Announcement

Collapse
No announcement yet.

الجاهل في قراءة المجهول

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • الجاهل في قراءة المجهول



    الجاهل في قراءة المجهول



    الانسان... هذا المخلوق الذي استمد قدرته من الله عز وجل، وقد كلفه بناء هذا الكون أمانة ومنحه الحقوق والواجبات برسل سماوية وهداية بشرية.

    ووهبه علوم الأرض والسماء ليتعرف على حاضره وماضيه، ويتأمل مستقبله، فحجب عنه علم الغيب «الموت والمستقبل كما وكيفا» هكذا علمنا التاريخ، وهذا ما نشاهده بالعين، ونحن نعيش ثقافة الصورة كإنجاز لهذا الإنسان الذي اختار طريق الخير، فوجه عدسته الى المخطوطات القديمة مع فجر اختراع الكتابة لا بل مع الرسوم المتفق عليها ما قبل مرحلة الكتابة الى الكتابة الالكترونية التي تعدت صفحاتها الورق لتكتب في الضوء والماء وعلى أي مادة أو فراغ. ‏

    ما حققه الإنسان من الماضي الى الحاضر من قصور وقلاع وسدود وعجائب «كالحدائق المعلقة والاهرامات» وما أنجز من علوم في الطب والفلك والأدب والاقتصاد، وثورات علمية من الكهرباء الى المعلوماتية التي فرضت نفسها للمتعلم والجاهل، يسجل له ويثبت بأن ليس لتقدمه حدود، أماأن يتعدى الانسان الى علم الغيب وينسج عليه خياله ونبوءاته ليتحكم بمصير الأفراد والشعوب كما نلحظ اليوم من منجمين ومتنبئين بالكف أو الكتاب، وأطباء بلا شهادات، فيحضرون آمالاً لا تحضر وأحلاماً لا تبصر، وكأن الله سلمهم مفتاح الغيب، وهذا ما تنكره الشرائع الدينية والعقول العلمية. ‏

    لقد أحسن القدماء تفسير حركة الشمس عبر الأبراج من خلال استخدامهم ذلك في تحديد الفترة من السنة كأساس في تقويم زمني يسيرون عليه، وينظمون وفقه زراعاتهم وأعمالهم الزراعية، غير أن أبراج الشمس هذه أخذها المنجمون كي يبنوا عليها ضروباً من الخزعبلات لبعض من الناس. ‏

    وبالإمكان طرح ثلاثة أسئلة ينكشف من خلالها عدم وجود دلالة علمية لأي علاقة مابين حياة الناس والأبراج النجومية. ‏

    فالسؤال الأول: ما هو تأثير تلك الأبراج على أنفسنا إذا كانت تلك الأبراج بنجومها ومكوناتها تبعد عنا.. ملايين الكيلومترات، ولا يصلنا من إشعاعها ما نحس به، إن أقرب أسطع نجم في كوكبه الثور «الدبران» يبعد عنا 64 سنة ضوئية، وفي كوكبة العقرب «قلب العقرب» 230 سنة ضوئية، وفي الأسد «قلب الأسد» 78 سنة ضوئية، أما أسطع نجوم الكويكبات البرجية وهو «الدبران» لا تزيد نسبة لمعانه عن 1000/1 مليون من لمعان الشمس. ‏

    والسؤال الثاني: إن حركة الكواكب في منطقة البروج تعتمد على البقعة التي ينظر منها الناظر إليها، فرجل الفضاء الذي يتحرك بين الكواكب سيرى صوراً مختلفة عن تلك التي يراها الإنسان من سطح الأرض واقتران كوكبين لا يزيد اهمية عن اقتران شجرتين إذا مررنا بهما ونحن في سيارة، فما هي العلاقة بين الكواكب والأبراج، وما مدى تأثير اقتران كوكب أو أكثر ببرج من البروج على حياة أولئك الذين يولدون على سطح الأرض؟ وهل في هذا الاقتران تقارب حقيقي؟ إنه تقارب خادع للنظر، إذ تبقى المسافات شاسعة جداً ما بين أي كوكب من كواكب منظومتنا الشمسية وأي نجم آخر، من نجوم السماء. ‏

    السؤال الثالث: إن المنجمين الذي يشتغلون بالتنجيم، وعلى قدر كبير من الجهل بعلم الفلك، وما بينهما من صلة أبعد مما بينهما وأقرب نجم من نجوم البروج التي يعتمدونها في تكهناتهم، والذي هو بلا شك أبعد عنا من شمسنا بألوف المرات. ‏

    والسؤال المطروح كيف يعتمد المنجمون تحديد بداية الاعتدال الربيعي ببداية برج الحمل، وهكذا كل برج يسيرونه شهر تقريباً من هذا التاريخ 21 اذار علماً إن الحقيقة العلمية تخالف ذلك وما يقال عن مواليد هذا البرج وغيره من الأبراج ينطبق على أناس ولدوا قبل أكثر من 1500 سنة مضت. ‏

