إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

حتى لا ينسى الحصان مهمته - قصة - حسنة محمود

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حتى لا ينسى الحصان مهمته - قصة - حسنة محمود


    حتى لا ينسى الحصان مهمته


    قصة
    حسنة محمود

    جلس الحصان حزيناً يحدّق في السّيف ،الذي كاد الصّدأ أن يأتي عليه، وسأله : كيف حالك؟ أجاب السيف : كما تراني !
    سأل الحصان : ألست سعيداً وأنت تزّين صدر البيت ؟!
    أجاب السّيف : وكأنه ينتظر هذا السؤال من أعوامٍ، حتى يُخرج أسفه وحزنه. وهل خُلقت للزينة يا صديقي..!؟ وربما معك حق ! أصبح مكاني صدر البيت، أتلقى كلمات الإعجاب من زوار البيت، بعد أن فقدت مهمتي.
    وأنت أيها الحصان المدلل، ألست سعيداً .. ؟ !
    أجاب الحصان : وقد سقطت دمعة من عينه، وتنهّد بحسرةٍ .. ومن أين تأتي السعادة ؟ وأغمض عينيه قليلاً.
    سأل السيف ثانية : ولماذا لا تكون سعيداً ؟ تأكل وتنام وترتدي أجمل صهوة، وترافق صاحب السعادة في جميع رحلاته.!
    أجاب الحصان : كفى، كفى أرجوك لا تكمل، وقد توتّرت أعصابه، وكاد أن يقف على رجليه غضباً. هل هذه هي السّعادة ؟ أو إنك نسيت معنى السعادة ؟. ألا تذكر عندما كنا نتلاقى في ساحات الوغى ؟. كان الواحد منا كالبرق في حركته، ورشاقته، وسرعته. يسابق الريح، وهو يصول، ويجول، ليحقق الفوز، والنصر المشرّف. ألا تذكر كيف كان غبار المعركة يطاول عنان السماء ؟!
    ردّ السيف : صدقت والله. كم كنت سعيداً في تلك الأيام. عندما كان صليل السيوف يسمع كمعزوفة، لحنتها ملائكة السماء، وآلهة الحرب. ويتطاير الشرر، عندما تحتدم المعركة فتكون كشهب تسقط من السماء، ويبقى الواحد منا مرفوع الرأس شامخاً كراية النصر. وإذا ما انخفض ليخرج والدماء تقطر منه.
    فتنهّد كلّ منهما وقالا : قاتل الله تلك الأيام التي يسمونها ماذا … ؟ هدنة ؟ صلحاً ؟ لا أعرف. ولكنها تفقد الكائن منا قيمته الحقيقية.
    وبعد لحظة صمت يائسة وحزينة كان الحصان فيها يرفع رجلاً لينزل يداً تنتابه حالة من الاضطراب، والقلق، حتى كاد أن يكسر مقبض السيف قال : ما رأيك لو أجرينا سباقاً في نهاية كل شهر، والفائز يكافئ؟ !
    ارتفع السيف قليلاً وكأنّ زفرة دفينة خرجت منه عندما رد قائلاً / موافق بشرط. رد الحصان ما هو ؟
    قال السيف : أكون الحكم في السباق ، ومن يخسر أقص ذيله .
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ
    حتى لا ينسى الحصان مهمته - قصة - حسنة محمود
يعمل...
X