إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

التفكير قبل التكفير

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • التفكير قبل التكفير



    التفكير قبل التكفير

    سمير اسحق




    دخل أحمد إلى المنزل متجهم الوجه بعد أن تلقى درساً في أصول الإيمان والكفر وكيفية الحصول على مفتاح الجنة.

    كانت أخته (معلمة رياضيات) تشاهد مسلسلاً تلفزيونياً. ‏

    هجم أحمد على التلفاز فأطفأه وعلى شريط الهوائي فقطعه وصرخ بوجه أخته قائلاً ألا تعلمين أن هذا الشريط يصنع حاجزاً بينك وبين الله. ‏

    آلاء: ماذا بك ياأخي ولماذا هذه العصبية؟ ‏

    أحمد: في هذا التلفاز يسكن شيطان ولايجوز لأي شيء أن يشغلك عن عبادة الله الواحد الأحد القهار الجبار المنتقم. ‏

    آلاء: إهدأ ياحبيبي بالله عليك إهدأ فالله اسمه أيضاً الرحمن الرحيم الصبور الغفور ‏

    أحمد: مقاطعاً كلا إنه منتقم جبار من الكفار الذين يبتعدون عن ممارسة فرائضه أيتها الكافرة. ‏

    آلاء: وقد عقدت الدهشة لسانها: اسكت ياغبي. ‏

    هجم أحمد وصفعها على وجهها فارتمت على الأرض وأجهشت بالبكاء. وخرج أحمد من المنزل منتشياً بعد أن علم أخته الدين... ‏

    عاد الأب من عمله (تاجر متدين) ليرى ابنته مضروبة ومصابة بالذهول. ‏

    صعق الأب واقترب من ابنته وحضنها قائلاً: ماذا حدث؟ من فعل بك هذا. وأجهشت آلاء بالبكاء. ‏

    سكت الأب برهة وقد أحس بأن هناك كارثة «ما» تحتاج لهدوء أعصاب. أتى لها بكأس من الماء فشربته وانفجرت بالبكاء. ‏

    انتظر الأب دقائق وعيناه دامعتان ليعاود السؤال. ‏

    الأب: ماذا بك ياحبيبة أبيك. ‏

    آلاء: روت له ماحدث وهي ثائرة باكية. ‏

    الأب: بعد برهة من التفكير وزفرة طويلة. وأين أخوك الآن. ‏

    آلاء: خرج وليته لايعود. ‏

    علم الأب بفراسة التاجر أن الأصولية دخلت بيته وعليه أن يحاربها بالدين، ولكنه لم يستطع تمالك نفسه من البكاء وحضن ابنته قائلاً يابنتي يبدو أن أخاك ضحية وليس جلاداً وأرجو منك أن تشفقي عليه لاأن تغضبي منه وتكرهيه وتركها قائلاً (لاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم). ‏

    دخل الأب غرفته. ‏

    وقد أدرك أن ابنه مستهدف لتحويله إلى أصولي. ‏

    وأن هناك مناخاً جديداً يعيشه ولابد من تسليحه بالدين. ‏

    بعد ساعتين عاد أحمد وهو عابس. ‏

    الأب: أهلاً بأحمد أين كنت ‏

    أحمد: عند أصدقائي، ولم يعقب الأب. ‏

    تناولا العشاء لأول مرة دون آلاء التي اعتكفت في غرفتها. ‏

    الأب: هل تعتقد أن مشاهدة التلفاز كفر. ‏

    أحمد: طبعاً فهو يلهي عن ذكر الله. ‏

    الأب: لو ألغينا التلفاز من المنزل ألا يوجد ألف طريقة غير التلفاز. ‏

    أحمد: طبعاً ولكن. ‏

    الأب: (مقاطعاً) يابني التلفاز يحتوي على ماتريد منه فهناك البرامج العلمية وهناك البرامج الدينية وهناك البرامج الفاجرة، أليس كذلك. ‏

    أحمد: طبعاً ولكن ‏

    الأب: مقاطعاً وماذا كانت أختك تشاهد عندما ضربتها ‏

    أحمد: لاأعرف. ‏

    الأب: يابني نحن أتباع دين محمد (ص) فهل تعتقد أننا الوحيدون الذين سيدخلون الجنة. ‏

    أحمد: لاأشك بهذا لحظة فالدين عند الله الإسلام. ‏

    الأب: إذاً دعنا نقرأ بعض الآيات من قرآننا. ‏

    في سورة هود الآية 118 يقول الله سبحانه وتعالى ûولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة، ولايزالون مختلفين‎. ‏

    وهنا أسألك لماذا لم يجعلهم الله بلحظة أو بثانية أمة واحدة، أليس الله على كل شيء قدير ‏

    أحمد: ولكن. ‏

    الأب: مقاطعاً حذار ياأحمد من تفسير الذات الإلهية فنحن مخلوقاته وعلينا طاعته والمخلوق لايجوز له الاشتراك في تقرير إرادة الخالق. ‏

