إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

المسرحي الراحل سعد الله ونوس - يريد مسرحه حدثاً اجتماعياً وسياسياً يتم مع الجمهور

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المسرحي الراحل سعد الله ونوس - يريد مسرحه حدثاً اجتماعياً وسياسياً يتم مع الجمهور




    المسرحي الراحل سعد الله ونوس
    يريد مسرحه حدثاً اجتماعياً وسياسياً يتم مع الجمهور

    سعد الله ونوس المسرحي
    - منقول -
    لم يكن تأصيل المسرح هو الهم الذي أرق سعد الله ونوس المسرحي بقدر ما كان التواصل مع المتفرج، محاولة منه لبناء المجتمع، عن طريق تغيير أسسه وبنوده عبر قناة من أقنية الثقافة.



    فهو يقول: ( وقد كررت مراراً أني لم ألجأ إلى الأشكال الفنية التي لجأت إليها تلبية لهواجس جمالية أو لتأصيل تجربة المسرح العربي من الناحية الحضارية، وإنما لجأت إلى هذه الأشكال وجربتها، بحثاً عن تقاليد أكبر كنت أريد أن أتواصل مع جمهور واسع، وكنت أريد أن يكون مسرحي حدثاً اجتماعياً وسياسياً يتم مع الجمهور). والمهم عند ونوس أن يكون المضمون أداة تعليم وتنوير، عن طريق طرح القضايا التي تهم المواطن، دراستها، تحليلها بشكل يضيء الجوانب الخفية فيها ومن ثم يحفزهم على العمل لتغيير واقعهم نحو الأفضل وفي خضم ذلك أدرك ونوس أن نسخ التجارب المسرحية الأوربية لا نفع فيه وكذلك فإن الانكفاء على الذات والبحث عن الأصالة في التراث وحده يبدو ساذجاً المهم عنده أن نبدأ في تجريبنا من المتفرج ذاته. وهنا يكمن الفعل الثقافي الإبداعي عند ونوس طارحاً دور المثقف في المجتمع.
    بدأ سعد الله ونوس رحلته من تلك القرية الساحلية الجميلة (حصين البحر) فوق جبل يطل على الأفق الممتد عبر البحر اكتسب سعد النظرة الاستشرافية البعيدة ثم يذهب إلى المدينة طرطوس لنيل الشهادة الثانوية ومن ثم إلى القاهرة حيث درس في كلية الآداب قسم الصحافة سنوات 1959 – 1963، وعاد إلى دمشق ثم سافر في بعثة إلى فرنسا 1966 وعاد في الأيام الحزينة 1967، وكتب حفلة سمر من أجل ( 5 ) حزيران 1968 حيث نشرت للمرة الأولى في مجلة مواقف. حيث عرى فيها الهزيمة وشرح أسبابها بأن المجتمع منهار من الداخل يقول: "وأن أمضي في كتابة المسرحية لم أفكر بأصول مسرحية، ولا بمقتضيات جنس أدبي محدد. لم تخطر ببالي أية قضية نقدية كنت فقط أتصور وغالباً بانفعال حسي حقيقي، أني أعري واقع الهزيمة وأمزق الأقنعة عن صانعيها". وفي عام 1971 كتب مغامرة رأس المملوك جابر. وفي عام 1973 سهرة مع أبي خليل القباني. وفي عام 1978 الملك هو الملك ورحلة حنظلة.
    استلم رئاسة تحرير مجلة أسامة في دمشق ثم رئيس تحرير القسم الثقافي في جريدة السفير اللبنانية ثم حوصرت بيروت ووقف العالم العربي يتفرج على فض بكارتها. وحوصر سعد أيضاً هناك، فوقفت شقيقته سعده مزهولة للمشهد العام وبدأت تحيا القلق والخوف على سعد ماذا حل به كان الحزن يأكلها من الداخل شقيقها الوحيد ضمن الحصار بدأت تستذكر أيام الدراسة واستراحتهم عند شاطئ البحر والدمع يجول في عينيها القلقتين وعندما قرع باب بيتها ليلاً لتسمع صوته ينادي (سعده) افتحي الباب عادت لها الحياة سعد عاد أنه حي. وبعدها بدأ فترة من الصمت... وفي عام 1990 كتب مسرحية الاغتصاب التي أثارت جدلاً كبيراً في حينه. ذاك النورس المهاجر كان همه بحجم الوطن، فالوطن مصاب بالسرطان فأصيب سعد بهذا المرض الخبيث في