إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الفيتامينات.. ليست «إكسير الحياة»

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الفيتامينات.. ليست «إكسير الحياة»




    سلاح ذو حدين
    المتوسط أونلاين: لا يكاد يختلف اثنان على أن الفيتامينات، تكاد تكون «إكسير الحياة» باعتبارها عنصرا رئيسيا وفعالا في تكوين مناعة الإنسان الجسدية والمحافظة على صحته، إلا أن الدراسات التي أجريت مؤخرا تشير إلى أن تناولها بكميات أكبر مما ينبغي يمكن أن يكون مضرا، وقد يجلب تعاطي بعض أنواع الفيتامينات، خاصة دون إذن طبيّ، معه آثارا بعيدة كل البعد عن عالم المنافع الصحية.
    الوقت الذي يتزايد فيه الاعتقاد بأن تناول الفيتامينات يزيد من مناعة الجسم ويقوّيه للوقوف في وجه الفيروسات والأمراض المزمنة والخطيرة، كشفت دراسة طبية حديثة، تعد الأولى من نوعها، النقاب عن وجود علاقة ما بين تناول الفيتامينات المتعددة وزيادة فرص الإصابة بسرطان الثدي، إلا أنها لا تشدد على ارتباط وثيق لهذه العلاقة. وحذرت الدراسة بأن السيدات المتقدمات في العمر اللاتي يواظبن على تناول الفيتامينات المتعددة معرّضات للإصابة بسرطان الثدي بالمقارنة بالسيدات اللاتي لا يتناولن هذه الفيتامينات.
    وتأتى نتائج هذه الدراسة ضمن سلسلة من الأبحاث والدراسات استمرت قرابة عقد كامل أجروا على ما يقرب من 35 ألف شخص تراوحت أعمارهم مابين التاسعة والأربعين والثالثة والثمانية عاما لم يكونوا يعانون من الإصابة بمرض السرطان، ليتم تتبعهم ومراقبتهم لنحو عشرة أعوام حيث تم تشخيص ما يقرب من 974 سيدة بالإصابة بالسرطان، حيث توصل الباحثون إلى أن السيدات اللاتي تناولن الفيتامينات المتعددة كن أكثر عرضة بنسبة 19\% للإصابة بالمرض اللعين أكثر من غيرهن من السيدات اللاتي لم يتناولن الفيتامينات مع الأخذ بالاعتبار عامل السن والعامل الوراثي والجيني، بالإضافة إلى الوزن، مدى إتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة بصورة منتظمة والتدخين.
    يذكر أن موضة تناول الفيتامينات انتشرت، بالخصوص، خلال في الستينات والسبعينات، وقد ساهمت في شهرتها مؤلّفات لينوس باولينغ، الحائز على جائزة نوبل في الكيمياء، في فوائد فوائد فيتامين C على عدد من الأمراض، كما أن أغلب الدراسات لم تركّز على الجوانب الإيجابية للفيتامينات على حساب آثارها الجانبية، خاصة بعد أن دخلت الشركات الصناعية على الخطّ وأصبحت حبوب الفيتامينات المركّبة في المختبرات الطبية تجارة تدرّ ذهبا. وهكذا ولدت صناعة جديدة، وقام منتجو الفيتامينات بإنتاج الفيتامينات المركبة التي توفر لمن يستخدمها كل احتياجاته اليومية من الفيتامينات في كبسولة واحدة.
    وقد انتشر استعمال الفيتامينات المركّبة بشكل كبير، حتى أن البعض، خاصة الذين يتبعون حمية غذائية، أصبح يتناولها بكثرة كتعويض عن بعض الأطعمة؛ وهذا الاعتماد الشديد على الفيتامينات المركبة قاد إلى عادات غير صحية منها امتناع الناس عن أكل الفاكهة والخضروات والحبوب غير المقشورة معتمدين على الفكرة السائدة أن الفيتامينات المركبة ستعوضهم عن كل ذلك، وهي فرضية يفنّدها الأطباء، مؤكدين أنه يمكن للفرد الحصول على جميع الفيتامينات والمعادن التي يحتاجها بتناوله للأطعمة المتنوعة والمتوازنة..