    إن التفاتة يميناً أو يساراً في المجتمع وخاصة العربي نجد لأفعالهم كوارث بشرية وأمراضاً نفسية وحالات احباط وطلاق وانتحار وامراض جسمية وتشوهات ناتجة عن وصفات مسمومة بالشعوذة. ‏

    وما يؤلمنا ونحن نعايش تجارة العقل وتصدير الأفكار وثورة الاتصالات أن نراهم يتصدرون الفضائيات وعلى شاشاتنا الوطنية في صباح كل يوم «مرحلة الاستعداد للعمل» وبكلمة واحدة لا ترضي عواطفنا نحبط عزائمنا ونحصد الخسارة في الانجاز والانتاج، وبكلمة أمل ترضي عواطف بعضنا ينحرف عن ميدان العمل، فيغيب الطالب عن مدرسته والعامل عن عمله الى مواعيد خاوية إلا من الانتظار، ولقاءات ناشزة بنيت على سراب لينضموا الى مقابر الحياء «امراض نفسية وكوارث اجتماعية. ‏

    والأخطر يطالون الدول كبيرها وصغيرها، يسلطون سمومهم، ويعلنون كوارث قادمة «إرهاب.. قتل ... حروب.. دمار.. خلافات» وكأنه لايكفينا ما يؤلمنا من الواقع، فيقتلون الأمل الباقي تحت الرماء، فيبشرون زعيماً بالاغتيال ودولة بالحروب ودول أخرى بالزلازل والطوفان والأمراض المجهولة والحروب الطائفية والانقسامات.. ‏

    إننا نتوجه الى أصحاب القرار وأخص رجال الإعلام المرئي والمسموع والمكتوب أصحاب الفضل الكبير على العامة والخاصة من مراسلين تطوعوا ليكونوا العين الثالثة للإعلام في البحث عن الايجابيات وما أكثرها في هذا الوطن الحبيب، ونقل ما يقلق أفراد أعزاء عليكم. ‏

    جل ما نريد حث هؤلاء للتحدث عن الايجابيات إن وجدت في خزعبلاتهم، أما الأخوة الأعزاء ان نحتكم إلى الواقع مع أهمية مراجعة الماضي لاستشفاف المستقبل بالعقل وعملياته مع تطبيق المثل العربي «قس شبرك بفترك.. ربما تصب رشدك» ‏


  • #2
    الجاهل في قراءة المجهول



    الجاهل في قراءة المجهول



    الانسان... هذا المخلوق الذي استمد قدرته من الله عز وجل، وقد كلفه بناء هذا الكون أمانة ومنحه الحقوق والواجبات برسل سماوية وهداية بشرية.

    ووهبه علوم الأرض والسماء ليتعرف على حاضره وماضيه، ويتأمل مستقبله، فحجب عنه علم الغيب «الموت والمستقبل كما وكيفا» هكذا علمنا التاريخ، وهذا ما نشاهده بالعين، ونحن نعيش ثقافة الصورة كإنجاز لهذا الإنسان الذي اختار طريق الخير، فوجه عدسته الى المخطوطات القديمة مع فجر اختراع الكتابة لا بل مع الرسوم المتفق عليها ما قبل مرحلة الكتابة الى الكتابة الالكترونية التي تعدت صفحاتها الورق لتكتب في الضوء والماء وعلى أي مادة أو فراغ. ‏

    ما حققه الإنسان من الماضي الى الحاضر من قصور وقلاع وسدود وعجائب «كالحدائق المعلقة والاهرامات» وما أنجز من علوم في الطب والفلك والأدب والاقتصاد، وثورات علمية من الكهرباء الى المعلوماتية التي فرضت نفسها للمتعلم والجاهل، يسجل له ويثبت بأن ليس لتقدمه حدود، أماأن يتعدى الانسان الى علم الغيب وينسج عليه خياله ونبوءاته ليتحكم بمصير الأفراد والشعوب كما نلحظ اليوم من منجمين ومتنبئين بالكف أو الكتاب، وأطباء بلا شهادات، فيحضرون آمالاً لا تحضر وأحلاماً لا تبصر، وكأن الله سلمهم مفتاح الغيب، وهذا ما تنكره الشرائع الدينية والعقول العلمية. ‏

    لقد أحسن القدماء تفسير حركة الشمس عبر الأبراج من خلال استخدامهم ذلك في تحديد الفترة من السنة كأساس في تقويم زمني يسيرون عليه، وينظمون وفقه زراعاتهم وأعمالهم الزراعية، غير أن أبراج الشمس هذه أخذها المنجمون كي يبنوا عليها ضروباً من الخزعبلات لبعض من الناس. ‏

    وبالإمكان طرح ثلاثة أسئلة ينكشف من خلالها عدم وجود دلالة علمية لأي علاقة مابين حياة الناس والأبراج النجومية. ‏

