Tweet
سنوات القلق!
منقول
تحدث الأستاذ محمد حسنين هيكل في الثامن من هذا الشهر على قناة «الجزيرة» الفضائية, عما سماه سنوات القلق التي تلت نكسة حزيران 1967, وشهدت حرب الاستنزاف, وأوضح هيكل أن القلق لا يعني الوسواس ولا الأوهام, ولفت نظري أنه ربط بين بعض روايات نجيب محفوظ: أولاد حارتنا, اللص والكلاب, السمان والخريف, باعتبارها رجع صدى ذلك القلق, الذي اخترق فئات الناس في مصر, كما هو الحال في سورية. لم يبحث هيكل في العلاقة بين الحراك الاجتماعي والأدب, وهذا أمر طبيعي, لأنه خارج اهتمامه, لكن هذه الإشارة إلى بعض روايات محفوظ, كافية لإثارة الكثير من الأسئلة حول علاقة الأدب والأديب بالحراك الاجتماعي, والمزاج العام في بلاده خلال كل مرحلة زمنية, فالقلق ليس صفة سلبية سواء لدى الكتاب, أو سواهم ممن يعملون في الشأن العام, لأنه يعني طرح الأسئلة, ومحاولات الإجابة والابتكار في الأفكار وزوايا الرؤية, ولا توجد وصفة جاهزة تنطبق على جميع الأدباء لأن طرق الاستجابة للتحديات تكون مختلفة لديهم كأفراد, ولكن من المعروف ان الأدب الإنساني الرفيع المستوى تلازم في الكثير من الأحيان بوجود وقلق اجتماعي عام, ويجد فيه الأديب نفسه ملزماً بتشريح حاسية زمنه.
لقد ظهر الأدب الكلاسيكي الروسي, في أشد مراحل انحطاط روسيا القيصرية وكأن هذا الأدب تعبير عن الحالة, وطرق متكرر على أبواب المستقبل.
ويوجد مثل هذا في آداب الكثير من الشعوب, فالثورة الفكرية الأدبية في فرنسا سبقت الثورة السياسية وكان شكسبير فيما كتب, يشير بالاصبع إلى مقبل الأيام في بلاده, وبالنسبة للعرب, تلازمت موجة تجديد الشعر في أواخر أربعينيات وخمسينات القرن المنصرم بقلق عام, وأسئلة كبرى حول قضايا الاستقلال والسيادة وتجديد أنماط الحياة, وكأن القصيدة العربية التقليدية, لم تعد تتسع لتعقيدات الحراك الاجتماعي وما يطرحه من أسئلة وما يبحث عنه من حلول.
في الأدب اعتدنا على استخدام كلمتي القلق الخلاق, لتمييزه عما سواه من أنواع القلق, والأديب ربما بالفطرة هو كائن قلق لا يخلو ذهنه من الأسئلة في شتى الاتجاهات, ولكن من الصعب إذا تحدثنا عن الأدب الرفيع, الفصل بينه وبين ظروف عصره وزمانه, ومهما حاولنا في هذا الاتجاه يبقى رجع صدى, زمن الشاعر والأديب.
ويوجد مثل هذا في آداب الكثير من الشعوب, فالثورة الفكرية الأدبية في فرنسا سبقت الثورة السياسية وكان شكسبير فيما كتب, يشير بالاصبع إلى مقبل الأيام في بلاده, وبالنسبة للعرب, تلازمت موجة تجديد الشعر في أواخر أربعينيات وخمسينات القرن المنصرم بقلق عام, وأسئلة كبرى حول قضايا الاستقلال والسيادة وتجديد أنماط الحياة, وكأن القصيدة العربية التقليدية, لم تعد تتسع لتعقيدات الحراك الاجتماعي وما يطرحه من أسئلة وما يبحث عنه من حلول.
في الأدب اعتدنا على استخدام كلمتي القلق الخلاق, لتمييزه عما سواه من أنواع القلق, والأديب ربما بالفطرة هو كائن قلق لا يخلو ذهنه من الأسئلة في شتى الاتجاهات, ولكن من الصعب إذا تحدثنا عن الأدب الرفيع, الفصل بينه وبين ظروف عصره وزمانه, ومهما حاولنا في هذا الاتجاه يبقى رجع صدى, زمن الشاعر والأديب.