    ويعتقد بعض الناس أن تناول الأصحاء حبوب الفيتامينات وخاصة الفيتامينات المضادة للأكسدة أمر مفيد وصحي يساعدهم في الوقاية من الأمراض خاصة أمراض السرطان والقلب، برغم وجود العديد من الدراسات العلمية التي تشير إلى عدم وجود فائدة لمتناولي حبوب الفيتامينات بل غالباً ما تسبب ضرراً محتملاً من تناولها، فخطورة الاستخدام الخاطئ للفيتامينات وخاصة الذائبة في الدهون تفوق الفائدة التي تعود على الجسم من استخدامه والضرر الأقصى يكمن في زيادة الفيتامينات التي لا يستطيع الجسم التخلص منها حيث تشكل عالة على الكبد هذا إلى جانب ما تسببه النسب الزائدة من الفيتامينات من أضرار للجسم.
    وفي خضم هذا الهوس بالفيتامينات، حذر باحثون من أن حبوب الفيتامين التي يتناولها ملايين الناس على أمل أن تساهم في تحسين صحتهم يمكن أن تزيد من خطر الوفاة المبكرة، حيث أكد باحثون من جامعة كوبنهاغن أن الناس سليمي البنية الذين يستخدمون الحبوب المقاومة ومن بينها فيتامين "إيه" وفيتامين "إي" لإبعاد الأمراض الخطرة عنهم كالسرطان يتدخلون في الدفاعات الطبيعية لأجسادهم ويزيدون خطر وفاتهم مبكراً بنسبة 16%.
    وأجرى الباحثون 67 دراسة على 230 ألف شخص سليمي البنية دون أن يجدوا دليلاً مقنعاً على أن أياً من حبوب الفيتامين ساعدت في تطويل أعمارهم، ولكن على العكس ساهم بعضها في تعجيل وفاتهم. ويستخدم 12مليون بريطاني حبوب الفيتامين والتي تدر على الشركات الصانعة 330مليون جنيه إسترليني سنوياً. ودعت وزارة الصحة البريطانية الناس إلى تعويض الفيتنامينات التي يحتاجون إليها عن طريق تناول وجبات متوازنة.
    وفي سياق متّصل دعا أخصائيو تغذية أميركيون، في دراسة حديثة، إلى أن يكون الطعام مصدرا لعناصر التغذية الرئيسية قدر الإمكان وليس الحبوب التي تحتوي على الفيتامينات والكالسيوم كما هو رائج حاليا. وذكر موقع "هيلث داي نيوز" الأميركي ان اتحاد الغذاء الأميركي عدل إرشاداته مؤخراً وبات يركز على ضرورة التنويع في الطعام الغني بعناصر التغذية باعتبار هذا الأمر الطريقة المثلى للحصول على الغذاء وتخفيض مخاطر الإصابة بأمراض مزمنة.
    وفي هذا الإطار قالت أندريا بويار، المساعدة في إعداد دراسة عن النظام الغذائي، إن "الطعام مميز"، مشيرة إلى أن طريقة تفاعل المغذيات الموجودة في الأطعمة في الجسم تختلف عن تلك التي تؤخذ من الحبوب وهي أكثر فائدة. ولا تنكر بويار وزملاءها بأن الحبوب التي تحتوي على عناصر غذائية يمكن أن تملأ الثغرات في بعض الحالات، شرط عدم الإفراط في تناولها، لكنّ÷ا تؤكد أن العديد من الأطعمة تحتوي على ألياف غذائية صحية لا توجد في الحبوب التي تحتوي على العديد من الفيتامينات.. وشددت على أن "الطعام هو الأمثل"، موضحة أنها تقصد الأطعمة الكاملة وغير المعلبة.

    اللهم اجعلني خيرا مما يظنون
    ولاتؤاخذني بما يقولون
    واغفر لي مالا يعلمون
يعمل...
X