    فالسؤال الأول: ما هو تأثير تلك الأبراج على أنفسنا إذا كانت تلك الأبراج بنجومها ومكوناتها تبعد عنا.. ملايين الكيلومترات، ولا يصلنا من إشعاعها ما نحس به، إن أقرب أسطع نجم في كوكبه الثور «الدبران» يبعد عنا 64 سنة ضوئية، وفي كوكبة العقرب «قلب العقرب» 230 سنة ضوئية، وفي الأسد «قلب الأسد» 78 سنة ضوئية، أما أسطع نجوم الكويكبات البرجية وهو «الدبران» لا تزيد نسبة لمعانه عن 1000/1 مليون من لمعان الشمس. ‏

    والسؤال الثاني: إن حركة الكواكب في منطقة البروج تعتمد على البقعة التي ينظر منها الناظر إليها، فرجل الفضاء الذي يتحرك بين الكواكب سيرى صوراً مختلفة عن تلك التي يراها الإنسان من سطح الأرض واقتران كوكبين لا يزيد اهمية عن اقتران شجرتين إذا مررنا بهما ونحن في سيارة، فما هي العلاقة بين الكواكب والأبراج، وما مدى تأثير اقتران كوكب أو أكثر ببرج من البروج على حياة أولئك الذين يولدون على سطح الأرض؟ وهل في هذا الاقتران تقارب حقيقي؟ إنه تقارب خادع للنظر، إذ تبقى المسافات شاسعة جداً ما بين أي كوكب من كواكب منظومتنا الشمسية وأي نجم آخر، من نجوم السماء. ‏

    السؤال الثالث: إن المنجمين الذي يشتغلون بالتنجيم، وعلى قدر كبير من الجهل بعلم الفلك، وما بينهما من صلة أبعد مما بينهما وأقرب نجم من نجوم البروج التي يعتمدونها في تكهناتهم، والذي هو بلا شك أبعد عنا من شمسنا بألوف المرات. ‏

    والسؤال المطروح كيف يعتمد المنجمون تحديد بداية الاعتدال الربيعي ببداية برج الحمل، وهكذا كل برج يسيرونه شهر تقريباً من هذا التاريخ 21 اذار علماً إن الحقيقة العلمية تخالف ذلك وما يقال عن مواليد هذا البرج وغيره من الأبراج ينطبق على أناس ولدوا قبل أكثر من 1500 سنة مضت. ‏

    إن التفاتة يميناً أو يساراً في المجتمع وخاصة العربي نجد لأفعالهم كوارث بشرية وأمراضاً نفسية وحالات احباط وطلاق وانتحار وامراض جسمية وتشوهات ناتجة عن وصفات مسمومة بالشعوذة. ‏

    وما يؤلمنا ونحن نعايش تجارة العقل وتصدير الأفكار وثورة الاتصالات أن نراهم يتصدرون الفضائيات وعلى شاشاتنا الوطنية في صباح كل يوم «مرحلة الاستعداد للعمل» وبكلمة واحدة لا ترضي عواطفنا نحبط عزائمنا ونحصد الخسارة في الانجاز والانتاج، وبكلمة أمل ترضي عواطف بعضنا ينحرف عن ميدان العمل، فيغيب الطالب عن مدرسته والعامل عن عمله الى مواعيد خاوية إلا من الانتظار، ولقاءات ناشزة بنيت على سراب لينضموا الى مقابر الحياء «امراض نفسية وكوارث اجتماعية. ‏

    والأخطر يطالون الدول كبيرها وصغيرها، يسلطون سمومهم، ويعلنون كوارث قادمة «إرهاب.. قتل ... حروب.. دمار.. خلافات» وكأنه لايكفينا ما يؤلمنا من الواقع، فيقتلون الأمل الباقي تحت الرماء، فيبشرون زعيماً بالاغتيال ودولة بالحروب ودول أخرى بالزلازل والطوفان والأمراض المجهولة والحروب الطائفية والانقسامات.. ‏

    إننا نتوجه الى أصحاب القرار وأخص رجال الإعلام المرئي والمسموع والمكتوب أصحاب الفضل الكبير على العامة والخاصة من مراسلين تطوعوا ليكونوا العين الثالثة للإعلام في البحث عن الايجابيات وما أكثرها في هذا الوطن الحبيب، ونقل ما يقلق أفراد أعزاء عليكم. ‏

    جل ما نريد حث هؤلاء للتحدث عن الايجابيات إن وجدت في خزعبلاتهم، أما الأخوة الأعزاء ان نحتكم إلى الواقع مع أهمية مراجعة الماضي لاستشفاف المستقبل بالعقل وعملياته مع تطبيق المثل العربي «قس شبرك بفترك.. ربما تصب رشدك» ‏

    Comment

    Working...
    X