إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

شيخ النحاتين السوريين الفنان العالمي "سعيد مخلوف" أيهم صقر -د.شاهين- حريتش

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • شيخ النحاتين السوريين الفنان العالمي "سعيد مخلوف" أيهم صقر -د.شاهين- حريتش

    شيخ النحاتين الفنان
    "سعيد مخلوف"
    موقع التشكيلين السوريين
    ومجلة الشرق الأوسط
    فيصل حريتش
    ود.محمود شاهين
    وموقع
    أيهم صقر
    الخميس 17 تموز 2008
    ولد النحات "سعيد مخلوف" في بلدته "بستان الباشا" القريبة جداً من مدينة "جبلة"، عام 1925 وتوفي في "دمشق" عام 2000، حيث بدأ رحلةالفن الطويلة الشاقة والسعيدة عام 1932، بمحاولات واعدة فوق هوامش دفاتر المدرسة.

    عام 1946اختلف الأمر، إذ سرعان ما خرج من هوامش دفاتره الحبيبة، إلى اللوحة الكاملةالمقومات والخصائص ثم إلى النحت وملحقاته من الفنون التي يندرج بعضها تحت اصطلاح (الفنون التطبيقية)، وبعضها الآخر أقرب إلى الحرف والصناعات اليدوية، وبالتدريجأصبح كل شيء حوله يثيره ويحرضه ويغريه للمضي بعيداً، في الكشف والبحثوالتجريب.

    هكذا بدأت رحلة الفن الصعبة- الجميلة، في عالمه المثير الطافحبالإنتاج والمغامرة والتجريب الذي لم يعرف التوقف عند حد.

    في البداية قام "سعيد مخلوف" بإنجاز مجموعة أعمال فنية، بطريقة النحت النافر على الحجر، أخذتطريقها إلى معرض جماعي وحصلت على الجائزة الأولى، ما دفعه لمتابعة التعامل مع هذهالخامة، وفي الوقت نفسه استهواه المسرح فلعب بعض الأدوار الدرامية، ثم انقطع عنممارسة الفن لمدة خمس سنوات.

    مع بداية العام 1962 أنجز أول منحوتة له منالخشب، وكانت هذه الفترة بالنسبة له، ضائعة بين الرغبة بالتسلية والرغبة بالتعبيرعن

    بعض هواجسه الخاصة،إذ كان يشعر وهو يمارس فن النحت، أنه في معركة مع أقوياء، معركة لا يملك فيها سوىاجتراح فعل الإبداع سلاحاً يحاربهم به.

    أواخر خمسينيات القرن الماضي ومطلعستينياته، انتقل "سعيد" للإقامة في "بيروت"، عمل خلالها بالتمثيل واشتغل بالماكياجوالتصوير.

    في العام 1962 عاد من "لبنان" إلى بلدته "بستان الباشا"، حيثابتدأت انطلاقته الكبرى مع النحت، خلال هذه الفترة عكف "سعيد مخلوف" على تنفيذالعديد من الأعمال النحتية الحجرية والرخامية والخشبية، عقب إنجازها حملها جميعهاإلى "دمشق"، وشارك بها في معرض الدولة الرئيسي الذي كان يحمل آنذاك اسم "معرضالخريف".

    قبلها كان يخشى العرض، بالرغم من تشجيع من حوله له، على تقديمأعماله للناس. عام 1964 أقام أول معرض فردي له في بيت السيدة "مورلي"، وفي العامنفسه أقام معرضه الفردي الثاني في صالة المركز الثقافي العربي "بدمشق" ومنذ العام 1966 انقطع عن العرض كلياً، في

    المعارض الرسمية.

