إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

من أسيرٍ لزوجته

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • من أسيرٍ لزوجته

    من أسيرٍ لزوجته

    زوجتي الغالية ياأم أولادي وحاملة همي أكتب لك بحبر مفقود وبقلم معدوم، على أوراق السراب أخذ أحرفي أرسلي رسالتي هذه مع حمامة السلام المصولة من بين قضبان السجن أبعثها معطرة برائحة الدماء ... أرسلها وأتمنى ألا تصلك كي لاتقرئي مابين السطور .. كي لاتدركي معاناتي حسبك ماأنت فيه .. إن ماأعيشه أكبر من أن يوصف..
    أشعر أن جدران السجن تضيق يوماً بعد يوم .. أراقب القضبان الحديدية طوال الوقت خوفاً من أن تتحول يوماً ما إلى ثعابين سامة تضيف نوعاً جديداً من أنواع العذاب أو ربما تتحول إلى حبال تشنقني وتنهي مأساتي... لاتظني أني أخشى موتي بل أخشى موت القضية .. القضية التي طالما حملناها في الصدور ... دافعنا عنها بالبنادق والقنابل.. وكم استشهدنا في سبيلها .. الزمن هنا ليس له حدود فالثانية تمر كالدهر فما بالك باليوم والسنة ... ولاتسألي عن الطعام فلا داعي لوصفه لكن فقط تخيلي أن الجرذان التي تعيش معنا تعافه وتعرض عنه ... النوم ؟!.. آه النوم .. لم نذق نوماً هنيئاً منذ سنين مذ أسرنا في هذا المكان أما عن راحة الأبدان فهي بالتأكيد مسلوبة منا وإن لنا حصصاً وألواناً من العذاب نذوقه كل يوم ... بل كل ساعة .... إن الفنون القتالية تنشأ في هذا المكان مع ملاحظة بسيطة أن القتال من طرف واحد -طبعاً ليس نحن - .. هنا يمكن للفلاح أن يتعلم كيف تشق الأرض وتحرث وتزرع مع فرق بسيط أن الأرض هي أجسادنا ... صحيح أن أجسادنا بين أيديهم ولكن أرواحنا لاتزال حرة تسمو رغماً عنهم .. إنهم يستطيعون سلخ جلودنا عن لحمنا لكن لايستطيعون سلخنا عن يقيننا بنصر الله ... يستطيعون إراقة دمائنا لكن لايستطيعون منعها من إرواء بذرة الحرية وشجرة الإيمان .. أتعلمين أمراً ... إنهم رغم كل هذا عجزوا عن إسكات الصوت الذي ينادي بالحرية .. صوتي وصوت من معي يهدر عالياً ويصدح بالتكبير مع كل ضربة مدفع .. مع كل رمية رصاص.. ليس من حناجرنا بل من حناجر الأبطال في الخارج ... خارج حدود معتقلنا .. ممن همست الحرية بأذنه أن هب لتلاقيني على عتبة الموت فلباها بهمة عالية يطلب الشهادة ...يطلب الحرية زوجك الأسير في سجن الاحتلال.
يعمل...
X