    اسمع يابني: لفهم الدين لابد من فهم ظروف نشأته، لقد نشأ الرسول (ص) في مكة حيث كان هناك 360 صنماً يحيطون بالكعبة المشرفة وكل صنم كان يخص قبيلة من قبائل الجزيرة العربية وكان الرسول ضد تعدد الآلهة ومع وحدانية الله لهذا قال الرسول (لاأعبد ماتعبدون) ‏

    وكان حج قبائل الجزيرة إلى الكعبة قبل الرسول (ص) (عبادة وتجارة) كما قال أبو سفيان قبل اسلامه لعمار بن ياسر. ‏

    فالقوافل تأتي إلى الكعبة لتحج كل قبيلة إلى صنمها الموجود حول الكعبة فإذا أصبح الله واحداً وموجوداً في كل مكان فلمن ستحج هذه القوافل بالطبع ستخسر قريش كل تجارتها. ‏

    هل فهمت يابني سبب العداوة الرهيبة لدين الرسول. ‏

    الابن: لم يشرح أحد لي الأمر بهذا الشكل. ‏

    الأب: أرجو أن لاتقاطعني وافهم دينك من قرآنك فلو كان أتباع دين محمد (ص) هم المسلمون الوحيدون لما كنا قد قرأنا هذه الآية التي تعلمنا (وعلينا أن نتعلم) معنى الإسلام ففي سورة البقرة الآية 136 ûقولوا آمنا بالله وماأنزل إلينا وماأنزل إلى ابراهيم واسماعيل واسحق ويعقوب والأسباط وماأوتي موسى وعيسى وماأوتي النبيون من ربهم لانفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون‎ صدق الله العظيم. ‏

    وهذا مايفسر جمال تعانق الجامع مع الكنيسة على الباب الشرقي لمدينة دمشق لآن أتباع المسيح هم أحد الفرق الإسلامية، وأتباع محمد هم أحد الفرق الإسلامية، وأتباع موسى هم أحد الفرق الإسلامية، وكل هؤلاء مسلمون لله بطرق مختلفة ولكن بغاية واحدة ‏

    الابن: (وقد عقدت الدهشة لسانه) الحقيقة.. ‏

    الأب: مقاطعاً يابني أول المسلمين هو سيدنا إبراهيم الخليل وهو لم ينطق بالشهادتين لأن الإسلام يعني أن تسلم أمرك لله إما عن طريق القرآن أو عن طريق الإنجيل. هذا هو إسلامنا الحقيقي ‏

    اذهب يابني إلى أختك وصالحها. ‏

    وذهب الابن إلى أخته وعانقها نادماً وهو يقول كنت ضالاً فأرشدني القرآن. ‏

  • #2
    التفكير قبل التكفير



    التفكير قبل التكفير

    سمير اسحق




    دخل أحمد إلى المنزل متجهم الوجه بعد أن تلقى درساً في أصول الإيمان والكفر وكيفية الحصول على مفتاح الجنة.

    كانت أخته (معلمة رياضيات) تشاهد مسلسلاً تلفزيونياً. ‏

    هجم أحمد على التلفاز فأطفأه وعلى شريط الهوائي فقطعه وصرخ بوجه أخته قائلاً ألا تعلمين أن هذا الشريط يصنع حاجزاً بينك وبين الله. ‏

    آلاء: ماذا بك ياأخي ولماذا هذه العصبية؟ ‏

    أحمد: في هذا التلفاز يسكن شيطان ولايجوز لأي شيء أن يشغلك عن عبادة الله الواحد الأحد القهار الجبار المنتقم. ‏

    آلاء: إهدأ ياحبيبي بالله عليك إهدأ فالله اسمه أيضاً الرحمن الرحيم الصبور الغفور ‏

    أحمد: مقاطعاً كلا إنه منتقم جبار من الكفار الذين يبتعدون عن ممارسة فرائضه أيتها الكافرة. ‏

    آلاء: وقد عقدت الدهشة لسانها: اسكت ياغبي. ‏

    هجم أحمد وصفعها على وجهها فارتمت على الأرض وأجهشت بالبكاء. وخرج أحمد من المنزل منتشياً بعد أن علم أخته الدين... ‏

    عاد الأب من عمله (تاجر متدين) ليرى ابنته مضروبة ومصابة بالذهول. ‏

    صعق الأب واقترب من ابنته وحضنها قائلاً: ماذا حدث؟ من فعل بك هذا. وأجهشت آلاء بالبكاء. ‏

    سكت الأب برهة وقد أحس بأن هناك كارثة «ما» تحتاج لهدوء أعصاب. أتى لها بكأس من الماء فشربته وانفجرت بالبكاء. ‏

    انتظر الأب دقائق وعيناه دامعتان ليعاود السؤال. ‏

    الأب: ماذا بك ياحبيبة أبيك. ‏

    آلاء: روت له ماحدث وهي ثائرة باكية. ‏

    الأب: بعد برهة من التفكير وزفرة طويلة. وأين أخوك الآن. ‏

    آلاء: خرج وليته لايعود. ‏

    علم الأب بفراسة التاجر أن الأصولية دخلت بيته وعليه أن يحاربها بالدين، ولكنه لم يستطع تمالك نفسه من البكاء وحضن ابنته قائلاً يابنتي يبدو أن أخاك ضحية وليس جلاداً وأرجو منك أن تشفقي عليه لاأن تغضبي منه وتكرهيه وتركها قائلاً (لاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم). ‏

