![](http://www.diwanalarab.com/local/cache-vignettes/L80xH120/arton33312-c34ac.jpg)
بقلم نور الدين علوش
س ـ بداية من هو الأستاذ محمد بوجنال؟
ج ـ بهذا الصدد يقول عبد الكبير الخطيبي: الأنا اللاأنا هو الأنا .
محمد بوجنال من مواليد الربيعة بثمرة اقليم اسفي حيث انهى دراساته الاعدادية والتأهيلية بثانوية ابن خلدون
خريج جامعة محمد الخامس بالرباط
باحث مهتم خاصة بالفلسفة السياسية
تابع كذلك التعميق في الدراسات السوسيولوجية تخصص النظريات الاجتماعية
حاصل على دبلوم التأهيل في مجال الادارة التربوية
عضو اتحاد كتاب المغرب
عضو الجمعية المغربية للفلسفة
عضو مؤسس للجمعية المغربية لحقوق الانسان
عضو مؤسس للكونفدرالية الديموقراطية للشغل
يشتغل بأكاديمية الدارالبيضاء الكبرى
مؤلفاته:
![](http://www.diwanalarab.com/local/cache-vignettes/L16xH14/puce_rtl-58b6b.gif)
![](http://www.diwanalarab.com/local/cache-vignettes/L16xH14/puce_rtl-58b6b.gif)
![](http://www.diwanalarab.com/local/cache-vignettes/L16xH14/puce_rtl-58b6b.gif)
![](http://www.diwanalarab.com/local/cache-vignettes/L16xH14/puce_rtl-58b6b.gif)
![](http://www.diwanalarab.com/local/cache-vignettes/L16xH14/puce_rtl-58b6b.gif)
![](http://www.diwanalarab.com/local/cache-vignettes/L16xH14/puce_rtl-58b6b.gif)
![](http://www.diwanalarab.com/local/cache-vignettes/L16xH14/puce_rtl-58b6b.gif)
![](http://www.diwanalarab.com/local/cache-vignettes/L16xH14/puce_rtl-58b6b.gif)
![](http://www.diwanalarab.com/local/cache-vignettes/L16xH14/puce_rtl-58b6b.gif)
![](http://www.diwanalarab.com/local/cache-vignettes/L16xH14/puce_rtl-58b6b.gif)
لقد عرف الفكر الفلسفي العربي ـ الاسلامي نكوصا وتدهورا واضحين مند ابن رشد؛ إلا ان بداية القرن العشرين بدأت تعرف إرهاصات وعي بأزمة الحضارة العربية ـ الاسلامية تجسد أساسا في مقاربة قضاياها المتمثلة في الأصالة التراث، المعاصرة، الهوية الأنا الآخر التي تمت صياغتها في شكل ثنائيات في محاولة لتمس اجوبة لها؛ وقد اطلقوا على هده العملية اسم "المشاريع الفلسفية " التي سنقارب منها، كما هو مطلوب منا، المشاريع الثلاث لكل من محمد عابد الجابري وحسن حنفي وطه عبد الرحمان مع ابداء رأينا في الموضوع
![](http://www.diwanalarab.com/local/cache-vignettes/L16xH14/puce_rtl-58b6b.gif)
يطرح الجابري، في مقاربته مشروع النهضة، مجموعة اسئلة منها: هل استطاع العرب تحقيق النهضة ؟ هل حققوا القدر اللازم الذي يمكن المشروع من إنجاز الثورة ام ان التراجع هو حال وضعهم؟ لاشك ان التراجع داك،في نظر الجابري،هو سيد الموقف في مختلف المجالات وهو مؤشر غياب النهضة. لدلك انكب على الدراسة النقدية للخطاب العربي محملا الفكر العربي ـ الاسلامي مسؤولية فشل حصول النهضة. وفي هدا يستنتج مفكرنا عمق ازمة الفكر العربي ـ الاسلامي وفشله المتمثل من ناحية في اعتماد خطابه تحديد النهضة انطلاقا مما سماه ب"الاحساس بالفارق" اي المقارنة غير الصحيحة بتن واقع عربي متخلف وآخر غربي متقدم؛ ومن جهة ثانية فشله في الجمع بين سلطتين مرجعيتين مختلفتين ومتصارعتين هما الأصالة و"المعاصرة" وبالتالي بين زمنين مختلفين هما العصر الوسيط والعصر الغربي؛ ومن جهة ثالثة تبنيه ثنائيات متناقضة فشل في ايجاد حلول لها كثنائيات الدين /الدولة، الاسلام/العروبة...الخ. وكل هدا يعني ،في نظر الجابري، ان الفشل داك في انجاز النهضة يرجع الى افتقار الخطاب الفلسفي اداة العقل وبالتالي غياب العقلانية.
