إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

سورية كشرطي لحماية اسرائيل

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • سورية كشرطي لحماية اسرائيل

    سورية كشرطي لحماية اسرائيل

    رأي القدس


    باتت المشكلة الرئيسية في المنطقة العربية هذه الأيام، حسب التصنيف الامريكي الاسرائيلي هي تسليح سورية للمقاومة اللبنانية، و'حزب الله' على وجه الخصوص، وبدأنا نشهد حملة مكثفة تشارك فيها حكومات اوروبية ايضاً، للضغط على سورية لوقف مساعداتها العسكرية للحزب في اسرع وقت ممكن.
    المقاومة اللبنانية لم تطلق رصاصة واحدة على اسرائيل منذ حرب تموز/يوليو عام 2006، فلماذا كل هذه الضجة حول اسلحتها، تارة بالقول انها حصلت على صواريخ سكود من سورية وتارة أخرى بحصولها على صواريخ أخرى ايرانية سورية مضادة للطائرات.
    السيد وليد المعلم وزير الخارجية السوري طفح كيله فيما يبدو، فقد صرح اثناء لقائه مع وزير الخارجية الالماني جويدو فيسترفيله ان بلاده لا يمكن ان تقبل بلعب دور الشرطي لاسرائيل، وتمنع وصول اسلحة الى حزب الله اللبناني.
    كلام السيد المعلم ينطوي على الكثير من المنطق، فالغرب، والولايات المتحدة على وجه الخصوص لم يتوقف مطلقاً عن دعم اسرائيل بأحدث ما في ترساناته من اسلحة حديثة متطورة، رغم معرفته انها تحتل اراضي عربية وتهود المقدسات وتقيم المستوطنات في القدس والضفة الغربية المحتلتين، وتفرض حصارا خانقا على قطاع غزة.
    سورية لا يجب، ولا نتوقع منها، ان ترضخ لحملات الابتزاز الاسرائيلية ـ الامريكية التي تريدها ان تمنع السلاح عن مقاومة لبنانية مشروعة تملك الحق في تحرير اراضيها المحتلة، والدفاع عن نفسها في مواجهة الاعتداءات الاسرائيلية.
    من الواضح ان اسرائيل التي تجري مناورات عسكرية مكثفة قرب الحدود من لبنان تريد ان تعتدي على لبنان مجددا، وهي مطمئنة الى عدم وجود اي قدرات عسكرية لاهله للدفاع عن انفسهم في مواجهة هذا العدوان تماما مثلما فعلت في قطاع غزة.
    المطلوب من سورية، من وجهة النظر الامريكية، والاسرائيلية، ان تقوم بدور مماثل لدور النظام المصري فيما يتعلق بقطاع غزة، اي ان تقيم جدرانا فولاذية، وتفرض حصارا عسكريا على حزب الله اللبناني يمنع وصول اي اسلحة او عتاد حربي اليه.
    ومن المفارقة انهم يريدون سورية ان تقوم بدور الشرطي لحماية اسرائيل، ومنع وصول الاسلحة الى 'حزب الله' مجانا دون مقابل.. انها قمة الوقاحة والاستكبار.
    الحكومة المصرية تقوم بدور الشرطي الاسرائيلي لخنق قطاع غزة وفصائل المقاومة فيه لانها تقيم علاقات دبلوماسية كاملة مع اسرائيل، وتطبق مستلزمات تحالف استراتيجي كامل في مواجهة كل حركات المقاومة سواء داخل قطاع غزة او في اي مكان آخر في العالم، ولكن سورية لا ترتبط باي معاهدات مع الدولة العبرية، تجارية او دبلوماسية، واراضيها ما زالت محتلة، فبأي حق يطالبونها بان تتعاون بالكامل مع الاملاءات الامريكية والاسرائيلية بمنع وصول الاسلحة الى حزب الله؟
    مثل هذه العجرفة الوقحة لا يجب ان تمر، بل يجب وضع حد لها، وقد احسنت الحكومة السورية صنعا عندما قالت 'لا' كبيرة لامريكا واسرائيل معا، واكدت عزمها الوقوف في خندق المقاومتين اللبنانية والفلسطينية في وضح النهار.

    إذا الشعب يوما أراد الحياة
    فلا بدّ أن يستجيب القــــدر
    و لا بــــدّ لليــل أن ينجلــي
    و لا بـــدّ للقيــد أن ينكسـر
يعمل...
X