إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ألكسندر سوكوروف يحصد جائزة الأسد الذهبي بالفيلم الروسي فاوست

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ألكسندر سوكوروف يحصد جائزة الأسد الذهبي بالفيلم الروسي فاوست

    "فاوست" الروسي
    يحصد جائزة "الأسد الذهبي"
    ألكسندر سوكوروف:سرت طوال حياتي الإبداعية لبلوغ هذا الهدف
    اختتمت مساء السبت فعاليات الدورة الثامنة والستين لمهرجان البندقية السينمائي حيث ذهبت جائزة الأسد الذهبي الى الفيلم الروسي "فاوست" للمخرج ألكسندر سوكوروف .وفاوست عنوان لأسطورة كئيبة تتعلق بفساد السلطة، والفيلم مستوحى من عمل الأديب الألماني "غوته". ووصف الفيلم بأنه محفز للتفكير ومؤثر. كما ذهبت معظم جوائز مهرجان البندقية السينمائي الدولي الى وجوه وأسماء غير مألوفة بدرجة كبيرة باستثناء النجم الأيرلندي الصاعد مايكل فاسبندر الذي فاز بجائزة أفضل ممثل عن فيلم "العار" Shame. ووجائزة الأسد الفضي لأفضل مخرج الى الصيني شانغ جون كاي عن فيلمه "جبل الشعب بحر الشعب" People Mountain People Sea وذهبت جائزة افضل ممثلة الى ديان ايب من هونج كونج بينما ذهبت جائزة لجنة التحكيم الى الفيلم الايطالي "تيرافيرما" Terraferma.
    وكان من مفاجآت المهرجان عدم حصول فيلم "مذبحة" Carnage للمخرج رومان بولانسكي وبطولة جودي فوستر وكيت وينسليت وكريستوف فالتز وجون سي. ريلي على أي جائزة.ولم يتمكن بولانسكي من السفر الى البندقية لحضور عرض الفيلم بالمهرجان حتى لا يسلم الى الولايات المتحدة التي لا يزال مطلوباً بها لقضاء عقوبة صادرة ضده في قضية اعتداء جنسي عام 1977 .وكتبت صحيفة لا ستمبا تعليقاً يقول "يشعر الكثيرون أن دارين ارونوفسكي رئيس لجنة التحكيم ومواطنه تود هاينس وكلاهما من الولايات المتحدة لم تأتهما الشجاعة لمنح الفوز لزميل غير محبوب في بلدهما."
    ورغم أن مهرجان البندقية ليس مسرحًا للأفلام التي تحقق إيرادات كبيرة لكن ثبت أنه محطة انطلاق للمتنافسين على جوائز الأوسكار الأمريكية مثل فيلم "جبل بروكباك" Brokeback Mountain للمخرج انج لي وفيلمي "البجعة السوداء" Black Swan و "المصارع" The Wrestler للمخرج ارونوفسكي.ونجح ماركو مولر مدير المهرجان في جذب مجموعة من نجوم الصف الأول الى دورة هذا العام بعد حضور متواضع في العام الماضي غير أن جميع هؤلاء النجوم خرجوا بلا جوائز من المهرجان.
    وقد اختارت لجنة التحكيم التي يرأسها السينمائي والمنتج الأمريكي دارن أرونوفسكي مخرج فيلم "ذا بلاك سوان"- من بين 23 فيلما روائيا عرضت كلها للمرة الأولى عالميا في المهرجان، وتنافست للفوز بجائزة الأسد الذهبي لأفضل فيلم، والأسد الفضي لأفضل إخراج.
    وذكرت مجلة "فراييتي" في عددها الصادر الجمعة أن "مذبحة" لرومان بولانسكي كان الفيلم الأوفر حظاً وفق تصنيف غير رسمي استند إلى تقديرات 21 وسيلة إعلام دولية.إلا أن فيلم المخرج البولندي الفرنسي الغائب عن المهرجان قد يعاني من مشاكل بولانسكي مع القضاء الأمريكي، وفقًا لما أفادت به الصحافة الإيطالية.ويجمع فيلم المخرج البولندي الفرنسي كلا من جودي فوستر، وكايت وينسلت، وجون سي رايلي، وكريستوفر فالتز، وهو مقتبس عن مسرحية للكاتبة الفرنسية من أصل إيراني ياسمينة رضا، بعنوان "لو ديو دو كارناج" (إله المجزرة)، وهي عبارة عن شجار عنيف بين أربعة أزواج يلتقون لفض خلاف بين أطفالهم.
    إلا أن تصنيف مجلة فراييتي لم يشمل فيلمين عرضا مساء الجمعة، وهما "تكساس كيلينغ فيلدز" للأمريكية إيمي كنعان مان، ابنة مايكل مان، وهو فيلم تشويق تدور أحداثه في تكساس، وفيلم "لايف ويذاوت بريسنبل" حول المال للمخرج جوني تو من هونغ كونغ.وقد تضمن المهرجان هذه السنة بكل فئاته 65 فيلما روائيا تعرض للمرة الأولى عالميا، وتمثل 35 بلدا.ووفقا للنقاد، كانت الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية عالية الجودة، وجمعت أسماء بارزة في عالم السينما، ومواهب جديدة لافتة. وتناولت موضوعات نهاية العالم وتشرذم العائلات، وتمحورت على أفراد يبحثون عن ذواتهم، وكانت لافتة أيضا الأهمية التي كرستها للمرأة مع أدوار قوية جدا.