اطلاقا مما سبق فالجابري يرى ان الذات العربية المعاصرة تفتقر الى ما سماه غرامشي ب "الاستقلال التاريخي التام" والمتمثل في التحرر من سلطتي الغرب والتراث على السواء وهو ما يمكن ان يحصل في نظره بالقراءة النقدية التاريخية للأول وإعادة بناء الثاني. وعموما، فالجابري يرى ان السبب الاساس في فشل انجاز النهضة، مند مرحلة التدوين، يوجد في العقل العربي؛لدلك ركز على دراسته من خلال اعماله الثلاثة:"تكوين العقل العربي"، "بنية العقل العربي"،"العقل السياسي العربي".
صحيح في نظرنا ان الفشل يقود الى البحث في مسؤولية العقل كأداة معرفية؛ إلا ان السلبي في دلك هو كونه ،مند بداية عمله، اعتبر الفكر قوة منفصلة عن حركة التاريخ او قل عن الشروط الفعلية التي طالما عرقلت فعالية المجتمع العربي ـ الاسلامي خصوصا وان الجابري كان فاعلا وشاهدا لمختلف العراقيل التي تعرضت لها مجتمعاتنا وهو في هدا يتجاهل الامكانات الضئيلة التي كان يتوفر عليها هدا المجتمع في مواجهة الاستعمار وبعده الامبريالية...الخ. لذا فالأزمة ليست ازمة فكر في حد ذاته كما ورد في مشروعه بقدر ما انها ازمة الفكر والواقع على السواء. هدا من جهة، ومن جهة اخرى يتضح ان قوله ب"الاحساس بالفارق" في مشروعه هو قول لا يصمد امام النقد اد كيف يمكن المفكر بناء مشروع دون استحضار الآخر(المعاصرة)؛ فالتحليل الملموس للواقع الملموس، ومفكرنا على حق في هذا لا يكفي لفهم تعقد البنية الفكرية او المجتمعية، بل العمل داك يقتضي منهجيا ومعرفيا استحضار الآخر كقدرة وتجربة علما بان هضم واستيعاب تجارب الآخر عملية تعفينا وتجنبنا زمن عيشها؛ نضيف مأخذا آخر يتجسد في قول الجابري بضرورة التحرر من الآخر بالدخول معه في حوار نقدي وبقراءة تاريخية تقر بفهم نسبية مفاهيمه؛ وإذ يقر الجابري بان سبب عدم حصول هدا الحوار هو العقل العربي ذاته إنما يعني القول بتبرير يتميز بالعمومية الصالحة لكل مقاربة دون توضيح او اقتراح لتجاوز هدا الوضع.
لكننا نري ان المشروع الفلسفي لمحمد عابد الجابري يبقى مشروعا دو اهمية كبرى نظرا لوقوفه وإبرازه قضايا المجتمع العربي علي مستويي المعرفة والمنهج مستثمرا في دلك احدث المناهج الفلسفية والعلمية وإن كان ارتباطه بالتراث او قل بالماضي بحثا عن اسباب فشل النهضة يبقى من اهم مآخدنا على مشروعه الفلسفي. وقد صدق قول محمد جسوس حينما قال:يقول الجابري:فليمت الشعب لتحيا التقاليد والعادات؛ ويقول عبد الله العروي: فلتمت التقاليد والعادات ليحيا الشعب.