    أما انطلاقته الكبرى فكانت من خلال معرضه بصالة "اسباس" "بدمشق" الذي عرّفالناس عليه عن قرب، وبشكل جيد وصحيح. غير أن تجربة "سعيد مخلوف" الأبرز والأهم كانتفي المرحلة التي بدأ فيها يعالج جذوع الشجر، (خاصة جذوع الزيتون الوسيمة المباركة)،وهذه التجربة تحولت فيما بعد، إلى مدرسة نحتية قائمة بذاتها في الحياة التشكيليةالسورية المعاصرة، مدرسة تربى فيها العديد من النحاتين السوريين الشباب، وهم يملؤوناليوم شرايين هذه الحياة بصخبهم المحبب، وجميعهم تحدروا من مدرسته التي جمعت بينالحس البدائي العفوي والخبرة المكتسبة بالممارسة الدؤوب.

    عمر طويل أمضاه "سعيد مخلوف" في ممارسة النحت الذي تعلمه بنفسه، عالج جذوع الأشجار الصلبة بتلقائيةووعي في آن معا، ما جعل هذه الجذوع تستكين إلى يديه، وتتلوى تحت ضربات مطرقتهوازميله، كما تتلوى الفرس الحرون أمام سائسها القوي، الماهر، المدرب ،المتمكن منأسرارها.

    عبر جذوع أشجار الزيتون المبارك، جاء صوت


    هذا النحات قوياً،واضحاً، فاعلاً، جميلاً، كاتباً بذلك السطور الأوضح في سفر النحت السوريالحديث.

    ومن أشهر أعمال النحات "سعيد مخلوف": "الأسد المجنح" في مطار "دمشق" الدولي. وكان قد نال وسام الاستحقاق السوري بمرسوم جمهوري من القائد الخالد، وتوفيعام 2000 تاركاً إرثاً فنياً لايقدر بثمن، ولقباً اشتهر به طيلة حياته، لقبه بهالنحاتون السوريون، وهو "شيخ النحاتين".

    (16/7/2008).







    النحات العالمي الفنا ن التشكيلي في سوريا



    رحل الفنان سعيد مخلوف عام 2000 بعد ان قدم لفن النحت في سورياالكثير فكان بحق
    (شيخ النحاتين السوريين ) .


    ولدسعيد مخلوف عام 1925 في قرية بستان الباشا الساحلية القريبة من مدينة جبلة ..و منهناك بدأ رحلة طويلة و غنية من العطاء المتواصل.
    استخدم هذا الفنان الكبيرالعديد من التقنيات و الخامات و فتح ابواباً جديدة, جريئة للتجربة و الاستكشاف فيفن النحت. استخدم الحجر و الرخام و الزجاج و جذوع شجر الزيتون الذي اعتقد انه كاناحب الخامات الى قلبه لانه كان يحمل معه هوية الارض التي كان سعيد مخلوف يعتز بها .
    زرته مرتين في منحته او لنقل مختبره الذي كان يقع آنذاك في ظهر معرض دمشقالدولي, اذ كان لدي صديق فنان يعرفه و يتعلم على يديه.. .فكنت ارى جذوع الزيتون نصفمنحوتة هنا و قطع احجار هناك و زجاج ملون و نحاس و فرن تنبعث منه روائح غريبة واشياء مدلاة من السقف بعضها تعرف انها ثمار مجففة لشجرة ساحلية و بعضها الاخر لاتعرف ان كانت نبات ام حيوان ... فكان مختبره هذا اشبه بمعمل كيميائي من العصورالوسطى يجمع كل الخامات باحثاً عن الحجر السحري الذي يحول كل شيء الى ذهب .., لميكن مخلوف يحتاج الى ذلك الحجر السحري اذ ان كل ما كان يقع بين يديه كان يتحول الىجمال اغلى من الذهب او خريطة كنز روحية تأخذك الى عالم مختلف.
    كان صديقناالمشترك قومياً سورياً..و لست ادري ان كان لمخلوف اي انتماء سياسي آنذاك و لكننيمتأكد من شيء واحد الا وهو ان حبه لسوريا كان توأماً لحبه لفنه ....كان مخلوفسورياً بكل جوانحه !


