إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الرياح في الصحاري أفعالها وعوامل نحتها وتعريتها بالصحراء

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الرياح في الصحاري أفعالها وعوامل نحتها وتعريتها بالصحراء

    الرياح في الصحاري أفعالها وعوامل نحتها وتعريتها بالصحراء
    فعل الرياح في الصحاري
    الرياح ظاهرة عالمية تنشر في كل أرجاء الأرض ، ولكنها لا تصبح عاملا مشكلا لسطح الأرض إلا حيث تسود القحولة والجفاف .
    فالغطاء النباتي يكسر حدة احتكاك الرياح ويحمي الأرض من تأثيرها . وتبعا لذلك فإن المناطق الفقيرة في نباتها أو الخالية منه ، أي الصحاري وأشباه الصحاري هي التي تتعرض لفعل الرياح كعامل تعرية . ففيها تكثر المواد التي فتتها فعل التجوية فيسهل على الرياح التقاطها وحملها أو دفعها واكتساحها .
    أما في المناطق الرطبة فإن الغطاء النباتي يحمي التربة . كما تعمل ذرات الماء على تماسك حبيباتها فيقل تبعا لذلك فعل الرياح كعامل تعرية .

    الرياح كعامل نحت
    حينما تكون الرياح نقية خالية من الرمال والغبار يصبح تأثيرها كعامل تعرية محدود للغاية أو معدوما مهما بلغت قوتها . ومن ثم فلابد لها من فتات صخري تنقله، ويكون لها بمثابة معاول هدم تؤثر بها في الصخور فتصقلها وتنحتها ، وتتضح هذه الظاهرة في الجهات الصحراوية التي تخلو من الرمال .
    ففي صحراء مصر الشرقية تغطي السطح قشرة رقيقة متصلبة لا يتعدى سمكها ملليمترا واحد ، وهى من الرقه بحيث يستطيع إصبع اليد اختراقها بسهولة، وتوجد أسفلها مواد ترابيه هشة من السهل تحريكها ، لكن الرياح لا تقوى على حملها نظرا لوجود الغشاء الملحي الذي يغطيها ويحميها من تأثير الرياح ، ولعدم وجود رمال مكشوفة يمكن للرياح حملها واستخدامها في تمزيق هذه القشرة الصلبة .
    يتضح تأثير هذين العاملين عندما تهب العواصف الشديدة ، إذ أن الجو يبقى خاليا من الغبار ، ومن ثم فلابد للرياح من حمولة رملية تساعدها على القيام بوظيفتها كعامل نحت ، وهذه الحمولة تجهز لها عمليات التجوية ، ويتوفر هذا العامل (وجود الرمال) في صحراء مصر الغربية ، فهنا تستطيع الرياح بما تحمله من رمال أن تمزق القشرة الملحية المتصلبة ، وتنفذ إلى ما تحتها من رمال وغبار فتذرية ، وسرعان ما يغير الجو حتى ولو كانت الرياح ضعيفة ، وتهب على الصخور فتصقلها وتخلع عليها أشكالا جديدة وعلى الرغم من أن سرعة الرياح تفوق سرعة الأنهار بكثير ، إلا أن الهواء أقل كثافة من المياه الجارية .
    ولا تتحرك الرياح عموما في مسار ضيق محدود ، كما هي حال مياه النهر ، ولكنها تهب على مساحة كبيرة فتصقلها ، وتلائم نفسها بالبيئة التي قد تتميز باختلاف في طبيعتها وتباين في ارتفاعها .
    وتتفوق الرياح على الجليد المتحرك والماء الجاري في قدرتها على مقاومة الجاذبية الأرضية ، فهي تتحرك صعدا إلى قمم المرتفعات ، وتهبط إلى أسافلها ، وهى في مشارها لا تتقيد بانحدار معين ، ولهذا لا يمكن للبيئة الطبيعية التي تشكلها الرياح أن تظهر في صورة الأودية ، لكنها تتطور إلى مظهر البيئة الحوضية وعندما تقابل الرياح عائقا فإنها تحتجز أمامه فتزداد عتقا وبينما تتوزع في ظهيرة فتضعف قوتها ومع هذا فإن قوة الرياح الهابطة تشتد فيما وراء العائق (ظل الرياح) إذا كان انحداره شديدا ويزداد تأثيرها كلما اشتد الانحدار .
    ويصبح دوام تأثير الرياح دون تأثير المياه الجارية في الأراضي التي تهب عليها الرياح بانتظام . فتأثير الرياح يتغير بالتباين في قوتها ، وفي اتجاهاتها ، وفي تكرر هبوبها ويزداد فعلها عندما تهب على دفعات ، وإلى جانب الرياح السطحية السائدة هناك التيارات الهوائية الصاعدة أو الدوامات الهوائية التي تتميز بقدرة كبيرة على الحمل صعدا . ويشتد تأثير الرياح في الأجزاء السفلي من الكتل الصخرية البارزة نظرا لأنها لا تقوى على رفع الفتات الصخري إلى علو كبير .
    وتشاهد هذه الظاهرة في الصحاري المصرية فنجد الأجزاء السفلي في أعمدة التلغراف وقد تآكلت وصقلت بفعل الرياح دون أجزائها العليا
    من هذا نرى أن فعل الرياح كعامل نحت يتوقف على سرعتها وقوتها وطبيعة هبوبها ، وعلى مقدار ما تحمله من رمال ، ثم على طبيعة الصخر الذي تؤثر فيه ، إن كان لينا هشا أو صلبا مندمجا .


    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــ


يعمل...
X