    دخل الأب غرفته. ‏

    وقد أدرك أن ابنه مستهدف لتحويله إلى أصولي. ‏

    وأن هناك مناخاً جديداً يعيشه ولابد من تسليحه بالدين. ‏

    بعد ساعتين عاد أحمد وهو عابس. ‏

    الأب: أهلاً بأحمد أين كنت ‏

    أحمد: عند أصدقائي، ولم يعقب الأب. ‏

    تناولا العشاء لأول مرة دون آلاء التي اعتكفت في غرفتها. ‏

    الأب: هل تعتقد أن مشاهدة التلفاز كفر. ‏

    أحمد: طبعاً فهو يلهي عن ذكر الله. ‏

    الأب: لو ألغينا التلفاز من المنزل ألا يوجد ألف طريقة غير التلفاز. ‏

    أحمد: طبعاً ولكن. ‏

    الأب: (مقاطعاً) يابني التلفاز يحتوي على ماتريد منه فهناك البرامج العلمية وهناك البرامج الدينية وهناك البرامج الفاجرة، أليس كذلك. ‏

    أحمد: طبعاً ولكن ‏

    الأب: مقاطعاً وماذا كانت أختك تشاهد عندما ضربتها ‏

    أحمد: لاأعرف. ‏

    الأب: يابني نحن أتباع دين محمد (ص) فهل تعتقد أننا الوحيدون الذين سيدخلون الجنة. ‏

    أحمد: لاأشك بهذا لحظة فالدين عند الله الإسلام. ‏

    الأب: إذاً دعنا نقرأ بعض الآيات من قرآننا. ‏

    في سورة هود الآية 118 يقول الله سبحانه وتعالى ûولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة، ولايزالون مختلفين‎. ‏

    وهنا أسألك لماذا لم يجعلهم الله بلحظة أو بثانية أمة واحدة، أليس الله على كل شيء قدير ‏

    أحمد: ولكن. ‏

    الأب: مقاطعاً حذار ياأحمد من تفسير الذات الإلهية فنحن مخلوقاته وعلينا طاعته والمخلوق لايجوز له الاشتراك في تقرير إرادة الخالق. ‏

    اسمع يابني: لفهم الدين لابد من فهم ظروف نشأته، لقد نشأ الرسول (ص) في مكة حيث كان هناك 360 صنماً يحيطون بالكعبة المشرفة وكل صنم كان يخص قبيلة من قبائل الجزيرة العربية وكان الرسول ضد تعدد الآلهة ومع وحدانية الله لهذا قال الرسول (لاأعبد ماتعبدون) ‏

    وكان حج قبائل الجزيرة إلى الكعبة قبل الرسول (ص) (عبادة وتجارة) كما قال أبو سفيان قبل اسلامه لعمار بن ياسر. ‏

    فالقوافل تأتي إلى الكعبة لتحج كل قبيلة إلى صنمها الموجود حول الكعبة فإذا أصبح الله واحداً وموجوداً في كل مكان فلمن ستحج هذه القوافل بالطبع ستخسر قريش كل تجارتها. ‏

    هل فهمت يابني سبب العداوة الرهيبة لدين الرسول. ‏

    الابن: لم يشرح أحد لي الأمر بهذا الشكل. ‏

    الأب: أرجو أن لاتقاطعني وافهم دينك من قرآنك فلو كان أتباع دين محمد (ص) هم المسلمون الوحيدون لما كنا قد قرأنا هذه الآية التي تعلمنا (وعلينا أن نتعلم) معنى الإسلام ففي سورة البقرة الآية 136 ûقولوا آمنا بالله وماأنزل إلينا وماأنزل إلى ابراهيم واسماعيل واسحق ويعقوب والأسباط وماأوتي موسى وعيسى وماأوتي النبيون من ربهم لانفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون‎ صدق الله العظيم. ‏

    وهذا مايفسر جمال تعانق الجامع مع الكنيسة على الباب الشرقي لمدينة دمشق لآن أتباع المسيح هم أحد الفرق الإسلامية، وأتباع محمد هم أحد الفرق الإسلامية، وأتباع موسى هم أحد الفرق الإسلامية، وكل هؤلاء مسلمون لله بطرق مختلفة ولكن بغاية واحدة ‏

    الابن: (وقد عقدت الدهشة لسانه) الحقيقة.. ‏

    الأب: مقاطعاً يابني أول المسلمين هو سيدنا إبراهيم الخليل وهو لم ينطق بالشهادتين لأن الإسلام يعني أن تسلم أمرك لله إما عن طريق القرآن أو عن طريق الإنجيل. هذا هو إسلامنا الحقيقي ‏

    اذهب يابني إلى أختك وصالحها. ‏

    وذهب الابن إلى أخته وعانقها نادماً وهو يقول كنت ضالاً فأرشدني القرآن. ‏

    تعليق

    يعمل...
    X