إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

عدد الجنات وأنها نوعان جنتان من ذهب وجنتان من فضة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عدد الجنات وأنها نوعان جنتان من ذهب وجنتان من فضة



    عدد الجنات وأنها نوعان جنتان من ذهب وجنتان من فضة
    مقالات - مقالات مختارة من كتب ابن القيم

    الجنة اسم شامل لجميع ما حوته من البساتين والمساكن والقصور وهي جنات كثيرة جدا كما, روى البخاري في صحيحه, عن أنس بن مالك أن أم الربيع بنت البراء وهي أم حارثة بن سرقة أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا نبي الله ألا تحدثني عن حارثة وكان قتل يوم بدر أصابه سهم غرب فإن كان في الجنة صبرت وأن كان غير ذلك اجتهدت عليه في البكاء قال: "يا أم حارثة أنها جنان في الجنة وإن أبنك أصاب الفردوس الأعلى"
    وفي الصحيحين من حديث أبي موسى الاشعري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "جنتان من ذهب آنيتهما وحليتهما وما فيهما وجنتان من فضة آنيتهما وحليتهما وما فيهما وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن ".


    وقد قال تعالى: (وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ) فذكرهما ثم قال (ومن دونهما جنتان). فهذه أربع وقد اختلف في قوله ( ومن دونهما )هل المراد به أنهما فوقهما أو تحتهما على قولين:
    فقالت طائفة من دونهما أي أقرب منهما إلى العرش فيكونان فوقهما .
    وقالت:"طائفة بل معنى من دونهما تحتهما قالوا وهذا المنقول في لغة العرب إذا قالوا هذا دون هذا أي دونه في المنزلة كما قال بعضهم لمن بالغ في مدحه أنا دون ما تقول وفوق ما في نفسك وفي الصحاح دون نقيض فوق وهو تقصير عن الغاية ثم قال ويقال هذا دون هذا أي أقرب منه والسياق يدل على تفضيل الجنتين الأوليين من عشرة أوجه أحدها: قوله: (ذَوَاتَا أَفْنَانٍ) وفيه قولان أحدهما أنه جمع فنن وهو الغصن والثاني أنه جمع فن وهو الصنف أي ذواتا أصناف شتى من الفواكه وغيرها ولم يذكر ذلك في اللتين بعدهما .
    الثاني قوله: (فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ) وفي الآخريين فيهما عينان نضاختان والنضاخة هي الفوارة والجارية السارحة وهي أحسن من الفوارة فإنها تضمن الفوران والجريان. الثالث: أنه قال (فيهما من كل فاكهة زوجان) وفي الآخريين (فيهما فاكهة ونخل ورمان) ولا ريب أن وصف الأوليين أكمل واختلف في هذين الزوجين بعد الاتفاق على أنهما صنفان فقالت: طائفة الزوجان الرطب واليابس الذي لا يقصر في فضله وجودته عن الرطب وهو متمتع به كما متمتع باليابس وفيه نظر لا يخفى وقالت: طائفة الزوجان صنف معروف وصنف من شكله غريب وقالت: طائفة نوعان ولم تزد والظاهر والله أعلم أنه الحلو والحامض والأبيض والأحمر وذلك لأن اختلاف أصناف الفاكهة أعجب وأشهى وألذ للعين والفم.
    الرابع: أنه قال (متكئين على فرش بطائنها من استبرق) وهذا تنبية على فضل الظهائر وخطرها وفي الأخريين قال (متكئين على رفرف خضر وعبقري حسان) وفسر الرفرف بالمحابس والبسط وفسر بالفرش وفسر بالمحابس فوقها وعلى كل قول فلم يصفه بما وصف به فرش الجنتين الأوليين .
    الخامس: أنه قال (وجنى الجنتين دان) أي قريب وسهل يتناولونه كيف شاؤا ولم يذكر ذلك في الآخريين السادس: أنه قال (فيهن قاصرات الطرف) أي قد قصرن طرفهن على أزواجهن فلا يرون غيرهم لرضاهن بهم ومحبتهن لهم وذلك يتضمن قصرهن أطرافهن أزواجهن عليهن فلا يدعهم حسنهن أن ينظروا إلى غيرهن وقال في الآخريين (حور مقصورات في الخيام) ومن قصرت طرفها على زوجها باختيارها أكمل ممن قصرت بغيرها.
    السابع: أنه وصفهن بشبه الياقوت والمرجان في صفاء اللون وإشراقه وحسنه ولم يذكر ذلك في التي بعدها .
    الثامن: أنه قال سبحانه وتعالى في الجنتين الأوليين: (هَلْ جَزَاءُ الأِحْسَانِ إِلّا الأِحْسَانُ) وهذا يقتضي أن أصحابهما من أهل الإحسان المطلق الكامل فكان جزاؤهم بإحسان كامل .
    التاسع: أنه بدأ بوصف الجنتين الأوليين وجعلهما جزءا لمن خاف مقامه وهذا يدل على أنهما أعلى جزاء الخائف لمقامه فرتب الجزاء المذكور على الخوف ترتيب المسبب على سببه ولما كان الخائفون على نوعين مقربين وأصحاب يمين ذكر جنتي المقربين ثم ذكر جنتي أصحاب اليمين.
    العاشر: أنه قال (ومن دونهما جنتان) والسياق يدل على أنه نقيض فوق كما قال الجوهري فإن قيل فكيف انقسمت هذه الجنان الأربع على من خاف مقام ربه قيل لما كان الخائفون نوعين كما ذكرنا كان للمقربين منهم الجنتان العاليتان ولأصحاب اليمين الجنتان اللتان دونهما فإن قيل فهل الجنتان لمجموع الخائفين يشتركون فيهما أم لكل واحد جنتان وهما البستانان قيل هذا فيه قولان للمفسرين ورجح القول الثاني بوجهين أحدهما من جهة النقل والثاني من جهة المعنى فأما الذي من جهة النقل فإن أصحاب هذا القول رووا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "هما بستانين في رياض الجنة" وأما الذي من جهة المعنى فإن إحدى الجنتين جزاء أداء الأوامر والثانية جزاء اجتناب المحارم فإن قيل فكيف قال في ذكر النساء فيهن في الموضعين ولما ذكر غيرهن قال فيهما
    قيل لما ذكر الفرش قال بعدها ( فيهن خيرات حسان )ثم أعاده في الجنتين الأخريين بهذا اللفظ ليتشاكل اللفظ والمعنى والله أعلم.


يعمل...
X