تويت
المفكر أحمد برقاوي يقرض الشعر بمجموعة شعرية ((لعبة الحياة))
دمشق - سانا
يعود المفكر أحمد برقاوي إلى فضاء الشعر بمجموعة شعرية جديدة حملت عنوان لعبة الحياة لترقص الأفكار الفلسفية مجددا بثوب الإبداع والجمال الشعري وتتعرى الأنا هذه المرة أمام اللعبة الأزلية ..الحياة .. كاشفة عن أدق تعيناتها ومشاعرها وعلاقتها بالوجود والعالم بعد أن انسكبت مطرا شعريا باحثا عن زهور المعنى في ديوانه الأول أنا .
وفي قصائد هذه المجموعة تحلق أجنحة الفيلسوف بحرية في فضاء الشعر ليسائل العالم والحياة ويفصح عن مكنونات ذاته متجاوزا نقص الوجود إلى الوجود كما يجب أن يكون بعيدا عن القواعد الصارمة للفلسفة فهذه التجربة مع الشعر كما قال برقاوي في أكثر من مكان مساحة للحدس الجميل التي لا يحتاج فيها إلى منطق متعب كي يعرضه.
وبهذه المزاوجة بين الفلسفة والشعر يتكامل العمل الفني من حيث الشكل والمضمون.. الفكر والمشاعر.. ويفسر الدكتور برقاوي العلاقة بين هذين التوأمين بقوله الشاعر ملهم الفيلسوف لافتا إلى أن الشاعر فيلسوف حدسي بينما الفيلسوف شاعر منطقي .
ورغم هذا التمازج الواضح في كتابات المفكر برقاوي الشعرية إلا أن القارئ للمجموعتين الشعريتين لعبة الحياة وأنا يلمس الحضور القوي والجارف للفيلسوف الذي يكاد يطغى أحيانا على حضور الشاعر بدءا من العناوين المعبرة عن تساؤلات فلسفية وجودية مرورا بموضوعات الكثير من القصائد . ولكن ما الذي دفع برقاوي لاختيار العنوان الفلسفي لعبة الحياة لديوانه الجديد ... ترى هل هي السخرية من عبثية الحياة التي قصدها من هذا العنوان... وأي موقف يتخذه من هذه اللعبة الحياة بعد أن خاض غمارها وما زال...وكشف كثيرا من أسرارها و قواعدها في رحلة بحثه المستمرة عن الحقيقة والمعنى للوجود.
ربما تأتي الإجابة في قصيدة لعبة الحياة يا حاضرا عيناه من خوف وآمال أيها المسافر الأبدي إلى النهايات ما الذي يغريك بالآتي... وأي شوق بك إلى المجهول .. يا دائم الانتحار... أيها الحاضر المازوشي ما الذي حببك بالفناء وأنت قلب الحياة... آه يا لعبة الحياة آه يا لعبة الفناء آه أيتها الحياة... يا بيدرا للوجود حصاده العدم .
أتراه بيانا يعلنه الفيلسوف بالرفض أم بالقبول لهذه اللعبة... وهل إدراك الحقيقة على ما تحمله من قبح أحيانا يدفعه للتشاؤم والقطيعة مع العالم... ليس على القارئ إلا أن يغوص أكثر فأكثر في قصائد المجموعة ليدرك أن احتجاج المفكر برقاوي على العالم ليس انسحابا سلبيا من الحياة يغلفه التشاؤم وإنما تمرد إيجابي على الواقع نابع من قلق وجودي تؤججه الروح المتفائلة... فها هو يقول في قصيدة فرح ...
