إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ستنضم محافظات حماة وإدلب واللاذقية لقائمة المحافظات الخالية من الأمية العام الجاري بعد طرطوس

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ستنضم محافظات حماة وإدلب واللاذقية لقائمة المحافظات الخالية من الأمية العام الجاري بعد طرطوس

    بعد طرطوس.. توقعات بانضمام حماة وإدلب واللاذقية لقائمة
    المحافظات الخالية من الأمية العام الجاري..
    مساعٍ للوصول إلى سورية خالية من الأمية بحلول 2015



    دمشق-سانا
    تشير كثير من الدراسات والإحصائيات إلى أن مردود التعليم الأساسي يعطي خمسة أضعاف مردود الاستثمار الصناعي وأدركت سورية منذ سبعينيات القرن الماضي أن الاستثمار في التعليم هو الاستثمار الأمثل والأكثر عائدية في المستقبل.
    وجاءت مشاركة السيدة أسماء الأسد قبل أيام في الإعلان عن تحرر آخر دفعة من النسوة من الأمية في طرطوس لتؤكد الاهتمام على كل المستويات في التخلص من الأمية إضافة لأهمية العلاقة بين التعليم والنمو الاقتصادي حيث دلت تجارب السيدات المشاركات في الاحتفالية على قدرتهن في خلق الفرص التشغيلية بعد أن تحررن من أميتهن وتابعن تحصيلهن التعليمي.
    واستطاعت حسنة أن تفتتح مشروعاً صغيراً في قريتها القريبة من مدينة طرطوس وأن تصبح معيلة لأسرتها بعد أن محت أميتها وهي في الخمسين حيث أصبحت الآن قادرة على إدارة مشروعها دون أن تحتاج إلى مساعدة من أحد.
    كذلك كان حال زينب عباس التي قضت على أميتها واستطاعت أن تحصل على الثانوية العامة قبل أن تلتحق بصفوف المعهد الصحي وتتخرج فيه لتعمل قابلة قانونية وتسهم في مساعدة أسرتها وتتابع حالياً تحصيلها المعرفي بدراسة اللغتين الإنكليزية والفرنسية لمساعدة ابنها في دراسته ورويت في الاحتفالية قصص نجاح كثيرة لسيدات لم يقف العمر حائلا دون تحررهن من الأمية والدخول الى سوق العمل.
    وفي الوقت الذي يتحدث فيه "تقرير المعرفة العربي لعام 2009" عن جوانب الخلل المعرفي بشكل عام فإن هناك نماذج عربية إيجابية حيث طورت سورية منظومة التعليم بحيث يكون متوافقاً مع متطلبات العصر كما سعت لتوطين التكنولوجيا وإقامة اقتصاد المعرفة وتمكين المرأة إذ زادت الموازنة الاستثمارية التعليمية على نحو ملحوظ.
    وأسهمت القوانين التي سنتها الحكومة في الأربعين سنة الأخيرة في خفض أعداد الأميين الذين كانوا يشكلون نحو 70 بالمئة من أعداد السكان بينما لاتتجاوز نسبتهم حالياً خمسة بالمئة ومن هذه القوانين القانون رقم 7 لعام 1971 الذي أتاح لهيئات المجتمع المحلي والرسمي المساهمة في برامج محو الأمية ولعب دور فاعل في مكافحتها كما أسهم قانون التعليم الإلزامي لعام 1981 في وقف تسرب الطلاب من المدارس.
    وتشير الأرقام إلى ارتفاع نسبة التحاق الاطفال ضمن الفئة العمرية 3-5 سنوات من 3ر11 بالمئة عام 2005 إلى 12 بالمئة عام 2008 وفي مجال التعليم الأساسي من 82 بالمئة إلى 93 بالمئة للفترة نفسها والتعليم العالي من 17 بالمئة إلى 6ر25 بالمئة وهو أعلى من المخطط.‏
    وفي إطار الخطة الوطنية للقضاء على الأمية تتوقع مديرية تعليم الكبار في وزارة الثقافة انضمام ثلاث محافظات أخرى هي حماة وإدلب واللاذقية الى باقي المحافظات الخالية من الأمية مع نهاية العام الجاري لتصبح نصف المدن السورية خالية منها.