    عرفت فنه لفترة قصيرة و رايت فيه فناناً مبدعاً و جريء ..وسأنقل لكم مقالات عن اللذين عرفوا الفنان و فنه بشكل اكبر :


    مقتطف منمقالة بقلم الاستاذ ايهم صخر (في موقع اللاذقية بتاريخ 27 ايار 2009 )
    مع بداية العام 1962 أنجز أول منحوتة له من الخشب وكانت هذه الفترةبالنسبة لسعيد مخلوف ضائعة بين الرغبة بالتسلية والرغبة بالتعبير عن بعض هواجسهالخاصة، إذ كان يشعر وهو يمارس فن النحت أنه في معركة مع أقوياء معركة لا يملك فيهاسوى اجتراح فعل الإبداع سلاحا" يحاربهم به. أواخر خمسينيات القرن الماضي ومطلعستينياته، انتقل سعيد للإقامة في بيروت عمل خلالها بالتمثيل واشتغل بالماكياجوالتصوير.في العام 1962عاد من لبنان إلى بلدته (بستان الباشا) حيث ابتدأت انطلاقتهالكبرى مع النحت خلال هذه الفترة عكف سعيد مخلوف على تنفيذ العديد من الأعمالالنحتية الحجرية والرخامية والخشبية.عقب إنجازها حملها جميعها إلى دمشق وشارك بهافي معرض الدولة الرئيسي الذي كان يحمل آنذاك اسم (معرض الخريف).
    قبلها كان يخشىالعرض بالرغم من تشجيع من حوله على تقديم أعماله للناس. عام 1964 أقام أول معرضفردي له في بيت السيدة (مورلي) وفي العام نفسه أقام معرضه الفردي الثاني في صالةالمركز الثقافي العربي بدمشق ومنذ العام 1966 انقطع عن العرض كليا في المعارضالرسمية أما انطلاقته الكبرى فكانت من خلال معرضه بصالة(اسباس) بدمشق الذي عرّفالناس عليه عن قرب وبشكل جيد وصحيح غير أن تجربة سعيد مخلوف الأبرز والأهم كانت فيالمرحلة التي بدأ فيها يعالج جذوع الشجر(خاصة جذوع الزيتون الوسيمة المباركة)، وهذهالتجربة تحولت فيما بعد إلى مدرسة نحتية قائمة بذاتها في الحياة التشكيلية السوريةالمعاصرة،مدرسة تربى فيها العديد من النحاتين السوريين الشباب،وهم يملؤون اليومشرايين هذه الحياة بصخبهم المحبب، وجميعهم تحدروا من مدرسته التي جمعت بين الحسالبدائي العفوي والخبرة المكتسبة بالممارسة الدؤوب.عمر طويل أمضاه سعيد مخلوف فيممارسة النحت الذي تعلمه بنفسه، عالج جذوع الأشجار الصلبة بتلقائية ووعي في آن معاما جعل هذه الجذوع تستكين إلى يديه، وتتلوى تحت ضربات مطرقته وازميله كما تتلوىالفرس الحرون أمام سائسها القوي الماهر المدرب المتمكن من أسرارها. عبر جذوع أشجارالزيتون المبارك جاء صوت هذا النحات قويا واضحا، فاعلا، جميلا، كاتبا بذلك السطورالأوضح في سفر النحت السوري الحديث.
    ومن أشهر أعمال النحات سعيد مخلوف "الأسدالمجنح" في مطار دمشق الدولي وكان قد نال وسام الأستحقاق السوري بمرسوم جمهوري منالقائد الخالد وتوفي عام 2000 تاركا إرثا فنيا لايقدر بثمن ولقبا أشتهر فيه طيلةحياته لقبه فيه النحاتين السوريين (شيخ النحاتين).