في طقس انتظار دائم أنا كل لحظة أسأل ذاتي من تنتظرين... يا خائنة اللحظة العائشة أسألها عن جموحي وأجنحتي وحين أتأكد أنها في طقس انتظار وأنها شديدة الشطح والفوضى... يسري في دمي نهر الرضا... كما يطل علينا في ولادتي معريا جراحه التي خلفتها النكبة... ولدتني النكبة... ولم أخرج بعد من الأحوال والوطن على ظهري أحمال وأطل على الناس جريحا ولا شكوى... يقتلني حراس نفايات العصر خوفا من صمتي ومن صوتي... أكتب أرقص أعزف وأغني وأقاتل في الزمان المؤقت والمكان ولا يسقط مني شيء في العدم. وتماما كما هي الحفلة التنكرية تجبرنا لعبة الحياة على ارتداء أقنعة تخفي حقيقة ذواتنا... أسترخي وحدي على الأريكة مساء أسترخي وصباحا عيوني تحدق في اللامكان أخلع عني جلابيب الحكمة الجبانة والخادعة والزائفة وحين أتهيأ لمغادرة الأريكة أرتدي أسمالي. كي يراني الآخرون كما يشاءون كأني عارضة أزياء تتهيأ لالتقاط الصور وأمضي متثاقلا مثقلا بما ليس لي وحينما انتبهت وجعلت العالم أريكة رماني الناس بالكلام.
وفي هذا التعري يعلن برقاوي أن حياته ليست حياة فلسفة فقط وإنما حياة حب وتمرد... حزن وفرح... اكتئاب واغتراب وآمال ... كما أنه يجعل من الحب ناموسا للبشر وقيمة عليا ينادي بها في كل كتاباته ... الحب للذات واللغة والمرأة والوطن والفلسفة والشعر وكل ما تنطوي عليه الحياة من معان جميلة وثمينة.
أما حبه للمرأة فيتوهج بين سطوره كلما تعرت ذاته نازعة عن الجسد وقلبه الطفل رداء الحكمة بحثا عن حضن دافئ يحتويه فينيق ... أنا وموتي هوى وضنى فأحيا... وأنت يا نون روح الحياة عفرني يا نون غبار الزمان.. وجئتك ... وجئتك أصلي... خشوعا على أعتاب عرشك فضاء يتوق لأنوار شمسك، وطفلا يحن لأزهار نهدك... خذيني آه... خذيني لحضنك... خذيني لصدرك...
تجدر الإشارة إلى أن المجموعة الشعرية لعبة الحياة هي الثانية
للمفكر والشاعر برقاوي الأستاذ في قسم الفلسفة بجامعة دمشق
يعود المفكر أحمد برقاوي إلى فضاء الشعر بمجموعة شعرية جديدة حملت عنوان لعبة الحياة لترقص الأفكار الفلسفية مجددا بثوب الإبداع والجمال الشعري وتتعرى الأنا هذه المرة أمام اللعبة الأزلية ..الحياة .. كاشفة عن أدق تعيناتها ومشاعرها وعلاقتها بالوجود والعالم بعد أن انسكبت مطرا شعريا باحثا عن زهور المعنى في ديوانه الأول أنا .
وفي قصائد هذه المجموعة تحلق أجنحة الفيلسوف بحرية في فضاء الشعر ليسائل العالم والحياة ويفصح عن مكنونات ذاته متجاوزا نقص الوجود إلى الوجود كما يجب أن يكون بعيدا عن القواعد الصارمة للفلسفة فهذه التجربة مع الشعر كما قال برقاوي في أكثر من مكان مساحة للحدس الجميل التي لا يحتاج فيها إلى منطق متعب كي يعرضه.
وبهذه المزاوجة بين الفلسفة والشعر يتكامل العمل الفني من حيث الشكل والمضمون.. الفكر والمشاعر.. ويفسر الدكتور برقاوي العلاقة بين هذين التوأمين بقوله الشاعر ملهم الفيلسوف لافتا إلى أن الشاعر فيلسوف حدسي بينما الفيلسوف شاعر منطقي .
ورغم هذا التمازج الواضح في كتابات المفكر برقاوي الشعرية إلا أن القارئ للمجموعتين الشعريتين لعبة الحياة وأنا يلمس الحضور القوي والجارف للفيلسوف الذي يكاد يطغى أحيانا على حضور الشاعر بدءا من العناوين المعبرة عن تساؤلات فلسفية وجودية مرورا بموضوعات الكثير من القصائد . ولكن ما الذي دفع برقاوي لاختيار العنوان الفلسفي لعبة الحياة لديوانه الجديد ... ترى هل هي السخرية من عبثية الحياة التي قصدها من هذا العنوان... وأي موقف يتخذه من هذه اللعبة الحياة بعد أن خاض غمارها وما زال...وكشف كثيرا من أسرارها و قواعدها في رحلة بحثه المستمرة عن الحقيقة والمعنى للوجود.
