطفات من كتاب الفنان عز الدين شموط قيمة العمل التشكيلي بين المال والجمال مشيرا إلى ان شموط يرى أن العمل التشكيلي كل مرتبط يتحد المحتوى فيه مع الشكل كاتحاد السبب بالمسبب ولا يكتفي بقيمته الذاتية كما لا يمكن اعتبار العمل التشكيلي كقيمة روحية غير مادية لأن الوجود المادي لهذا العمل شرط أساسي لوجود المعنى فيه .
    وأشار الحلبي إلى أن موقف الفنان شموط السابق يخالف رؤية أفلاطون عندما قال ان للجمال قيمة مطلقة لا يتم الوصول إليها إلا عن طريق الروح الخالدة.. خاصة أن شموط ينظر للعمل التشكيلي على أنه نظام متكامل من القيم مشدود بعوامل داخلية ذاتية وخارجية استماعية وثقافية وأن القيم التشكيلية فكرا وخيالا بحاجة إلى حامل مادي واقعي وطبيعي ملموس .
    نيفين الحديدي

يعمل...
X