    و هذه مقالة اخرى قصيرة عن الفنان سعيد مخلوف نشرت بعد رحيله بقليل في مجلة الشرق الاوسط بقلم فيصل خرتش :
    رحيل سعيد مخلوف شيخ النحاتينالسوريين
    دمشق: فيصل خرتش
    فقدت الحركة التشكيلية السورية الفنان سعيد مخلوفعن عمر يناهز الخامسة والسبعين، بعد ان اغنى الفن التشكيلي السوري بأعمال نحتيةكرسته واحدا من اهم النحاتين العرب.
    ولد سعيد ابراهيم مخلوف في قرية «بستانالباشا»،، التابعة لمحافظة اللاذقية عام 1925، بدأ النحت متأخرا، ولم يتخرج فياكاديمية، وكانت الحياة والتجربة والتاريخ مدرسته التي اكتسب خبراته منها وتعلمفيها الحفر على الصخر والخشب، وصار اسمه مرافقا للنحت السوري، وامتد اسمه على رقعةواسعة من ارض سورية، من التمثال المجنح الذي يلاقي القادمين الى دمشق من مطارها،الى المنحوتات العديدة المتوزعة في ارجاء معرضها الدولي وبحيراته وحدائقه، الىقاعات المتاحف في دمشق وحلب وغيرها من المدن السورية والعواصم العربية والاجنبية،حيث انتقلت منحوتاته برفقة المتذوقين للفن الاصيل.

    اولى اعمال الفنان سعيدمخلوف، كان في عام 1941، عندما كان طالبا في مدرسة «اللاييك» بطرطوس، حيث نقش علىالحجر «جاندارك تتحدث الى ملاك» بحسب ما تخيل. ومن ابرز منحوتاته «الحريم والتكاثروالعائلة في العام الثالث ـ تمثال امرأة من الحجر». وقد كانت مادته من خشب الزيتونوالحجر والنحاس والعظام، يبلور فيها المادة الجامدة ويجعل الحياة تضج بالحركة،عندما تتحول الى قطع مقتطعة من الطبيعة، تترجم عشقه العميق لها، طيور ونباتاتوحيوانات تجاوز المنحوتات الخشبية والحجرية والمصنوعات الخزفية الرقيقة ومشغولاتالخرز والزجاج الملون، والاقنعة التي برع بها وتميز، وهي تمثل أعلاما من الحضاراتالقديمة، يأخذها من متاحف التاريخ التي كان يتردد عليها باستمرار، كما كانت الحضارةالسورية مصدر إلهامه في تطويع خشب الزيتون الى مجسمات ناطقة.

    اقام سعيدمخلوف اول معرض للنحت في سورية، عام 1964 في منزل موره لي، وربما سبقه في العامذاته معرض له في المركز الثقافي العربي بدمشق، كما شارك في معارض الخريف التي كانتتقيمها وزارة الثقافة، واقام العديد من المعارض الفردية الكثيرة، وشارك بعدة معارضفي فرنسا وبريطانيا والمانيا.

    تمرد سعيد مخلوف على الدراسات الاكاديمية،وكان يرى ان النحت عالم خاص متميز، ويعتبر نفسه صاحب مدرسة خاصة.

    كرم الفنانمخلوف مرات عديدة، وصارع المرض فترة طويلة، وقاومه بالمثابرة على النحت. كان معروفابحبه للحضارة السورية، ولم يكن يحب الاضواء، عاش ببساطة وأنفة كل حياته، وقد اقامفترة طويلة في دمشق، الى ان وافته المنية فيها.

    و اترك الباب مفتوحاًلمن عرفوا هذا الفنان الكبير ليمدونا بتفاصيل اكثر تجعلنا نتعمق في فهم هذا الفنانو اعماله .

    سجل





    سألتُ شجرة اللوز يوماً وقلتُ : حدثيني عن الله ياعزيزتي...................أزهرت شجرة اللوز .









    رد: الفن التشكيلي في سوريا ( سعيد مخلوف)

    « رد #1 في: 05 13, 2009, 11:45:11 »



    و هذا مقال جميل عن الفنان سعيد مخلوف منقول عن مجلة العربي - العدد 578
    بقلم الدكتور محمود شاهين :