ربما تأتي الإجابة في قصيدة لعبة الحياة يا حاضرا عيناه من خوف وآمال أيها المسافر الأبدي إلى النهايات ما الذي يغريك بالآتي... وأي شوق بك إلى المجهول .. يا دائم الانتحار... أيها الحاضر المازوشي ما الذي حببك بالفناء وأنت قلب الحياة... آه يا لعبة الحياة آه يا لعبة الفناء آه أيتها الحياة... يا بيدرا للوجود حصاده العدم .
أتراه بيانا يعلنه الفيلسوف بالرفض أم بالقبول لهذه اللعبة... وهل إدراك الحقيقة على ما تحمله من قبح أحيانا يدفعه للتشاؤم والقطيعة مع العالم... ليس على القارئ إلا أن يغوص أكثر فأكثر في قصائد المجموعة ليدرك أن احتجاج المفكر برقاوي على العالم ليس انسحابا سلبيا من الحياة يغلفه التشاؤم وإنما تمرد إيجابي على الواقع نابع من قلق وجودي تؤججه الروح المتفائلة... فها هو يقول في قصيدة فرح ...
في طقس انتظار دائم أنا كل لحظة أسأل ذاتي من تنتظرين... يا خائنة اللحظة العائشة أسألها عن جموحي وأجنحتي وحين أتأكد أنها في طقس انتظار وأنها شديدة الشطح والفوضى... يسري في دمي نهر الرضا... كما يطل علينا في ولادتي معريا جراحه التي خلفتها النكبة... ولدتني النكبة... ولم أخرج بعد من الأحوال والوطن على ظهري أحمال وأطل على الناس جريحا ولا شكوى... يقتلني حراس نفايات العصر خوفا من صمتي ومن صوتي... أكتب أرقص أعزف وأغني وأقاتل في الزمان المؤقت والمكان ولا يسقط مني شيء في العدم. وتماما كما هي الحفلة التنكرية تجبرنا لعبة الحياة على ارتداء أقنعة تخفي حقيقة ذواتنا... أسترخي وحدي على الأريكة مساء أسترخي وصباحا عيوني تحدق في اللامكان أخلع عني جلابيب الحكمة الجبانة والخادعة والزائفة وحين أتهيأ لمغادرة الأريكة أرتدي أسمالي. كي يراني الآخرون كما يشاءون كأني عارضة أزياء تتهيأ لالتقاط الصور وأمضي متثاقلا مثقلا بما ليس لي وحينما انتبهت وجعلت العالم أريكة رماني الناس بالكلام.
وفي هذا التعري يعلن برقاوي أن حياته ليست حياة فلسفة فقط وإنما حياة حب وتمرد... حزن وفرح... اكتئاب واغتراب وآمال ... كما أنه يجعل من الحب ناموسا للبشر وقيمة عليا ينادي بها في كل كتاباته ... الحب للذات واللغة والمرأة والوطن والفلسفة والشعر وكل ما تنطوي عليه الحياة من معان جميلة وثمينة.
أما حبه للمرأة فيتوهج بين سطوره كلما تعرت ذاته نازعة عن الجسد وقلبه الطفل رداء الحكمة بحثا عن حضن دافئ يحتويه فينيق ... أنا وموتي هوى وضنى فأحيا... وأنت يا نون روح الحياة عفرني يا نون غبار الزمان.. وجئتك ... وجئتك أصلي... خشوعا على أعتاب عرشك فضاء يتوق لأنوار شمسك، وطفلا يحن لأزهار نهدك... خذيني آه... خذيني لحضنك... خذيني لصدرك...
تجدر الإشارة إلى أن المجموعة الشعرية لعبة الحياة هي الثانية
للمفكر والشاعر برقاوي الأستاذ في قسم الفلسفة بجامعة دمشق