Announcement

Collapse
No announcement yet.

أدب الإغتراب والمهجر

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • أدب الإغتراب والمهجر

    أدب الإغتراب والمهجر

    منقول


    هل أصبح الأدب المهجري وأصحابه طي الكتب والنسيان, حتى بعيداً عن الذكريات؟ هل أصبح الحنين إلى الأوطان من المنسيات؟ بعد عقود من البعد وانخراط أبناء وأحفاد المهاجرين في المجتمعات التي لانقول إنها جديدة إنما في الأوطان التي كانت مقصد أجدادهم؟
    صفة الحنين والرومانسية، التي صبغت هذا الأدب كانت سائدة، في معظم مادونه المهاجرون الأوائل من كتاب وأدباء وشعراء. لم يكن أدب المهجريين في البلدان الأمريكية ظاهرة في تلك البلدان فحسب، إنما في حياتنا الأدبية والثقافية على الصعيد العربي، تقبل عليه الأجيال بنهمٍ معجبين بإبداع أولئك رغم ظروف الغربة والقهر، بل ربما تلك الظروف هي التي أنتجت أدباء وشعراء، تركوا بصمات على تاريخ الأدب العربي، فكانت الغربة قدرهم وكان أدبهم وسيلة التواصل الروحي والوجداني مع أوطانهم الأم. ‏
    للأسف هذا الأدب تم ركنه في أضابير كتب تاريخ الأدب. دون أن تمتد إليه يد سوى يد الدارسين بين الفينة والأخرى. الأمر الذي يعكس تقصيراً حيال ذلك الإنتاج الذي كانت تقبل عليه الأجيال بشغف وبتلقائية لافتة للنظر. ‏
    بادرة طيبة ولافتة للنظر قامت بها مؤخراً اللجنة الوطنية اللبنانية لليونسكو، عندما عقدت مؤتمراً في بيروت جاء تحت عنوان (الأدب اللبناني في المهجر والمغتربات) وتلك مبادرة لم يسبق أن شهدتها الساحة الأدبية رغم الفخر والإعجاب الذي يشعر به أبناء لبنان وبقية البلدان العربية بما حققه المهاجرون العرب على الصعيد الأدبي في بلاد الاغتراب. بعض الحضور يأملون أن تكون البادرة- مستقبلاً- نواة دراسة حقيقية للأدب المهجري الذي يكتب في مختلف المهاجر التي يعيش فيها المهاجرون- بحسب تعبير أحد الكتاب اللبنانيين. ‏
    فكرة المؤتمر جديرة بالاهتمام، جاءت ضمن فعاليات (بيروت عاصمة عالمية للكتاب) وتمت دعوة عدد من الكتاب المهاجرين المقيمين في استراليا وكندا وفرنسا، والذين يكتبون بلغات ثلاث العربية- الانكليزية- الفرنسية، علماً أحد المشاركين –استغرب عدم دعوة أدباء مهجريين من دول أمريكا اللاتينية أو إفريقيا. إذ لو تمت دعوة أحدهم لتم التعرف على لغة أخرى من (لغات) الأدب المهجري. ‏
    وبعيداً عن عناوين الأوراق التي تم تقديمها إلى المؤتمر والتي طغى عليها إسقاطات محلية تم التركيز على فكرتين عامتين (إشكالية المنفى ومسألة الانتماء). ‏
    أكثر من كاتب أثناء النقاشات ركزوا على مسألة تتمثل في أن الأدب الذي يكتب اليوم في المهجر يختلف عن (الأدب المهجري) من حيث طرحه لعدد من الإشكاليات الأخرى، غير تلك الإشكالية التي كانت تتمثل في الحنين إلى الأوطان في أجيال المهاجرين الأوائل. ‏
    وهذا بالطبع عائد إلى اختلاف الظروف التي يعيشها المغتربون الجدد عن أجدادهم المهاجرين الأوائل، لكن تلك البادرة وبحسب مارأى بعض المشاركين لابد أن تكرس إلى وضع أسس تواصل مستمر مابين أدباء الجيل الجديد من المهاجرين ومابين أبناء أوطانهم الأصلية. وهذا للأسف لايتم إلا بالمناسبات وبطريقة فردية، خاصة إذا علمنا أن الهجرة من البلدان العربية إلى بلدان العالم سواء كانت متقدمة أو نامية، سواء أكانت غربية أم جنوبية باتت ظاهرة، حقق العديد من أبنائهم النجاحات العلمية والأدبية والفنية وباعتراف مراكز البحث العلمية ودوائر الاقتصاد والمال. وهناك العديد من المطالبات بضرورة الاستفادة من خبرات أولئك في تطوير بلدانهم الأصلية، لذلك مسألة التواصل مع المغتربين لم تعد مقصورة على الأدباء والكتاب. بل لابد أن تمتد لتشمل مختلف الفعاليات. والبادرة التي قامت بها اللجنة الوطنية اللبنانية لليونسكو من خلال مؤتمرها تدعونا إلى المزيد من المبادرات الهادفة للتواصل ما بين أبناء العروبة المغتربين والعاملين في شتى المجالات وأوطانهم الأم. ‏
Working...
X