    بهذا الفنان تابعت حركة النحت السوريالحديثة صعودها,فهو واحد من أبرز ممثلي هذه الحركة وأهمهم وهو الذي استطاع خلقمدرسة نحتية خاصة به,تميزت بالتلقائية والعفوية,والحضور الفاعل والمؤثر في التشكيلالسوري الحديث.
    كان سعيد مخلوف أول نحات اعتمد الخشب وجذوع الشجر خامة لتنفيذأعماله النحتية منها,خاصة جذوع وجذور شجر الزيتون المتوافرة في مسقط رأسه كمااستطاع أن يحول محترفه في مدينة معرض دمشق الدولي خلال العقود الثلاثة الأخيرة منالقرن العشرين إلى مركز استقطاب لعدد كبير من المواهب الفنية الشابة بينها عدد منطلبة قسم النحت في كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق.حيث عمقوا لديه خبراتهم العمليةوأخذوا عنه حب التعامل مع خامة جذوع الشجر ومن بينها أسماء أصبحت معروفة وحاضرةبتمايز في النحت السوري المعاصر مثل أكثم عبد الحميد ومحمد بعجانو ومظهربرشين.


    البدايات:

    كانت البداياتالأولى لسعيد مخلوف في بلدته (بستان الباشا) الساكنة زند البحر الأبيض المتوسطوالمتمرئية بسهوله الخصيبة(ولد عام 1925 وتوفي في دمشق عام 2000).بدأ سعيد مخلوفرحلة الفن الطويلة الشاقة والسعيدة عام 1932 بمحاولات واعدة فوق هوامش دفاترالمدرسة.في عام 1946اختلف الأمر إذ سرعان ما خرج من هوامش دفاتره الحبيبة إلىاللوحة الكاملة المقومات والخصائص ثم إلى النحت وملحقاته من الفنون التي يندرجبعضها تحت اصطلاح (الفنون التطبيقية)وبعضها الآخر أقرب إلى الحرف والصناعاتاليدوية.وبالتدريج أصبح كل شيء حوله يثيره ويحرضه ويغريه للمضي بعيدا" في الكشفوالبحث والتجريب.
    هكذا بدأت رحلة الفن الصعبة-الجميلة.في عالمه المثير الطافحبالإنتاج والمغامرة والتجريب الذي لم يعرف حدا" ولا وقف عند حد.في البداية قام سعيدمخلوف بإنجاز مجموعة أعمال فنية بطريقة النحت النافر على الحجر أخذت طريقها إلىمعرض جماعي وحصلت على الجائزة الأولى ما دفعه لمتابعة التعامل مع هذه الخامة وفيالوقت نفسه استهواه المسرح فلعب بعض الأدوار الدرامية ثم انقطع عن ممارسة الفن لمدةخمس سنوات.
    مع بداية العام 1962 أنجز أول منحوتة من الخشب.كانت هذه الفترةبالنسبة لسعيد مخلوف ضائعة بين الرغبة بالتسلية والرغبة بالتعبير عن بعض هواجسهالخاصة.إذ كان يشعر وهو يمارس فن النحت أنه في معركة مع أقوياء , معركة لا يملكفيها سوى اجتراح فعل الإبداع سلاحا" يحاربهم فيه.أواخر خمسينيات القرن الماضي ومطلعستينياته,انتقل سعيد للإقامة في بيروت عمل خلالها بالتمثيل واشتغل بالماكياجوالتصوير.في العام 1962عاد من لبنان إلى بلدته(بستان الباشا) حيث ابتدأت انطلاقتهالكبرى مع النحت.

    الانطلاقة والشهرة:

