إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تتمة: دراسة مبسطة لشعر البارودي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تتمة: دراسة مبسطة لشعر البارودي

    تتمة: دراسة مبسطة لشعر البارودي
    (2)
    التقليد في شعر البارودي:
    1:التقليد الأسلوبي:
    أ-مظاهر الصياغة اللفظية القديمة:
    فهذه ألفاظ امرئ القيس تعيد نفسها في تراكيبه ،وعباراته ،وحتى الوزن العروضي يكرر نفسه في قول البارودي:
    بكى صاحبي لما رأى الحرب أقبلت بأبنائها واليوم أغبر كالح
    فقلت : تعلّم إنّما هي خُطةٌ يطول بها مجد وتخشى فضائح
    وهذه الصياغة اللفظية معروفة ومستمدة من قول امرئ القيس :
    بكى صاحبي لما رأى الدرب دونه وأيقن أنّا لاحقان بقيصرا
    فقلت له:لا تبكِ عينك إنّما نحاول ملكاً أو نموت فنعذرا
    ويُظن أنّ العناصر الجمالية في شعر عمر بن أبي ربيعة كامنة في ألفاظه وتراكيبه وموسيقاه الشعرية حين يقول بطريقته الحوارية الخاصة:
    كلمّا قلت متى ميـعادنا ؟ ضحكت هند وقالت: بعد غد
    فيعيد البارودي صياغة هذه العناصر الأسلوبية في معنى جديد قائلاً في سجنه:
    كلمّا درت لأقضي حاجةً قالت الظلمة: مهلاً لا تدُرْ
    ب_نفحات بلاغية قديمة :
    صوره البيانية والمجازية مستمدة من الكنايات و الاستعارات والمجازات المعروفة في شعر السابقين وقد استعملها في قوالبها الجاهزة حيث أكثر من استعمال الطباق والجناس والمقابلة والتورية والترصيع ولا يكف عن التصريع في مستهل قصائده
    وهذه الصنعة البديعية المتكلفة تعيد إلى الأذهان مذهب أبي تمام في تجديده لأسلوب الصياغة القائم على الصنعة العقلية والصنعة اللفظية
    من ذلك هذه الصورة المتكلفة التي حوت عدداً من المحسنات البديعية يقول:
    وصالك لي هجر ،وهجرك لي وصل فزدني صدوداً ما استطعت ولا تألو
    إذا كان قربي منك بعداً عن المنى فلا همّت اللقيا ولا اجتمع الشمل
    2_التقليد المعنوي:
    وتمثّل ذلك في الأغراض التقليدية التي طرقها البارودي في أشعاره والتي يمكن تلخيصها بالتالي:
    1_ الوقوف على الأطلال:
    وفي هذه الأغراض يحافظ على هيكل القصيدة القديمة فيفتتح قصائده بالوقوف على الأطلال وبكاء الدمن والآثار يبكي ويستبكي وينتقل من غرض إلى آخر كالغزل أو الوصف ثمّ ينتهي إلى غرضه العام الأساسي. يقول :
    ألا حيِّ من أسماء رسم المنازل وإن هي لم ترجع بياناً لسائل
    خلاء تعفّتها الروامس والتقت عليها أهاضيب الغيوم الحوافل
    فلأياً عرفت الدار بعد ترسمٍ أراني بها ما كان بالأمس شاغلي
    تمر بنا رعيان كلُّ قبيلةٍ بعيداً ولم يسمع لنا بطوائل
    تجسد هذه الأبيات التقليد وإظهار المقدرة على النظم في مثل هذه الأغراض على غرار
    القدماء
    2_مبالغات الفخر:
    جاء الفخر عنده على نحو ما ورد في شعر أبي فراس والمتنبي وغيرهما
    فهو في منفاه في( سرنديب )يجلس جلسة أبي فراس في سجن( خرشنة) ويعلي صوته بالفخر على نحو يذكرنا بمبالغات أبي فراس الفخرية ويتطرق إلى التباهي بالخلال الكريمة والجلد والصبر والشجاعة ويبين أنه محسود المكانة عليّ الهمة
    يقول أبو فراس:
    عليَّ طلاب العزِّ في مستقره ولا ذنب لي إن حاربتني المطالب
    يقول البارودي:
    عليَّ طلاب العزِّ في مستقره ولا ذنب لي إن عارضتني المقادر
    فلا غرو إن حزت المكارم عارياً فقد يشهد السيف الوغى وهو حاسر
    أنا المرء لا يثنيه عن درك العلا نعيم ولا تعدو عليه المفاقر
    قؤول وأحلام الرجال عوازبٌ صؤول وأفواه المنايا فواغر
    وتبدو مبالغاته حين يبين أنّه لا يتزعزع أمام صروف الدهر ونوازله ولا يبتسم لرغد العيش وإقبال الدنيا:
    فلا أنا إن أدناني الدهر باسم ولا أنا إن أقصاني العدم باسر
    وهذه المبالغة أخذها من بيت لبيد:
    فلا أنا يأتيني طريفٌ بفرحةٍ ولا أنا مما أحدث الدهر جازع
    3_انتزاع المعاني من الأفكار القديمة:
    الديوان يظهر لنا أفكاراً قديمة ترددت في أشعار أبي النواس والمتنبي وخطب الحجاج وغيرهم من ذلك هذه الخمرية التي نجد لمعانيها صدى عميق في شعر أبي النواس حين يصف مصارع الخمرة يقول البارودي:
    فمازلن يغرين الطلا بعقولنا إلى أن سقطنا لليدين و للنَّحر
    فمن واقعٍ يهذي وآخر ذاهلٍ له جسدٌ ما فيه روح سوى الخمر
    صريعٌ يظنُّ الشهب منه قريبةً فيشدو بكفيه إلى مطلع النسر
    وهذه الأبيات تذكرنا بالصورة القديمة التي رددها أبو نواس:
    مازلت أستلُّ روح الدنِّ في لطفٍ وأستقي دمه من جوف مجروح
    حتى انثنيت ولي روحان في جسد والدنُّ منطرحٌ جسماً بلا روح
    ولم تكن رائعة المتنبي في وصف الحمى وما يرافقها من آلام نفسية لتغيب عن ذهنه يوم خاطب طبيبه:
    فدع التكهن يا طبيب فإنّما دائي الهوى ولكل نفس داء
    ألمُ الصبابة لذّةٌ تحيا بها نفسي ودائي لو علمت دواء
    لقد كان المتنبي أسرع منه إلى التقاط هذه الفكرة حين وضع الآلام النفسية أمام الطبيب الذي يعالج جسداً محطماً في قوله:
    يقول لي الطبيب أكلت شيئاً وداؤك في شرابك والطعام
    وما في طبِّه أني جوادٌ أضرّ بجسمه طول الجمام
    والشطر الثاني من قول البارودي (ودائي لو علمت دواء) مأخوذ من قول أبي نواس:
    (وداوني بالتي كانت هي الداء)
    وتأثيرات خطب الحجاج في عبارته الشهيرة: (إنّي أرى رؤوساً قد أينعت وحان قطافها)
    تتضح في قوله:
    أرى رؤوساً قد أينعت لحصادها فأين_ولا أين_السيوف القواطع
    4_معارضة الشعراء القدماء:
    يعارض البارودي رائية أبي نواس المشهورة :
    أجارة بيتنا أبوك غيور وميسور ما يُرجى لديك عسير
    فيقول مستهلاً:
    أبى الشوق إلّـا أن يحنّ ضمير وكلّ مشوقٍ بالحنين جدير
    ويقول أبو نواس في الأمير محمد بن الرشيد:
    يا دار ما فعلت بك الأيام ضامتك و الأيام ليس تُضام
    ويقول البارودي:
    ذهب الصِّبا وتوالت الأيام فعلى الصِّبا وعلى الزمان سلام
    ويقول أبو فراس الحمداني:
    أراك عصي الدمع شيمتك الصبر أما للهوى نهي عليك ولا أمر
    فقال البارودي على الوزن والروي:
    طربت وعادتني المخيلة و السّكر وأصبحت لا يلوي بشيمتي الزجر

  • #2
    رد: تتمة: دراسة مبسطة لشعر البارودي

    أعتذر عن تنسيق النص السيء ولاسيما الأبيات الشعرية بسب خلل حدث أثناء تحميل النص

    تعليق

    يعمل...
    X