![](http://www.diwanalarab.com/local/cache-vignettes/L16xH14/puce_rtl-58b6b.gif)
يعتبر حسن حنفي احد ممثلي تيار التأويل النقدي للتراث ممثلا في ما يسمى ب"اليسار الاسلامي".فعلى الرغم من شعاره داك،فهو تيار تغلب عليه النزعة التوفيقية التي استثمرت مختلف الصراعات بين النزعات العلمانية والدينية للقول بمشروعها الحضاري الذي تعتبره مشروعا جديداْ. وفي هدا نقول ان هدا التيار يجمع بين الفلسفي الايديولوجي والسياسي: على المستوى السياسي يبدو علمانيا،على المستوى الايديولوجي يبدو سلفيا وعلى المستوى الفلسفي يبدو عقلانيا. كما انه تيار يتميز برفض ومحاربة الفكر اليميني بسبب رفض هدا الاخير التأويل النقدي للتراث وكدا رفض فكرة عدم توحد التراث بالإسلام لأن تبني الفكرة الاخيرة معناه خلع القداسة عن التراث. إلا انه يتقاطع مع تيار اليمين في ايمانه بان في التراث توجد حلول كل المشاكل والقضايا ألمجتمعية هكذا ادا كان اليمين يتبنى اليوم شعار"الاسلام هو الحل"، فان اليسار الاسلامي يتبنى اليوم، بدوره، شعار "تجديد التراث هو الحل". وفي هدا يدعو حسن حنفي الى ان تحقيق النهضة يقتضي إرادة العمل وكدا تعقلها؛ فحين نؤسس لبناء العالم فإننا نكون قد اسسنا لبناء التاريخ الذي يبدأ بالتجدر في شعور المواطنين وبالتالي بدايات حصول التغيير الجدري لداك ألقديم إما على مستوى الفكر أو على مستوى الواقع. وقد سمى مفكرنا هده المرحلة، في مشروعه،ب"التجديدية" حيث ركز على ان تجاوز التخلف يكمن في إبراز كيفية واستمرار الذات العربيةـ الاسلامية في الحاضر؛ وهدا يقتضي، وبالضرورة، استحضار مستوى"الشعور" بمعنى ان الذات هي حامل الدلالة وان هده الاخيرة هي ما يصف الاشياء. ومن هنا نقول ان تصوره للحاضر مرهون بتأويله التراث باعتباره شيئا يفكر من خلال الشعور(الفينومينولوجيا)؛ وفي هدا دفاعه عن فكرة استحالة امتلاك الاشياء الدلالة إلا من خلال الشعور الذي هو الذات والموضوع وبالتالي الحضور الحتمي للتجربة والواقع؛ لدا فهو يطرح في كتابه" التراث والتجديد" فكرة ان الشعور ارقى واهم من العقل وأكثر تأهيلا وقدرة على التزام الحياد. لذا فالبداية بالشعور،في نظره، تعتبر البداية اليقينية التي لا تسبقها بداية. لا شك ان مشروع حسن حنفي مشروعا فلسفيا بحق حيث انه انطلق من الوعي لينتقل لا الى فوق، كما فعل الكثيرون، بل الى هنا والآن، او قل الى الواقع والمواطنين مستلهما في دلك الطرح الفينومينولوجي للشعور.لكننا نرى ان اطروحته تتميز بالمثالية التي تتخذ من الوحي او الشعور نقطة الانطلاق والبداية دون التساؤل عن دلك؛فالشعور ملكة غير مجردة، بل موجودة ،حسب قوله، في ألشيء بل القارئ لمشروعه يقف على العديد من المتناقضات حول مثلا أداة ومرجعية المعرفة: فهو تارة يعلي من قيمة القلب على العقل، وتارة اخرى يكون العكس؛ ثم ونحن نتصفح مشروعه نجد التركيز على الواقع، لكن أي واقع: الواقع الموضوعي؟ او الواقع الشعوري؟ وهنا يطرح علينا السؤال: كيف يحصل التغيير؟ هل بالشعوري نغير الموضوعي ام ماذا لكن ، على الرغم من كل دلك نسجل اهمية الطرح المستنير لحسن حنفي الذي يستهدف مشروعه تحقيق النهضة بالحد من تقديس التقاليد والعادات التي اعتبرها التيار اليميني جزء لا يتجزأ من الدين، مدافعا في دلك عن قدرات العقل كأداة للنقد والبحث في التراث والآخر على السواء في الحدود التي رسمها له بطبيعة الحال.
![](http://www.diwanalarab.com/local/cache-vignettes/L16xH14/puce_rtl-58b6b.gif)
هناك مشروع فلسفي آخر له أهميته ومكانته هو مشروع طه عبد الرحمان. بناء هدا المشروع الفلسفي اقتضى من طه عبد الرحمان التأسيس لعلم جديد يتخذ الفلسفة موضوعا له سماه ب"فقه الفلسفة" ومنهج سماه ب "المنهج الاصولي"، علم أراد له وبه ممارسة الابداع الفلسفي العربي ـ الاسلامي الذي فيه يجد المواطن العربي مبررات ممارسة التفلسف "الصحيح" المتمثل في حصر المعنى وتحديده. وحصول دلك يقتضي، في نظر مفكرنا، فك رموز ومفاهيم النص وصولا الى تمحيص انساق المعنى وكيفية تركيبها ليتمكن المواطن من ضبط الغائية النهائية والوحيدة للنص. وفي هدا اعتراف التفلسف "الصحيح" بالثنائية الشهيرة:
