إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

موقف الإسلام من الانتقام الشخصي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • موقف الإسلام من الانتقام الشخصي


    موقف الإسلام من الانتقام الشخصي

    منقول



    بسم الله، والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد..

    جعل الله عز وجل العفو والصفح من مكارم الأخلاق، وأعطى على ذلك أجرا عظيما، فديننا الحنيف يأمرنا أن نعطي من حرمنا، وأن نعفو عمن ظلمنا، وأن نبتسم في وجه من عبس في وجوهنا، وليس ذلك لأن ديننا يغرس فينا الضعف والهوان أو الذلة والمسكنة، لا ولكنه يلفت نظرنا إلى أن الحب سلاح يمتص الكره من قلوب من يسيء إلينا، وإلى أن العطاء خيرلكن الإسلام يعلم أن من المسلمين من تمنعه نفسه عن الخير، ومن يتعجل حظه من الانتقام ليشفي غليله ناسيا فضل الله عز وجل في الصفح، فلذلك شرع رد الظلم ؛ فقال الله تعالى : (وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُواْ بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرينَ ) فأجاز في هذه الآية للمظلوم أن ينتصر بقدر ما ظلم، وبمثل ما ظلم، فقال العلماء: إن هذه الآية وإن كانت تفيد الانتقام إلا أنها تدل على أن العفو أفضل، وذلك لأنها شرطت لجواز الانتقام أن يكون العقاب بمثل ما عوقب به المظلوم، فإن زاد فقد بغى، وأصبح مدينا بعد أن كان دائنا، ومن ذا الذي يملك أن يعاقب بمثل القدر الذي عوقب به؟!
    ما نداوي به بخل من يضن علينا بالمعاملة الحسنة .

    قال مقاتل وهشام بن حجير : هذا في المجروح ينتقم من الجارح بالقصاص دون غيره من سب أو شتم . وقاله الشافعي وأبو حنيفة وسفيان .
    قال سفيان : وكان ابن شبرمة يقول : ليس بمكة مثل هشام . وتأول الشافعي في هذه الآية أن للإنسان أن يأخذ من مال من خانه مثل ما خانه من غير علمه؛ واستشهد في ذلك بقول النبي صلى الله عليه وسلم لهند زوج أبي سفيان : ( خذي من ماله ما يكفيك وولدك ) فأجاز لها أخذ ذلك بغير إذنه ... وقال ابن أبي نجيح : إنه محمول على المقابلة في الجراح .
    وإذا قال : أخزاه الله، أو لعنه الله أن يقول مثله . ولا يقابل القذف بقذف، ولا الكذب بكذب . وقال السدي : إنما مدح الله من انتصر ممن بغى عليه من غير اعتداء بالزيادة على مقدار ما فعل به؛ يعني كما كانت العرب تفعله . وسمي الجزاء سيئة لأنه في مقابلتها؛ فالأول ساء هذا في مال أو بدن .

    والله أعلم.
يعمل...
X