Announcement

Collapse
No announcement yet.

أندى يوسف الخطيب - غيابك حضور..بذكرى الأديب يوسف الخطيب

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • أندى يوسف الخطيب - غيابك حضور..بذكرى الأديب يوسف الخطيب

    غيابك حضور..
    أندى يوسف الخطيب
    على صفحات دفتر في مكتبه المنزلي، وبين مجموعة كتبه وأوراقه، بدأ أبي خطّ يوميات النكبة الفلسطينية، بخط جميل أضافت عليه رعشة يده في سنواته الأخيرة ثباتاً وقوةً وألماً. عثرنا على هذا الدفتر بعد وفاته بأسابيع قليلة، حيث ما كان يخرج أحدنا من غرفة مكتبه حتى يدخل الآخر، في حالة من الشوق والحنين...
    كم كانت صفحات الدفتر تشبه حياته، أمل بعده ألم، انتصار ثم نكبة فإصرار. كم كانت يوميات الدفتر تشبه جلساتنا معه، جلسات تطول لساعات ندخل فيها عالم ذاكرته بأسماء وأماكن يحدثنا عنها لساعات، نخرج من زماننا ومكاننا وندخل عالم ذكرياته بصوته.. وصلنا في دفتره إلى يومٍ لم يشأ أن يدون نكبته ولا أن يدون ما بعده، يومٍ أراد به أن يتوقف فيه الزمان، بدأ برأس الصفحة مؤرخاً 16 حزيران 1948 واكتفى بذلك.. فقدت الشعور والذاكرة والإحساس حين قرأت التاريخ، يوم واحد بثلاثة وستين عاماً... 16 حزيران، مرةً أردتَه يوماً لتنهي تدوين ذاكرة النكبة، ويوم أريد لنا أن نفارق قلمك مرة واحدة وإلى الأبد وتصبح حياتنا معك مجموع ذكريات.. آه كم أحببت الدفتر وكرهت التاريخ وتخيلت للحظة، ماذا لو تابع الكتابة ولم يتوقف عند 16 حزيران، ماذا لو وجدت الدفتر قبل ذلك ومزقت تلك الورقة البيضاء.
    اليوم، وبمرور عامه الأول، لم يعد هناك «ماذا لو»، بل هناك الكثير من الدفاتر والأوراق التي وجدناها لاحقاً، يبدأ الكتابة بها ويتوقف، فكرة هنا وخاطرة هناك، كلها سطور لم نقرأها من قبل ولم نعرف عن نيته بإنجازها أبداً، في بعضها رسائل لنا ولكن في مجموعها رسالة واحدة لنا، «اعملوا»....
    عامك الأول يا أبي بدى طويلاً بغيابك وقصيراً جداً على أن نعتاد فراقك، ولكن عامك الأول وكل 16 حزيران من كل عام سيكون لنا عهد مع أنفسنا بالاستمرار.. كيف لا وأنت المتمثل شعرك:
    سر حثيثاً إلى دنى أحلامك
    فالثواني تفر من أيامك
    وأذب شمعة الحياة عطاءً
    لا تدع للتراب غير عظامك
Working...
X