تويت
كان سلمان الفارسي أحد الناس الذين تمكن الايمان من قلوبهم فقد كان يعيش مع أبيه في أحد قبائل الجزيرة العربية و كان هو و وقومه على ضلالة وكان أبوه يعرفه عاقلا لذلك لم يكن يدعه يخرج من البيت و لكن في مرة من المرات فكر أبوه أن يخرجه لوحده ليعرف ما في البلاد من خير و شر فمر على كنيسة من الكنائس فأعجبه دينهم و ظل واقفا يتفرج عليهم حتى قلق أبوه عليه لتأخره وعندما عاد إلى البيت قال له ابوه ما الخطب فروى عليه ما حدث و قال و الله إني نويتها فقال له أبوه ويحك أترغب عن آلهة آبائنا الأولين؟ قال له والله انكم على ضلالة فحبسه ابوه في حجرة خارج البيت و علم ان مكان الدين في الشام فقال لأحد الشباب بأن يعلمه بأول قافلة للشام فذهب مع اول واحد ولما وصل طلب من اهل الشام ان يدلوه على أفضل عالم بالدين النصراني فدلوه وكان العالم يأكل الصدقات فلما انس الموت طلب منه سلمان أن يدله على عالم اخر فدله فكانت الامور تتكرر حتى وصل الى عاشر عالم قال له عند موته اذهب الى المدينة فذهب مع قافلة للمدينة مع يهود وقالو له ما تعطينا قال لهم هاتان البقرتان فضاق بهم الحال في الطريق فغدرو به وباعوه لعرب متجهون للمدينة ايضا فلما وصل كان النبي صلى الله عليه و سلم لم يصل للمدينة وسمع اليهود يتكلمون عنه بأنه قادم ففرح وعندما قدم أحب ان يجربه بأن يقدم له صدقة و أن يكلفه بتوزيعها ونظر اليه يأكل منها ام لا فقال له لما لا تأكل فقال له صلى الله عليه وسلم ليست من حقي فقال له والله انك احق الناس بأن تكون أفضل من أتبع فاتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم و نهجه ضل الايمان صافيا في قلبه وعند مماته قال لزوجته انقعي المسك في الماء واكبيه عليا فإن عندي ضيوفا لا يأكلون الطعام بل يحبون الطيب و الرائحة الطيبة وكان فقيرا فعندما جاءه مصعب بن عمير و هو على فراش الموت فظل يبكي قال له مصعب ما يبكيك قال له ابكي على ما تركت من خير كثير فنظر فلم يجد شيئا يستحق قال له مصعب ما قصدك قال له الايمان في نفوس المؤمنين ومااااااااات فلماذا لا نجعله قدوة لنا
