إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مغزى تجديد العقوبات على سورية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مغزى تجديد العقوبات على سورية

    مغزى تجديد العقوبات على سورية



    الخميس 6-5-2010م
    كتب :د .ابراهيم زعير


    كان على الرئيس الاميركي باراك أوباما ، أن يفكر جيداً وبشكل متحرر من أي ضغوط ، قبل أن يتخذ قراره المشؤوم بتمديد قرار فرض العقوبات ضد سورية لعام آخر.


    ونقول ذلك لأن أوباما بقراره هذا يتجاهل عمداً كل ما قدمته سورية من مبادرات ومرونة دبلوماسية واعية لإدارة أوباما منذ توليها شؤون البيت الأبيض ، استجابة لما أبداه أوباما من توجهات خيل للبعض أنها تختلف عن نظرة وتوجهات سلفه بوش الابن حيال سورية وقضايا منطقة الشرق الأوسط الحبلى بتعقيدات شديدة الحساسية بفعل السياسة الاسرائيلية التي لم تترك فرصة للسلام ، إلا واغتالتها بشكل همجي ، كان من المفترض على أوباما الذي أبدى خلال توليه السلطة في البيت الأبيض حرصه على السلام في الشرق الأوسط وإعادة العلاقات مع سورية كونها تشغل موقعاً مفتاحياً في عملية السلام ، ولكن للأسف نسف أوباما كل وعوده السابقة بجرة قلم ، متنكراً لما كان يؤكد عليه ويقوله في تصريحاته العلنية ، عن حرصه على أفضل العلاقات مع العالم العربي والإسلامي .‏

    وإذا كان من غير المفهوم في البداية الحملة العدائية التي شنتها اسرائيل ضد سورية باتهامها بتزويد حزب الله بصواريخ(سكود)المزعومة وتصاعد لهجة التهديد والوعيد الاسرائيلي لسورية وانجرار أقطاب الإدارة الأميركية وراء هذه الحملة، فقد تبين الآن أن وراء هذا التصعيد الاسرائيلي هدفاً محدداً وهو قطع الطريق على أي تقارب أميركي – سوري كان من الممكن أن يقود الوضع في المنطقة نحو الانفراج والاستقرار والسلام .‏

    ولكن أوباما و إدارته سرعان ما عادوا الى المربع الأول في الأجندة الامريكية للإدارة السابقة التي كدست الحقد والعداء للسلام ووقعت تحت تأثير اللوبي الصهيوني وجوقة المحافظين الجدد الذين وإن كانوا خارج الإدارة الأميركية الراهنة، إلا أنهم ما زالوا يقبعون في مراكز مفصلية في رسم توجهات السياسة الأميركية ، وهؤلاء عندما شعروا بتوجهات أوباما الإنفراجية اتجاه سورية حرصاً منه على استعادة سمعة وهيبة أمريكا الملطخة بكراهية الشعوب ، صعدوا مباشرة من ضغوطاتهم وتحذيراتهم لأوباما من الإقدام على ما كان ينوي القيام به من إعادة الروح للعلاقات الأمريكية السورية وماكان من أوباما المرتعب من منافسيه الجمهوريين وخوفه من خسارة أغلبيته الديمقراطية داخل الكونغرس ، وهو على أبواب الانتخابات النصفية ، لاسيما وأنه وبفعل الشرخ بين ما يعلنه من أقوال وما يقوم به من أفعال فقد الكثير من بريقه المخادع أصلا وخسر شعبيته هو وحزبه.‏

    لذلك فلم يجد سوى العودة إلى ممالأة اسرائيل واللوبي الصهيوني المتمثل في ( إيباك) والاستجابة لما يريدونه منه من سياسة معادية لسورية دون أن يدرك بدقة أنه بمثل هكذا سلوك يقضي على أي أمل بالسلام الذي حلمت به شعوب المنطقة والعالم.‏
يعمل...
X