    خلال هذه الفترة عكف سعيد مخلوفعلى تنفيذ العديد من الأعمال النحتية الحجرية والرخامية والخشبية.عقب إنجازها حملهاجميعها إلى دمشق وشارك بها في معرض الدولة الرئيسي الذي كان يحمل آنذاك اسم (معرضالخريف).
    قبلها كان يخشى العرض بالرغم من تشجيع من حوله على تقديم أعمالهللناس.عام 1964 أقام أول معرض فردي له في بيت السيدة (مورلي).وفي العام نفسه أقاممعرضه الفردي الثاني في صالة المركز الثقافي العربي بدمشق ومنذ العام 1966 انقطع عنالعرض كليا" في المعارض الرسمية.أما انطلاقته الكبرى فكانت من خلال معرضهبصالة(اسباس) بدمشق الذي عرّف الناس عليه عن قرب وبشكل جيد وصحيح غير أن تجربة سعيدمخلوف الأبرز والأهم كانت في المرحلة التي بدأ فيها يعالج جذوع الشجر(خاصة جذوعالزيتون الوسيمة المباركة), وهذه التجربة تحولت فيما بعد إلى مدرسة نحتية قائمةبذاتها في الحياة التشكيلية السورية المعاصرة,مدرسة تربى فيها العديد من النحاتينالسوريين الشباب, وهم يملأون اليوم شرايين هذه الحياة بصخبهم المحبب,وجميعهم تحدروامن مدرسته التي جمعت بين الحس البدائي العفوي والخبرة المكتسبة بالممارسةالدؤوب.عمر طويل أمضاه سعيد مخلوف في ممارسة النحت الذي تعلمه بنفسه,عالج جذوعالشجر الصلبة بتلقائية ووعي في آن معا",ما جعل هذه الجذوع تستكين إلى يديه, وتتلوىتحت ضربات مطرقته وازميله كما تتلوى الفرس الحرون أمام سائسها القوي الماهر المدربالمتمكن من أسرارها. عبر جذوع شجر الزيتون المبارك جاء صوت هذا النحات قويا", واضحا", فاعلا", جميلا", كاتبا" بذلك السطور الأوضح في سفر النحت السوريالحديث.

    العالم الثالث:

    لقد استنهض سعيد مخلوف من هذه الجذوع أشكالا" فراغية كثيفة العناصر والرموز,مليئة بالفراغات,حاشدة بالمعاني والدلالات الحكائيةالأدبية المأخوذة بشكل مباشر وعفوي وصادق من الحياة الاجتماعية حوله, ولأنه أقامحوارا" صادقا" ومتكافئا" مع وسيلة تعبيره الطبيعية وقام بتأمل جذوعه طويلا" قبل أنيبادر إلى تضاريسها بمطرقته وازميله,تمكن من أن يستل منها ما اكتنزت عليه منتكوينات وأشكال شديدة الغنى تشكيليا" ودلائليا" قادته الطبيعة نفسهاإليها!!
    ولكي يؤكد فكرة العمل ومضمونه,كان يقوم بشخصنة تلافيف الجذع مانحا" إياها هيئات رجل أو امرأة أو طفل أو حيوان بصيغة محورة بسيطة مختزلة تفرضها عليهالخامة أحيانا" ويفرضها هو عليها أحيانا" أخرى,موازنا" فيها بين الكتلة والفراغوبشكل متناوب ثم يطلق على مجمل ما شخصنه في المنحوتة من هيئة ورموز, عنوانا" عريضا" للدلالة على الموضوع أو الفكرة التي أرادها, وفي أحايين كثيرة كان يعمم عنوانا" رئيسيا" على نتاج مرحلة كاملة في تجربته,مثال ذلك مرحلة(العالم الثالث) التي استخدمفي إنجاز أعمالها جذوع شجرة الزيتون المليئة بالعقد,تماما" كما هو الحال في هذاالعالم.فقد كان سعيد مخلوف يكرر دائما" أن شجرة الزيتون هي مثل هذا العالم تكتنزعلى مخلوقات تتألم وتستغيث وترفض ومهمته كنحات كانت الكشف عنهاوتأكيدها.


    تطور ونضج:

