إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

لماذا لا تتعرّض الحيوانات للأزمات القلبيّة؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لماذا لا تتعرّض الحيوانات للأزمات القلبيّة؟

    ألم شديد في الصدر والذراع يعني أزمة قلبية
    د. ماتياس راث - حسب إحصائيّات المنظمّة العالميّة للصحّة كلّ سنة يموت ما يقارب عن 12 مليون شخصا بسبب الإصابة بالجلطة القلبيّة أو النوبة الدّماغيّة. من الغريب أنّ الحيوانات لا تصاب بمثل هذه الأمراض. يلاحظ الأستاذان في الطب البيطري H.A Smith و T.C Jones ما يلي:" علينا أن نقرّ بأنّ الحيوانات الأهليّة وباستثناء بعض الحالات المحدودة لا تصاب بتكلّس الشّرايين. يظهر أنّ معظم الآليّات الباتولوجيّة أو المرضية Pathologique موجودة لدى الحيوانات وأنّ كلّ الظروف والشّروط تهيّئها لمرض تكلّس الشّرايين. لكنّ ذلك لم يحصل البتّة. لو تمكنّنا في يوم ما من معرفة سبب ذلك لساعدنا ذلك على فهم هذه الأمراض لدى الإنسان."
    لقد وقع نشر هذه الملاحظات في سنة 1958 أمّا اليوم وبعد مرور عقود فلقد وقع فكّ لغز أمراض القلب والشّرايين لدى الإنسان.
    إنّ الأسباب الرّئيسية لعدم تعرّض الحيوانات للجلطة القلبيّة هي التالية: باستثناء الحالات النادرة (خنزير الهند أو خنزير غينيا) تنتج أجسام أغلب الحيوانات الفيتامين ج. تتراوح الكميّة بين 1000 و1200 ميليغرام (غرام إاى 1.2 غرام) في اليوم وهذا إذا قارنّاها بمعدّل وزن الإنسان. يمثّل فيتامين ج اسمنت غلاف وجدران الشريان. فتناول حدّ أدنى من الفيتامين ج من شأنه أن يحافظ على سلامة أغلفة الشّرايين.
    بالمقابل يعجز جسم الإنسان عن إنتاج الفيتامين ج. لقد افتقد أجدادنا لهذه القدرة عبر الأجيال وذلك عندما فقد أنزيما ضروريّا لتحوّل جزئيّة الغليكوز Glucose إلى الفيتامين ج قدرته على ذلك.
    لم ينعكس هذا التحوّل في الجينات والرّصيد الوراثي سلبا بصفة مباشرة لأنّ غذاء الإنسان كان في القديم متكوّنا أساسا من النّباتات والقموح الكاملة والغلال. فلقد كان الغذاء متنوّعا وغنيّا بالفيتامينات. لقد تغيّرت العادات الغذائيّة عبر الأجيال. اليوم وفي أغلب البلدان الصّناعيّة يحتوي غذاء المواطنين على كميّات ضئيلة جدّا من الفيتامينات. فمعالجة الغذاء (التشعيع- المبيدات) والحفظ والتثليج والطّبخ لمدّة طويلة كلّها تقضي على الفيتامينات.
    كيف يقي الفيتامين ج من تكلّس الشّرايين؟
    تكمن الوظيفة الأساسيّة والمحدّدة للفيتامين ج لمقاومة تكلّس الشّرايين وأمراض القلب والشّرايين في كونه يشكّل إسمنتا داعما للجسم وللأوعية بصفة خاصّة. يساعد الفيتامين ج على إنتاج الكولاجين ومادّة الإلستين Elastine وجزيئات أخرى داعمة لجدار الشّريان.
    تقوم مادّة الكولاجين Collagène بدعم جدار الشّريان تماما كما تقوم أعمدة المعادن بدعم ناطحات السّماء. يتكوّن النسيج الرابط Tissu conjonctif للجسم والعظام والجلد وجدران الشّرايين من ملايين الجزيئّات البيولوجيّة التي تحافظ على استقرار هذه الأعضاء وعدم تعرّضها للأمراض.
    يمثّل مخزون الفيتامين ج لدى الإنسان واحد من مائة من مخزون الفيتامين ج لدى الكائنات الحيّة الأخرى.
    ينتج عن زيادة إنتاج مادّة الكولاجين دعما لاستقرار وسلامة 100 ألف كيلومترا من جدران الشّرايين والأوردة والأوعية الشعيرية الدقيقة capillaires.
    منذ عقود كان الأطبّاء يعلمون بالعلاقة الوثيقة بين النقص في الفيتامين ج والاضطرابات التي تطال الأنسجة ولكن شركات الصيدلة عملت ما في وسعها للتنكر لهذه الحقيقة الدامغة لأن ذلك يهدد مصالحها ويهدد تجارة المرض التي تمارسها منذ عقود
    اللهم اجعلني خيرا مما يظنون
    ولاتؤاخذني بما يقولون
    واغفر لي مالا يعلمون
يعمل...
X