إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

حوار مع الشرق *حسين الرواشدة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حوار مع الشرق *حسين الرواشدة

    للحوار في الاسلام معنى الايمان في حركته داخل الذات وخارجها ، فلا ايمان في عمق الفكرة وامتدادها بلا حوار ، والاسلام كله حركة حوار ، مع الذات ومع الآخر الذي هو صورة الذات ، والاسلام ايضا كله سماحة مع النفس ومع الاخرين والذي خالفوننا في العقيدة ما لم يعتدوا عيلنا ، ذلك ان التنوع سنة الله والاختلاف -على انواعه - واقع بمشيئة الله ، كما ان حساب الناس على اختلافهم في الاديان مرتبط بالله تعالى فقط ، في الآخرة ولا علاقة للانسان به.

    وفي القرآن الكريم ما يؤكد ذلك ، "ولو شاء ربك لجعل الناس امة واحدة ولا يزالون مختلفين الا من رحم ربك ولذلك خلقهم" و "ولو شاء ربك لآمن من في الارض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين" ، كما ان السنة الشريفة وسيرة الرسول عليه السلام تبين وتعزز هذه التعليمات الربانية سواء في تعامله مع غير المسلمين او حتى في قتاله معهم او دعوته لهم.

    وفي عالمنا اليوم الذي اختلطت فيه صور الصراع مع الدم ، يبدو الحوار ضروريا لا بين اتباع الدين الواحد ، ولا حتى بين اتباع الاديان المعروفة ، وانما بين كل اتباع الاديان والمعتقدات والفلسفات باعتبار ان المشتركات الآدمية والانسانية بما تحمله من قيم ومصالح تستوجب هذا التواصل والتعاون والتعارف ، وفي ديننا الذي يحترم آدمية الانسانية ايّ انسان ، تبدو الدعوة الى الحوار والتفاهم فريضة لازمة على قاعدة العدل الذي قرره الله تعالى للجميع وامرنا باعتماده مع الجميع.

    من المفارقات ان المسلمين في العقود الماضية قد انشغلوا بالحوار مع الآخر وهذا الآخر اقتصر على الغرب فقط ، الغرب المسيحي والسياسي والثقافي ، وغاب عنهم ان ثمة "ثلاثة مليارات" يتمددون فوق قارتنا العجوز آسيا ، وهم ينتسبون لمعتقدات مختلفة ، منها البوذية والهندوسية والثنتونية والطاوية والسيخ وغيرها في بلدان مثل الصين والهند واليابان.. الخ ، وهؤلاء يمثلون اليوم قوة صاعدة نحن بحاجة الى ان نتعرف على معقداتهم ونتواصل معهم ، ونتبادل المصالح فيما بيننا وبينهم.. وبحاجة ايضا لنعرفهم على ديننا الذي امرنا الله تعالى بالدعوة اليه بالحكمة والموعظة الحسنة.

    ترى لماذا لا يغتنم المسلمون اليوم فرصة هؤلاء: ما هو الاسلام؟ للاجابة عليه ، ولماذا وصل اجدادنا قبل اربعة عشر قرنا اليهم وعجز الابناء عن ذلك؟ لماذا لا نعطف اتجاه حوارنا باتجاههم؟

    لقد امرنا ديننا بالحوار مع كل انسان.. وهؤلاء -اليوم - اجدى الناس بالحوار والتواصل. اليس ذلك صحيحا.
يعمل...
X