[justify]أعتبرُ كل من يبدع الفكرة المعقولة ، أو ينبض قلمه أو إحساسه بالفن الراقي والنبيل ويسعى إلى نقل ذلك عبر المحمولات المختلفة إلى الناس ، مثقفا ً، سواء كان كاتبا أو موسيقيا أو مسرحيا أو مفكرا ..ذلك أن المثقف هو من يكتمل لديه الوعي بواقعه عن طريق المعرفة العلمية ..و يكتظ لديه الإحساس بضرورة المشاركة في صياغة محيطه الاجتماعي ثقافيا وأخلاقيا وسياسيا …المثقف إذن وعي اجتماعي ودور اجتماعي …غير أن الذي يتناقض مع هذا الوضع هو ..ما يسمى بالإدارات الثقافية التي تشرف على حظوظ الثقافة والنشاط الثقافي في البلاد العربية خاصة ..أي أولئك الذين يوكل لهم أمر تحديد مفهوم الثقافة والمثقفين والنشاط الثقافي{عمليا} …والبرامج الثقافية واستراتيجيات العمل الثقافي ومنهجه ….وهم في الأغلب الأعم غير موهوبين ولا معنيين بالإبداع بجميع مجالاته … وإنما هم إداريون تحكمهم شروط بيروقراطية عديدة ، وتحدد السياسة أو المزاج أو الميل تصوراتهم وحركتهم ولذلك يشقى المثقف الذي لا يدخل تحت أجنحتهم البيروقراطية ولا يتملقهم أو يتملق مستعمليهم ، يشقى …لأنه سوف يقوم بدور يخرج عن كرامة المبدع وشرف الكلمة وخُلق الكاتب أو الفنان … يشقى لأنه سوف ينافق ويصانع ويتملق … من أجل حضور مشهد أو ديكور ثقافي يغلب عليه الابتذال والتسخيف لما فيه من إهمال لدور المثقف واستهتار بقيمة الكلمة … فيصبح المسؤول الإداري أو غيره هو المثقف ويصيرالمبدع مجرد ماسح لهذره وملمع لصورته … في احتفالية تضحك على الذقون وتشحن الغوغاء للهتاف باسم الموهوب سيد المثقفين وولي نعمتهم وواهب الحياة للكلمات والأشياء
هذه حال الثقافة في العالم العربي في الأغلب الأعم … ولذلك يظل الكثير مما يبدو من أسماء مغشوشا ليس لأنه مثقف تابع أو متملق ، ولكن لأنه يقتل الحاجة إلى التغيير ويعمّي على الأصوات الحقيقية والمواهب الصادقة ويكرس منطق الصمت ليصيب المجتمع عموما بالركود والرداءة … ويظل المبدع الحقيقي خارج دوائر الضوء … مغضوبا عليه مشارا إليه بإصبع الاتهام .. أو بالمعارضة أو … المناوءة .. وتُطلقُ نحوه أيدي المعربدين عديمي الحس الأخلاقي والفني والذوقي بالتشويه والتشكيك والإرباك .. ويستغل أشباه المثقفين و”المبدعين” ذلك الفراغ الثقافي ليخوضوا فيه أبطالا ويغنموا ما تغدقه عليهم الإدارة الثقافية وغيرها .. من مال وترويج وتبشير إعلامي .. فتوصي وزارة الثقافة بطبع كتبهم على ” نفقتها ” ويُغطون واجهة الإعلام الرسمي بما يتقنون من فنون التزييف والتمييع والإلهاء والمديح… والخواء ..
وفي ظل ذلك تبقى الثقافة … رقصا وتهريجا وطبلا ومزمارا… ويبقى الوطن بذلك بعيدا عن الناس وعن همومهم ومشاغلهم … ويظل المثقف الحقيقي غريبا مهربا لكلماته ونشيده … وبعيدا أيضا عن وطنه ـ رغم إقامته فيه ـ … والجميع ينتظر مزاريب القدر الرحيم ليقضي الله أمرا كان مفعولا … وتظل سلطة الكلمة / الأمانة أقوى إلى ما شاء الله ..[/justify]
هذه حال الثقافة في العالم العربي في الأغلب الأعم … ولذلك يظل الكثير مما يبدو من أسماء مغشوشا ليس لأنه مثقف تابع أو متملق ، ولكن لأنه يقتل الحاجة إلى التغيير ويعمّي على الأصوات الحقيقية والمواهب الصادقة ويكرس منطق الصمت ليصيب المجتمع عموما بالركود والرداءة … ويظل المبدع الحقيقي خارج دوائر الضوء … مغضوبا عليه مشارا إليه بإصبع الاتهام .. أو بالمعارضة أو … المناوءة .. وتُطلقُ نحوه أيدي المعربدين عديمي الحس الأخلاقي والفني والذوقي بالتشويه والتشكيك والإرباك .. ويستغل أشباه المثقفين و”المبدعين” ذلك الفراغ الثقافي ليخوضوا فيه أبطالا ويغنموا ما تغدقه عليهم الإدارة الثقافية وغيرها .. من مال وترويج وتبشير إعلامي .. فتوصي وزارة الثقافة بطبع كتبهم على ” نفقتها ” ويُغطون واجهة الإعلام الرسمي بما يتقنون من فنون التزييف والتمييع والإلهاء والمديح… والخواء ..
وفي ظل ذلك تبقى الثقافة … رقصا وتهريجا وطبلا ومزمارا… ويبقى الوطن بذلك بعيدا عن الناس وعن همومهم ومشاغلهم … ويظل المثقف الحقيقي غريبا مهربا لكلماته ونشيده … وبعيدا أيضا عن وطنه ـ رغم إقامته فيه ـ … والجميع ينتظر مزاريب القدر الرحيم ليقضي الله أمرا كان مفعولا … وتظل سلطة الكلمة / الأمانة أقوى إلى ما شاء الله ..[/justify]
Comment