وليت الأقوياء في هذا العالَم اكتفوا بجريمة التواطؤ بالصمت، بل إنهم تنافسوا في تقديم صنوف الدعم والمساندة للغازي الأثيم ونصروا باطله بكل ما لديهم من طاقات سياسية واقتصادية وعسكرية وإعلامية!!
إنها جريمة العصر بلا منازع، داس خلالها المجرمون على جميع الأعراف الإنسانية سماويةً كانت أم وضعية، بما في ذلك القوانين الدولية التي صاغها الغرب بجبروته فصّلها على مقاس مصالحه الذاتية!!
وها هي الدولة العبرية القائمة على العدوان والتوسع، تواصل سيرتها المنحرفة، مزدرية المنظمات الدولية وقراراتها الكثيرة، ومستهترة بكل القيم والمواثيق الإنسانية، ترفض إعادة أجزاء صغيرة من أرض فلسطين إلى أهلها لكي يقيموا عليها دولة، وتصر على التفرد بأنواع أسلحة الفتك الشامل.
لكن مأزق هؤلاء الغاصبين يكمن في اغترارهم بقوتهم – وأكثرها مستعار من بعيد – ولذلك لا يتعظون بدروس التاريخ وعِظَاتِه البليغة. فما من وطن ضاع ما دام أصحابه متشبثين به، وما من بلد احتكر موازين القوى إلا لفترات عابرة: {وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ} [آل عمران: 140].

وكم يكونون ساذجين إذا اعتمدوا في صلفهم وقراءتهم العرجاء للتاريخ، على مصير السكان الأصليين في الأمريكتين وأستراليا، فالفلسطينيون باقون بالملايين، ووراءهم مليار ونصف مليار مسلم و350 مليون عربي. وإذا كانت دولة الباطل ساعة فدولة الحق إلى قيام الساعة.

وإذا كان السادة في عواصم الغرب يهيمون حباً بحلفائهم الصهاينة فلينصحوهم بالاستجابة لتنازلات العرب اليوم، لأن البديل كارثة محققة طال الزمان أم قَصُرَ!!