    ويعتبر الكسندر سوكوروف مخرج فيلم "فاوست" من المخرجين السينمائيين القلائل الذين يكرسون أعمالهم للبحث الفني وليس لأغراض الكسب التجاري.
    ويبدي سوكوروف في هذا المضمار إصرارًا لا نظير له في عالم السينما المعاصرة وبذكرنا بعمل المخرجين الشهيرين ايزنشتين وتاركوفسكي. وإبداعه ظاهرة تجسد العمل الفني الضخم والمتنوع. ولا تقف في طريق سوكوروف تقلبات السياسة ومتطلبات الثقافة الاستهلاكية بل إنه يمضي بدأب نحو بلوغ الهدف المنشود. إن أعماله تثير الجدل في روسيا ، بيد أن اسمه أصبح بالنسبة للجميع رمزًا لمسؤولية الفنان عن إبداعه وموهبته. وقال الفنان عن منحه الجائزة الكبرى -"الأسد الذهبي للقديس مرقس" إنه" سار طوال حياته الإبداعية لبلوغ هذا الهدف". كما حصل فيلمه " فاوست" في المهرجان على جائزة روبير بريسون لقاء رصيده في " البحوث الروحية في السينما". وكان فيلم سوكوروف " نحن نقرأ كتاب الحصار" قد حصل في مهرجان البندقية في عام 2009 على تقدير مماثل. وقدم المخرج ثلاثيته " مولوخ " عن هتلر و"الثور" و"الشمس" في مهرجانات البندقية السابقة وحصل على جوائز مختلفة عنها. لكن منحه الجائزة الكبرى للمهرجان في هذا العام عن فيلم " فاوست" يمثل فعلا خاتمة مسيرته الإبداعية لبلوغ ذروة التقدير في هذا المهرجان. وهذا الفيلم يعطي تأويلا حرا لمسرحية غوته حيث يبدو فيها فاوست في شخصية السوبرمان التي صورها نيتشه في كتابه " هكذا قال زرادشت". إن فاوست يتحرر هنا من جميع الأوهام التي حطمها نيتشه بصورة منهجية في أعماله الفلسفية عن علاقة الإنسان بالمجتمع والدين. ويبدأ الفيلم بإظهار فاوست وهو يشرح جثة إنسان بحثا عن الروح فيها.
    لكنه لا يجد هذه الروح. وقد انتزع من الفيلم جميع السمات الرومانسية والغلو في تصوير شخصية البطل الفذ والتي تذكر المشاهد بأبطال هوفمان البرجوازيين الذين يبتعدون عن الرومانسية تماما. وشخصية فاوست في الفيلم الذي تنقل أحداثه في الفيلم الى القرن التاسع عشر لا تشبه شخصيات فاوست فهو يتاجر بكل شيء ...بالأرواح وبلوازم أداء الشعائر الدينية في الكنيسة وتماثيل المسيح والعذراء، ويحول القيم الدينية كلها الى سلعة للبيع والشراء بعد أن باع نفسه للشيطان. وفي هذا يربط المخرج بين شخصية فاوست وشخصيات الحكام الذين استبدوا إبان وجودهم في السلطة مثل هتلر ولينين وهيروهيتو في أفلامه السابقة.
    انهم الحكام الذين يتسمون بصفة الكاريزما (الزعامة المطلقة) وقد أفرزهم العصر الصناعي والتقدم العلمي والاقتصادي والتكنيكي وجاءوا الى السلطة بصورة غير شرعية ويظهرون عادة في فترة الأزمات في أوطانهم. وفي عهودهم تهيمن البيروقراطية والروتينية في إدارة شؤون الدولة. ويحتاج هؤلاء الحكام الى الزعامة لتبرير عدم شرعية وجودهم في السلطة. بينما يبرز مفيستوفيل(الشيطان) بدور مزدوج حيث يذكر فاوست باستمرار بأن وراء رغباته وتطلعاته الحسابات الأنانية العادية . وفي نهاية الفيلم يلبس الشيطان فاوست دروع فرسان القرون الوسطى ويجلسه على صهوة حصان بغية اكتساب هيئة " السوبرمان"- الرجل الأعلى. لكن فاوست يتخلص من الدروع والحصان بعد أن يدرك أن مظهر" الفروسية البطولي" زائف وأنه يمثل في الواقع الأنانية والعدمية في سلوكاته.وصور الفيلم في الأماكن التاريخية بألمانيا وإسبانيا وسجل الحوار في النسخة الأصلية باللغة الألمانية ، وشارك فيه فنانون من 75 بلدا.
    ويمكن القول إن سوكوروف أخرج فيلما فريدا من نوعه مترعا بالجد والهزل في آن واحد ، ومتكاملا من الناحية الجمالية لروعة المشاهد المصورة.ويتميز إبداع سوكوروف سواء السينمائي أو الأدبي بالفرادة في أساليب التعبير وطرح الأفكار. وعمل سوكوروف على الجمع بين التوثيق والإبداع الروائي. وبالرغم من إخراجه أكثر من 40 فيلما وثائقيا وروائيا فإنه يواصل البحث عن لغته الخاصة في التعبير السينمائي في عمليات بحث طويلة تشمل كل شيء - معالجة الفكرة وأساليب التصوير وعمل الممثلين والتدرب على المشاهد قبل التصوير واختيار أماكن التصوير في الطبيعة. ويتجه ليس في عجلة من أمره في العمل .ويهتم سوكوروف بالإنسان ومصائره وتدور جميع أعماله حول هذا المحور.
يعمل...
X