الحقيقة/الخطأ. والقصد من هذا النظر في الفلسفة العربية ـ الاسلامية ومراجعتها نظرا لإيمانه بأنها منقولة او قل انها حصيلة عملية الترجمة وهو الوضع الذي جعله يفرض على "فقه الفلسفة" ضرورة النظر في الصلة بين الفلسفة والترجمة للوقوف على قضايا وإشكاليات دلك خاصة وأن تبعية الفلسفة العربية ـ الاسلامية للترجمة قد هيأ لها اسباب الوقوع في آفات التعبير والتفكير والتي لا يكون الخروج منها إلا بما سماه بالفلسفة "الحية" التي تتعارض والفلسفة "الميتة" التي كانت تستند الى عقلانية مبنية على النقد النظري المجرد او المنقول سواء كان تراثا او حداثة وعلى البرهان الصوري الضيق، وكدا على التبعية للمنقول الفلسفي وتقليده؛ ومن هنا دعوته الى ما سماه بالفلسفة "الحية" التي هي شرط الاجتهاد الصحيح وحصول الابداع. الإقرار بهده الثنائية: "فلسفة حية"/"فلسفة ميتة" يوضح لنا ان فكر صاحبنا قائم على واحدية الحقيقة او قل مطابقة الموضوع للعقل، مطابقة مبنية على التصور الاخلاقي والمثل العليا الهيمنة فيها للعقل الصوفي باعتباره السلطة التي تضمن المبادئ التي عليها تتأسس الحقيقة. وبهذا تمكن صاحبنا من الاهتداء الى نهج في العقلانية يكون ملائما للأخلاق الاسلامية. فبما ان العقلانية الغربية ناقصة، فمن الضروري ادن البحث عن عقلانية فوقها تستمد مرجعيتها من التخلق الديني التي تكون وحدها ضامن اليقين المفقود. ومن هنا قوله ان عقلانية الدين الاسلامي هي" أسمى" العقلانيات الممكنة، دين تم فيه "تديين العقل" و "تعقيل الدين".من هنا يرى صاحبنا ان الحداثة لايمكن ان تكون تقليدا بمعنى ان الحداثة هي الإبداع وان التقليد نقيضها حتى وإن قلدها؛ فالحداثة ابداع وتقليدها نسخ لها وكل نسخ هو تشويه لها. وعموما حدد طه عبد الرحمان الحداثة،في مشروعه الفلسفي بثلاث تحديدات: اولها "التنسيب": لكل امة الحداثة التي تنتسب اليها؛ وثانيها "التعديد": يمكن للحداثة ان تتميز بصيرورة التعدد:عندما تفشل الحداثة الاولى مثلا المطلوب ابداع حداثة ثانية هكذا وثالثها "التمكين": ان تصير الحداثة امرا ممكنا لا قدرا منزلا. مما يلاحظ على هدا المشروع الفلسفي انه مشروع غارق في المثالية التي تفصل المعنى والحقيقة عن قضايا المجتمع العربي ـ الإسلامي فالعقل الصوفي، الأسمى، ضامن الحقيقة هو عقل منفصل عن التاريخ او قل انه الثابت الذي به يفسر التحول والتغير، في حين ان العقل ،في حقيقته، هو بنية تختلف باختلاف المكان والزمان، بل وباختلاف ميزان قوى مكوناته هو نفسه. هدا من جهة، ومن جهة اخرى فمشروعه الفلسفي لا يخرج عن الطرح السائد المتمثل في التوفيق بين الدين والعقل دون ان يحدث حتى دلك التوفيق؛ هدا دون ان ننسى استخدامه واعتماده اللغة القديمة باعتبارها افرازا لبنيات مجتمعية لها مكانها وزمانها غير مكاننا وزماننا. لكن من الاكاديمية يعتبر المشروع الفلسفي لطه عبد الرحمان من اهم المشاريع الفلسفية العربية ـ الاسلامية التي استفزت غيرها وأغنت في نفس الآن مختلف المشاريع الفلسفية وغير الفلسفية الهادفة الى بناء مشروع فكري عربي ـ اسلامي شامل وناجع.
![](http://www.diwanalarab.com/local/cache-vignettes/L16xH14/puce_rtl-58b6b.gif)
![](http://www.diwanalarab.com/local/cache-vignettes/L16xH14/puce_rtl-58b6b.gif)
![](http://www.diwanalarab.com/local/cache-vignettes/L16xH14/puce_rtl-58b6b.gif)
![](http://www.diwanalarab.com/local/cache-vignettes/L16xH14/puce_rtl-58b6b.gif)
![](http://www.diwanalarab.com/local/cache-vignettes/L16xH14/puce_rtl-58b6b.gif)
![](http://www.diwanalarab.com/local/cache-vignettes/L16xH14/puce_rtl-58b6b.gif)
![](http://www.diwanalarab.com/local/cache-vignettes/L16xH14/puce_rtl-58b6b.gif)
![](http://www.diwanalarab.com/local/cache-vignettes/L16xH14/puce_rtl-58b6b.gif)