    وقال مسؤول في هذه المديرية عبد الفتاح العبيد لنشرة سانا الاقتصادية إن الوزارة تسعى حالياً لإخلاء المحافظات الكبيرة التي فيها نسب أمية كبيرة من خلال خطة لتقسيمها إلى مناطق جغرافية واجتماعية وسكانية لافتاً إلى أن الخطة تهدف إلى إخلاء سورية من الأمية للفئات العمرية بين 15 و45 سنة خلال الخطة الخمسية الحادية عشرة.
    وأكد العبيد أنه إلى جانب العمل على القضاء على الأمية الأبجدية هناك برامج لدى الوزارة لما بعد الأمية تتضمن التعلم الذاتي والتعلم عن بعد والتعلم المجتمعي يتم خلالها تعليم المهن حسب الواقع الاجتماعي لكل منطقة مبيناً أنه تم البدء ببرنامج لتعليم الكمبيوتر في المحافظات التي أخليت.
    بدوره أوضح رئيس دائرة تعليم الكبار في طرطوس علي عبد الرحمن أن الدائرة استطاعت أن تقيم بعض دورات التأهيل في مجال التنمية البشرية وربط التعلم ببعض المهارات مبينا أن الخطة المقبلة تتضمن الاهتمام بالتنمية مثل اقامة دورات في مجال المعلوماتية وتحقيق التنمية الصحية والسكانية واللغوية في المجالات كافة.
    وأسهمت التسهيلات الكبيرة التي منحت للمتحررات في الدخول الى سوق العمل حيث يمكن لهذه الشريحة التقدم للامتحان مرتين في العام خلال شهري تموز وتشرين الثاني على مستوى الصفين الخامس والسادس ومن تجتاز هذا الامتحان تستطيع أن تتقدم إلى شهادة التعليم الأساسي ليتم قبولها بشكل كامل ما شجع عدداً من السيدات على متابعة تعليمهن كـ سميرة حسين التي أنهت دراستها الثانوية وحصلت بعدها على شهادة معهد علمي وبدأت بالتدريس كذلك الهام سليمان التي انتسبت إلى إحدى دورات محو الأمية إلى أن حصلت على الثانوية العامة الفرع العلمي ودرست بعدها في قسم الرياضيات لتصبح معلمة حيث تعطي طالباتها علامة إضافية إذا استطعن أن يقنعن إحدى الأميات بالتقدم إلى دروس محو الأمية.
    وقدر المكتب المركزي للإحصاء نسبة الأميين في سورية العام الماضي بنحو 5 بالمئة من عدد السكان الذين تتجاوز أعمارهم 15 سنة "إجمالي عدد السكان نحو 21 مليونا" مؤكداً أن معدل انتشار الأمية ينخفض بنسبة 8 بالمئة سنويا وهذا سيؤدي بدوره إلى اختفائها بحلول 2015.
    ويعرف الأمي بأنه الفرد الذي بلغ سن الـ 18 ولا يعرف القراءة والكتابة وفيما احتفلت أربع محافظات بخلوها من الأمية لا تزال بعض المحافظات الشرقية تسجل نسباً مرتفعة تفوق 8 بالمئة بحسب تقرير المكتب.
    وأكد التقرير ان نسبة الأمية في الريف تفوق ما هي عليه في المدن ويظهر أن المهن الزراعية تستقطب أعلى نسبة من الأميين 58 بالمئة فيما تحظى المهن الأخرى بنسبة أقل تتراوح بين 9 و13 بالمئة.
    ويشكل اختيار تكريم الأمهات اللواتي تخطين دورات محو الأمية دافعاً للأخريات للتعلم طالما أن نسبة الأمية بين النساء أكثر من الذكور وفقاً لتقديرات المكتب حيث تتوزع في المدن بنسبة 3ر9 بالمئة للذكور و 8ر17 بالمئة للإناث وتصل في الريف إلى 16 بالمئة للذكور و 1ر35 بالمئة للإناث.
    ويرى اقتصاديون انه لكي تنعكس هذه التحولات التي تشهدها سورية في مجال التعليم على البنية المجتمعية الاقتصادية لابد من إعداد مرصد وطني لدراسة التحولات الفعلية في بنية القوى العاملة وربط الجامعات ومراكز التدريب باحتياجات السوق ومتطلباتها مع تفعيل عمل القطاع الخاص في مجال التدريب والتأهيل.
    سمر ازمشلي
يعمل...
X