إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الرواية العربية و مستقبلها بعد رحليل عمالقتها - 1- د.نضال الصالح

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الرواية العربية و مستقبلها بعد رحليل عمالقتها - 1- د.نضال الصالح

    مستقبل.. الرواية العربية بقلم:د.نضال الصالح




    لم تكن العلامة اللغوية التي صدّر بها د. علي الراعي مقدّمته لكتابه: "الرواية في الوطن"، أي: "المجد للرواية العربية"، تثميناً للإنجازات الكبيرة التي حققتها تلك الرواية فحسب، بل تثميناً أيضاً للدور الذي نهضت به في الحياة الثقافية العربية من جهة، وللمكانة التي شغلتها في الوعي الجمعي العربي من جهة ثانية.‏
    "المجد للرواية العربية! لقد جعلها أفضل المبدعين فيها لسان حال الأمة، وديواناً جديداً للعرب"(1)، فمن أعمال الرواد الأوائل في النصف الثاني من القرن التاسع عشر إلى نهاية القرن العشرين والسنوات الثلاث الأولى من الألفية الثالثة قطعت الرواية العربية أشواطاً طويلة في طريق التأسيس والتأصيل لجنس أدبيّ عربي حديث، وحققت خلال ذلك إنجازات شديدة الغنى والتنوّع، وأثبتت كفاءتها العالية في تجديدها لنفسها دائماً، وفي مساءلتها لأدواتها وتقنياتها، وفي مغامراتها الجمالية التي مكّنتها، دائماً أيضاً، من إحداث تواز مستمرّ بين محاولات مبدعيها البحث عن كتابة روائية لها هويتها الخاصة بها، ومحاولات هؤلاء المبدعين أنفسهم بآن لمواكبة إنجازات السرد الروائي في الأجزاء الأخرى من الجغرافية الإبداعية.‏ ولعلّ أبرز ما ميّزها طوال تاريخها ليس مواكبتها لمختلف المدارس والتيارات والاتجاهات والفلسفات الوافدة فحسب، بل تمرّدها أيضاً على الثابت والمستقّر من القيم والتقاليد الجمالية التي ما إن كانت تذعن لها لوقت حتى كانت تبتكر بدائلها المناسبة التي غالباً ما كانت تحمل بذور فنائها في داخلها، صائغة بذلك سمة تكاد تكون وقفاً عليها من المشهد العالمي، وإلى حد بدت معه ومن خلاله فعالية إبداعية مفتوحة ومشرعة على احتمالات غير محدودة، ودالّة على قابلياتها الكثيرة للهدم والبناء دائماً، وعلى امتلاكها ما يؤهلها للتجدّد والتطوّر دائماً أيضاً.‏ ولئن كانت هذه السمات جميعاً، وسواها، هي ما جعل تلك الرواية الجنس الأدبيّ الأثير إلى جمهور القراء، على الرغم من حمّى الإقصاء الذي مارسته، ومات تزال، وسائل الاتصال الحديثة لمختلف أشكال الكتابة،فإنها هي أيضاً ما يؤشر إلى أنّ هذه الرواية نفسها هي فنّ المستقبل بامتياز كما كانت الفنّ الإبداعي المميّز في النصف الثاني من القرن العشرين خاصة بامتياز أيضاً. وليس أدلّ على ذلك من وعي عدد غير قليل الروائيين العرب، كما أثبتت نصوصهم، أنّ كل تحول في حركة الواقع يستلزم تحوّلاً في الوعي الجمالي، وليس أدلّ عليه أيضاً من بزوغ أصوات جديدة دائماً مثّلَ عددٌ منها علامات في التجربة الروائية العربية من جهة، وبدايات لإيقاع جديد أو لمنعطف جديد في هذه التجربة من جهة ثانية.‏

يعمل...
X