إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

اهتمام الإسلام بالوقت - إعداد المحامي :بسام المعراوي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • اهتمام الإسلام بالوقت - إعداد المحامي :بسام المعراوي

    اهتمام الإسلام بالوقت
    إعداد المحامي :بسام المعراوي
    إن المتدبر في أي الذكر الحكيم يلاحظ اهتمام الإسلام بالوقت، فالله سبحانه و تعالى يقسم الوقت، فيقول في سورة العصر :
    (( والعصر، إن الإنسان لفي خسر، إلا الذين آمنوا و عملوا الصالحات و تواصوا بالحق و تواصوا بالصبر )).
    و بديهة أن الله –جل و علا – لا يقسم بشيء إلا لمكانته المهمة و قيمته الهامة، و أكثر من ذلك أنه عز و جل يقسم بأجزاء الوقت و ظواهره، كالفجر، و الصبح، و الضحى، والنهار، والليل، و . . .
    يقول تعالى :
    (( و الفجر، و ليال عشر )) ( الفجر / 1- 2 ) .
    ((و الضحى، و الليل إذا سجى )) ( الضحى / 1-2 ) .
    (( والليل إذا يغشى، و النهار إذا تجلى )) (الليل / 1- 2).
    (( والليل إذا عسعس، و الصبح إذا تنفس )) ( التكوير / 17-18 ).
    وكل الآيات من أجل تبيان قيمة الوقت وأهميته للإنسان، حتى يستغله و يستثمره و لكي لا يحرقه في توافه الأمور .
    وحينما ينظر الواحد منا إلى هذا الكون الرحيب، وما يحتويه من كواكب، وبحار، وحيوانات، وأنهار، ونبات، وجماد، وغير ذلك من المخلوقات، يدرك أن كل هذه الموجودات تعيش ضمن النطاق الزمني، لا خارجة عنه و عن حدوده، فلكل ميقات بدء و شروع، كما أن لكل ميقات نهاية و فناء .
    قال تعالى : (( يولج الليل في النهار و يولج النهار في الليل و سخر الشمس و القمر كل يجري لأجل مسمى )) (فاطر / 13 ) .
    و هذه الشواهد الكونية تنتهي عند أجل مسمى و زمن محدود، من قبل خالقها – عز و جل – و هذه إشارة واضحة إلى ضرورة استغلال الوقت قبل أن نخسره، و قبل أن ينسحب علينا قوله عز و جل :
    (( حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها و من ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون )) ( المؤمنون / 99 –100 )، وحينها لن نستطيع أن نعيد عجلة الزمن إلى الوراء .
    إن الله - سبحانه و تعالى – خلق كل شيء، و جعل فيه حكمه و عبرة و لكي يشعر الإنسان بالزمن و الوقت جسده في صورة الليل و النهار .
    لماذا ؟
    إنها الحكمة الإلهية، فذلك من أجل أن نعرف معنى النقصان و الانقراض .
    قال تعالى : (( يقلب الله الليل و النهار إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار )) ( النور / 44 ) .
    فالعبرة ة العظة مطلب ضروري لتقدير الزمن، و هو يأتي بالتفكير في ظواهر الكون الزمنية، لكي نعرف سر تقسيم الزمان إلى سنين، و شهور،و أيام، و . . .
    قال تعالى : (( هو الذي جعل الشمس ضياءً و القمر نوراً و قدره منازل لتعلموا عدد السنين و الحساب )) (يونس / 5) .
    إن التجزيء أو التفصيل الزمني يعين الإنسان على تنظيم برامجه وفقه، الأمر الذي يمكن الإنسان من أن يستثمر أوقاته على أفضل و أكمل وجه، فيحدد ميعاد نومه و مدته، بدء عمله، ووقت راحته، و . . .بل إن الإسلام حدد بعضا من هذه الأمور، إذ أن عدم التحديد يعني العبثية في الحياة، والحياة، - بديهة – لم تخلق عبثا .
    يقول تعالى : (( و جعلنا الليل لباساً , و جعلنا النهار معاشاً )) ( النبأ / 10-11 ).
    إن من يعرف فلسفة الوجود، باستطاعته أن يقدر قيمة الوقت، و بإمكانه أن يسعى بقدر المستطاع في المحافظة على أوقاته، من أجل أن يخرج من الامتحان و قد أكمله و أنهاه بنجاح .
    فالحياة الدنيا قاعة اختبار و امتحان، و كما الامتحان الدراسي لا بد أن يحدد فيه أوقات الإجابة، فكذلك الحياة – عموما – هي بدورها أيضا يخوضها سياج زمني، يستدعي عدم الإفراط و التفريط فيه .
    * * *
    إن هناك أربعة أوقات تمتاز بارتباطها بعوامل نفسية عند الإنسان، و قد فصلها الله – سبحانه و تعالى – في كتابه المجيد، ودعا الإنسان إلى تسبيحه في تكلم الأوقات .
    قال تعالى : (( فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون و له الحمد في السماوات و الأرض و عشياً وحين تظهرون )) ( الروم / 17-18 ) .
    وفي آية أخرى يقول عز من قائل : (( يا أيها الذين آمنوا اذكوا الله ذكراً كثيراً , و سبحوه بكرة و أصيلا )) (الأحزاب/ 41 - 42 ) .
    و الملاحظ أن الإسلام حدد بعض الواجبات الشرعية يزمن معين، لا يمكن الخروج عن إطاره تقدما أو تأخيرا .
    فالصلاة – على سبيل المثال – لها من الوقت ما يجعلها واجبة الوقوع فيه، و لو خرجت عن الإطار الزمني المحدد لها فإنها تقع على غير الهيئة المطلوبة .
    ولو لم يكن هناك فارق بين الأوقات، لما خصص الله – جلو علا – أوقاتها، و كانت خلاف الحكمة، و حاشا الله ذلك، و هو الرب الحكيم الذي لا يغيب عنه شيء فقد قال تعالى :
    (( إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً )) (النساء / 103) .
    كما أن الصيام كفريضة دينية – يؤديها المسلم في وقتها، كل عام مرة واحدة، في شهر محدد، و وقت محدد من اليوم أيضا فقد قال تعالى: (( يا أيها الذين أمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون . أياماً ومعدودات . . . )) ( البقرة/183-184) .
    و قال تعالى – أيضاً – (( فمن شهد منكم الشهر فليصمه)) (البقرة/ 185) .
    و قال تعالى – أيضاً – (( وكلوا و اشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل . . .)) ( البقرة /187) .
    و الحج كذلك جعله الله – سبحانه و تعالى – في وقت معين و محدد .
    قال تعالى : (( الحج أشهر معلومات )) ( البقرة / 197 ) .
    و قس على ذلك أغلب العبادات و التكليفات الشرعية .
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يعمل...
X