وجعي فلسطين
خرجت ملتحفا وجعي أجترّ كلمات لا تفارق مسمعي .. لها وقع المسامير في
مخيلتي .. قال صاحبي بكل ثقة في النفس و كأنه مسك زمام الحقيقة و عثر على
الحلقة الضائعة في التاريخ .. و ربّما كان قوله ردّ فعل على اهتمامنا المتزايد
بالقضية الفلسطينية ... كنّا طلبة و كان غذاؤنا اليومي تبادل الأخبار و التحاليل
و الآراء و تثمينها بما يتفق مع قراءاتنا و ميولاتنا و رؤيتنا للواقع . و كان
صاحبي ميّالا للهو و المرح .. يتذمّر من أحاديث السياسة و يميل للفكاهة
و الترفيه عن النفس و معاكسة الفتيات و التغزل بجمالهنّ ، و كان يشعر و هو
معنا بأنه غريب عنّا لا نشاركه أفكاره و تطلعاته و نعتبر أن ما يصدر عنه من
قول سخيف و سطحي . و كنّا ننتقد سلوكه و تصرفاته و نكثر من أحاديث الوعظ
و الإرشاد و النصح ... ربّما تضايق من كلامنا و أراد أن ينسف حلمنا بما صدر
عنه من قول لم نكن نتوقعه و كان بمثابة الصدمة التي أيقضتنا من حلم جميل
نعيشه ... كلماته كانت كالصخر و عباراته صواعق من نار تحرقنا دون رحمة أو
رأفة ... قال صاحبي و يا ليته صمت طول الدهر لكي يتركنا نعيش الحلم و نعمل
على تحقيقه عسانا نشعر ببعض لحظات السعادة .. لحظات الحلم بتحرير أرض
فلسطين و زيارة بيت المقدس .. لحظات الحلم بالشهادة و الموت في سبيل الحق ..
لحظات الدفاع عن العرض و عن الشرف ... لحظات النخوة و الشجاعة
و الشهامة العربية . لقد كانت لحظات تتوالد في أنفسنا فتغمرنا و تجعلنا نحلق
عاليا لا تكاد أرجلنا تطأ الثرى . قال صاحبي و قد ضاق بحديثنا و تحاليلنا و ثورتنا
على السائد و البائد : " أنتم تحلمون فالتاريخ لا يعود إلى الوراء و لا يمكنكم
مهما فعلتم أن تخرجوا الإسرائيليين من ديارهم فليس لهم موطن سواها و فعلكم
يتناقض مع القوانين و مع الأخلاق و مع الإنسانية " . قال كلاما آخر لم أسمعه
ربّما لأني فقدت السمع آنذاك و ربّما لأن لأن صديقيّ الآخرين مسكا به و طرحاه
أرضا ... فضّلت الخروج من الغرفة ملتحفا وجعي و قد تأكدت من أنّ ما ذكره
صاحبي يردده الملايين و إلا لتحررت أرض فلسطين .
مخيلتي .. قال صاحبي بكل ثقة في النفس و كأنه مسك زمام الحقيقة و عثر على
الحلقة الضائعة في التاريخ .. و ربّما كان قوله ردّ فعل على اهتمامنا المتزايد
بالقضية الفلسطينية ... كنّا طلبة و كان غذاؤنا اليومي تبادل الأخبار و التحاليل
و الآراء و تثمينها بما يتفق مع قراءاتنا و ميولاتنا و رؤيتنا للواقع . و كان
صاحبي ميّالا للهو و المرح .. يتذمّر من أحاديث السياسة و يميل للفكاهة
و الترفيه عن النفس و معاكسة الفتيات و التغزل بجمالهنّ ، و كان يشعر و هو
معنا بأنه غريب عنّا لا نشاركه أفكاره و تطلعاته و نعتبر أن ما يصدر عنه من
قول سخيف و سطحي . و كنّا ننتقد سلوكه و تصرفاته و نكثر من أحاديث الوعظ
و الإرشاد و النصح ... ربّما تضايق من كلامنا و أراد أن ينسف حلمنا بما صدر
عنه من قول لم نكن نتوقعه و كان بمثابة الصدمة التي أيقضتنا من حلم جميل
نعيشه ... كلماته كانت كالصخر و عباراته صواعق من نار تحرقنا دون رحمة أو
رأفة ... قال صاحبي و يا ليته صمت طول الدهر لكي يتركنا نعيش الحلم و نعمل
على تحقيقه عسانا نشعر ببعض لحظات السعادة .. لحظات الحلم بتحرير أرض
فلسطين و زيارة بيت المقدس .. لحظات الحلم بالشهادة و الموت في سبيل الحق ..
لحظات الدفاع عن العرض و عن الشرف ... لحظات النخوة و الشجاعة
و الشهامة العربية . لقد كانت لحظات تتوالد في أنفسنا فتغمرنا و تجعلنا نحلق
عاليا لا تكاد أرجلنا تطأ الثرى . قال صاحبي و قد ضاق بحديثنا و تحاليلنا و ثورتنا
على السائد و البائد : " أنتم تحلمون فالتاريخ لا يعود إلى الوراء و لا يمكنكم
مهما فعلتم أن تخرجوا الإسرائيليين من ديارهم فليس لهم موطن سواها و فعلكم
يتناقض مع القوانين و مع الأخلاق و مع الإنسانية " . قال كلاما آخر لم أسمعه
ربّما لأني فقدت السمع آنذاك و ربّما لأن لأن صديقيّ الآخرين مسكا به و طرحاه
أرضا ... فضّلت الخروج من الغرفة ملتحفا وجعي و قد تأكدت من أنّ ما ذكره
صاحبي يردده الملايين و إلا لتحررت أرض فلسطين .
الهادي الزغيدي
Comment