    بالتدريج بدأ النحات مخلوف يكثف ويختزلوينوع في أعملاه الخشبية مستنهضا" تكوينات جديدة أكثر نضجا" فنيا" وتقانيا" منسابقاتها,فقد أخذت كتلة المنحوتة لديه تتخلص من الحشد الكبير للعناصر الصاعدةوالنازلة ومن الفراغات الكثيرة والمعقدة التي تتجمع داخلها بأكثر من شكل وإيقاعلتقتصر على كتلة رئيسية شاقولية أو أفقية مدروسة حجما" وفراغا". كما أن التمثيلالهيئاتي المباشر تقلص في المنحوتة الجديدة لمصلحة نزعة تجريدية حديثة متوازنةكتلة" وفراغا" ودلالة,لكنها بالرغم من تجريديتها ظلت تشير إلى الهيكليةالإنسانية,إنما بايجاز شديد معبر وبليغ ومقروء. رافق ذلك تطور مواكب طاول ملمسالمنحوتة وتكنيكها وإخراجها وتوازنها وحركتها وحضورها المعبّر في الفراغ.فقد اكتستسطوحه الجديدة ملمسا" مصقولا" حاور ملمسا" آخر ترك فوقه آثارا" باهتة لحركةالازميل,تختلف كثيرا" عما فعله في المنحوتات السابقة التي بالغ في خشونة سطوحها الىحد أوقعها في الرتابة والميكانيكية الباردة.
    ومن الاضافات المهمة والبارزة التيحملتها منحوتة سعيد مخلوف الأخيرة إشاحته عن النزعة التشخيصية الحكائية لمصلحةالموضوع البسيط(علاقة المرأة بالرجل), والمعالجة النحتية القائمة على حركة الكتلةالمتوازنة حجما" وفراغا" وبساطة السطوح واستمرارها وقوة ارتباط الكتل المشكلةللمنحوتة وتاليا" الحضور المعبر والجميل لكتلة المنحوتة ككل في الفراغ.
    خلال هذهالمرحلة,قدم سعيد مخلوف أفضل أعماله الخشبية كما قام بإنجاز مجموعة منحوتات حجريةلافتة.توزعت في أكثر من مكان في سورية,إضافة الى مجموعة أعمال نصبية في لبنانوسورية, منها العمل المشترك مع الفنان محمود دعدوش الموجود في مدخل مطار دمشقالدولي.
    بعد ذلك عكف الفنان مخلوف على إنجاز مجموعة من التجارب المتفرقة بخاماتومواد مختلفة داخل محترفه في مدينة معرض دمشق الدولي, منها مجموعة أقنعة(ماسكات) مستوحاة من التاريخ السوري القديم, وبعض أعمال الخزف وتشكيلات طريفة من عظامالحيوانات,صغيرة الحجم,خيالية السمة,قام رائد المصورين الضوئيين مروان مسلمانيبنقلها الى صور ضوئية معبرة انضوت في معرض لافت.
    هذه التجارب المتفرقة كلهامارسها سعيد الى جانب المنحوتة الخشبية التي ظلت الحاضر الأكبر والأهم والأبرز فيمشغله وحياته وتجربته الفنية المتفردة. واختيار لجذع الشجرة مادة أساسيةلأعماله,كان مقصودا" لأن هذا الجذع كائن حي مات وهو بالفن حاول خلقه من جديد وإعادةالدفء والحياة إليه.
    شكلت المنحونة الخشبية لسعيد مخلوف انعطافة كبيرة في حركةالنحت السوري الحديث الذي ظل يشير بهذا الشكل أو ذاك للمعلم الأول الذي فتح لهاقلبه ومشغله.
    يرى مخلوف أن الشكل هو الأول في العمل النحتي لذلك عليه حين يحملفكرة معينة اختيار المادة الملائمة لتجسيد ترابط الشكل والمضمون ويعتقد أن الفنيبدأ بالعادة وينتهي بالمعرفة مرورا" بالبحث والتساؤل وهو لم يأخذ التراث كشكلولكنه كان يعي مغزاه ويستل منه روحه ليسكبها في أعماله لكن بصيغة جديدة بعد تمثلهبشكل سليم.
    سعيد مخلوف نحات صنع نفسه بنفسه.بدأ عفويا" تلقائيا" بسيطا" ثم طورفنه بالتدريج شكلا" ومضمونا" عبر انكبابه المجتهد على الإنتاج والعرض والاطلاعوالبحث والتجريب حتى تمكن من خلق شخصية نحتية متفردة ورائدة جمعت ببراعة بين الأصولالتي انطلقت منها وتكونت فيها وبين ثقافة نحتية عالمية حديثة اختزلتها بوضوحمنحوتاته الأخيرة التي سبقت الحادث المؤسف الذي أقعده عن متابعة رحلة الإبداع وهوفي قمة قوته ونضجه وتفتح موهبته.[/size]








يعمل...
X