عام 1992 "سرطان البلعوم". وبدأ رحلته مع المرض، حدد له الأطباء الفرنسيون مدة للمرض القاتل بستة أشهر وأن هذا الرجل سيفارق الحياة، لم يدركوا روحه المقاتلة والتي هي منتظرة رحلة مع الإبداع، لم يدركوا أن هناك زوجه تساعده على الانتصار فائزة التي وقفت ترعاه وتسهر عليه وتصارع معه المرض وطفلته الهادئة ديمة التي تطلب منه البقاء، وصديقه حسن الذي حدد له خيار الانتصار. فجن قلم سعد الله من جديد ليخط أروع الأعمال بعد توقف دام سنوات كان يختزن فيها الإبداع وبصيرة زرقاء اليمامة. وفي عام 1993 كتب يوم من زماننا ومنمنمات تاريخية. وفي عام 1994 طقوس الإشارات والتحولات وأحلام شقية. وفي عام 1994 عاوده السرطان في الكبد هذه المرة وبدأ دورة علاج طويلة في دمشق. تخلى عن عضويته في اتحاد الكتاب العرب، احتجاجاً على فصل الشاعر أدونيس من الاتحاد وقد صاحب هذا الفصل حملة ديماغوجية قوامها التزوير والتخوين واحتكار الوطنية، وقد دفعه ذلك إلى مساجلة هذه الحملة في عدة مجلات عربية. وفي عام 1995 يواصل العلاج مع متاعبه وأثاره الجانبية، يحاول الحضور في كل المناسبات التي تستدعي أن يتخذ المثقف موقفاً ويقول رأياً، وفي العام نفسه يكتب "ملحمة السراب". في عام 1995 ينتخبه المعهد العالي للمسرح التابع لليونسكو لكتابة الرسالة التي توجه إلى جميع مسارح العالم في يوم المسرح العالمي. يكتب الرسالة ويبعثها إلى المعهد حيث تترجم إلى الفرنسية والإنكليزية قبل نهاية العام. وألقيت هذه الكلمة من على مسارح العالم في يوم المسرح العالمي 27/3/1996 ترجمت الكثير من أعماله إلى الفرنسية والإنكليزية والروسية والألمانية والبولونية والأسبانية. في عام 1997 كتب "الأيام المخمورة". وتهافتت وكالات الأنباء عن اكتمال ترشيح سعد الله ونوس لجائزة نوبل للآداب وذلك عن ترشيح المجمع العلمي بحلب بسوريا، ثم أجمعت على صحة الترشيح الأكاديميتان الفرنسية والسورية، فأبلغت لجنة الجائزة إدارة اليونسكو للتربية والثقافة والعلوم لإبلاغ المسرحي الكبير سعد الله ونوس بنيله الجائزة. ولاحظ الذين كانوا في عيادة مرضه أنه لم يبتهج ولم يكترث لأن نيل الجائزة ليس في دائرة أحلامه، وسرقه الموت بعد أيام قليلة من هذا الخبر فلم ينل الجائزة. وهنا أريد أن أتطرق إلى ثلاث نقاط هامة: الأولى: هي أنه آن الوقت لنعيد لهذا الكاتب المفكر المسرحي سعد الله ونوس عضويته في اتحاد الكتاب العرب وخاصة أنه كان يعي أن دور المثقف في الدفاع عن قضايا مجتمعه وليس التهرب منها والتزلف لأي كان وهذا واضح في "منمنمات تاريخية"، وكان تعبيره بأن تخليه عن عضويته في الاتحاد كان على الموقف المتخذ بحق أدونيس بشكل غير ديمقراطي وتعسفي وتبقى هذه وجهة نظر، ومن حق هذا الكاتب علينا إعادة عضويته له فهو شرف وفخر لنا. الثانية: هي دعوة جميع المثقفين في سوريا للبدء بإعداد حملة وطنية لمدة عام كامل لإعادة حق سعد الله ونوس في جائزة نوبل للآداب. كون أن أعماله هي التي رشحته لنيل هذه الجائزة وهي خالدة ومستمرة، ولم تمت بموته. فهل نفعل؟ الثالثة: إعادة المهرجان الاحتفالي بالمسرح والثقافة الذي كان يقام في قريته (حصين البحر) فهل يعاد هذا المهرجان بالتنسيق مع السيدة فائزة جاويش حرم الراحل سعد الله ونوس، وأصدقاء سعد الله؟ أتمنى (عند سعد الله لنلتقي) بذكراه السنوية. كلنا محكومون بالأمل وما يحدث اليوم لا يمكن أن يكون نهاية التاريخ.
يعمل...
X